طهران: عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية
تعد طهران هي عاصمة الدولة الإيرانية وهي المقصد الأول لكل السائحين الذين يأتوا لزيارة تلك الدولة العريقة، وتحتوي هذه العاصمة على العديد من الأماكن الصالحة للسياحة ولذا فإنها تستحوذ على أكبر قدر من السياح القاصدين للدولة كل عام، وأولى المناطق الهامة في تلك المدينة هو برج آزادي الذي يقع في مدخل المدينة، وكلمة آزادي باللغة الفارسية تعني الحرية ولذا فهو له أهمية كبيرة في إيران، وقد تم بناء هذا البرج في العام الواحد والسبعين من القرن العشرين وتحديدًا في السادس عشر من شهر أكتوبر، ويصل ارتفاع هذا البرج إلى خمسين متر في الميدان الذي يحمل نفس الاسم أيضًا آزادي، وتتخذ الدولة هذا الميدان كمكان للاحتفالات والمهرجانات العسكرية وغير العسكرية التي تقام كل عام في إيران.
وعندما تم بناء البرج أثناء حكم الشاه محمد رضا بهلوي كان يسمى بالنصب التذكاري للملك، ولكن بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران تم تغيير اسم البرج إلى برج الحرية أو الآزادي باللغة الفارسية، وقد تم بناء البرج من الرخام الأبيض اللامع ويحيط به مساحة خضراء كبيرة بها نوافير مياه ذات شكل جمالي.
جبل دماوند
نأتي هنا للحديث عن جبل دماوند أو دمافند المتواجدة في شرق العاصمة طهران وهي عبارة عن سلسلة جبلية يبلغ ارتفاعها خمسة آلاف وستمائة وسبعين متر تقريبًا، وبذلك الارتفاع الكبير تكون سلسلة جبال دماوند هي واحدة من أعلى السلاسل الجبلية في قارتي أسيا وأوروبا، وما يميز هذه السلسلة ويجعها موقع جذب سياحي هام هو الجليد الكثيف الذي يغطي الجبل أغلب أوقات العام، فالكثير من الناس يحبون التزلج على الجليد والجلوس في هذه المناطق الباردة وخاصة لمن لم يعتادوا على ذلك الأمر، وأعني بذلك الدول التي لا تتساقط بها الثلوج مثل بعض الدول الإفريقية والأسيوية، عامة يذهب السياح إلى سلسلة جبال الدماوند ويقومون بالتمتع بهذا المنظر الرائع والدخول في منافسات مع الآخرين برياضة التزلج على الجليد.
حديقة ميلات
كلمة ميلات هي كلمة فارسية وتعني الأمة أو الشعب ولذا فالحديقة تسمى حديقة الأمة باللغة العربية، وتبلغ مساحة هذه الحديقة حوالي أربعة وثلاثين هكتار تقريبًا أي أكثر من ستة ألاف متر مربع تم إنشائهم على مرحلتين في العام الثامن والستين من القرن العشرين، وتتواجد حديقة ميلات عند سفح جبل البرز بجوار شارع فالياسر الشرقي، أما من الجانب الغرب فيوجد شارع سئول، وفي الناحية الشمالية فهي متاخمة لشارع جام جم، ومن الجانب الجنوبي متاخمة لشارع نيايش، وأهم ما يميز هذه الحديقة هو معرض ميلات الذي يتواجد بداخلها وقد تم افتتاح هذا المعرض في التاسع من نوفمبر عام 2008، ولم يكن هذا اليوم مخصص لافتتاح المعرض فقط بل أفتتح فيه أيضًا سينما ميلات بالجانب الجنوبي الغربي من الحديقة، وهذا الجزء مكون من أربعة قاعات للعروض المسرحية والسينمائية بهم حوالي ثلاثمائة مقعد للجلوس.
وبعيدًا عن ذلك تعتبر الحديقة مكانًا مناسبًا للجلوس والتنزه بها فهي ذات منظر رائع، واللون الأخضر المتمثل في الأشجار والنباتات التي تملأ الحديقة من جميع جوانبها، ولا ننسى الورود ذات الألوان الزاهية والجميلة، ويوجد في الحديقة أيضًا نوافير مياه منها الذي يضيء في الليل ويعطي للمكان سحر خاص، وهناك أيضًا توجد الأماكن المخصصة لممارسة رياضة التنس، ومسارات مخصصة للمشي والعدو، ويوجد أيضًا برك مياه يعيش فيها البط والإوز يمكنك أن تستمع بالنظر إليها وإطعامها مع أطفالك الصغار، وبداخل الحديقة توجد مدينة ملاهي صغيرة مخصصة للأطفال بها الكثير من الألعاب الممتعة والمسلية للأطفال، وإذا كنت تود تناول الطعام أو الشراب فيمكنك الذهاب إلى أحد المطاعم والمقاهي المنتشرة داخل الحديقة.
أصفهان: أوروبية الملامح
نأتي هنا للحديث عن مدينة أصفهان التي تعد واحدة من المدن الأجمل في العالم فهي إيرانية أسيوية الموطن ولكنها أوروبية الملامح، حيث أنه يتم تشبيهها بمدينة إسطنبول أو البندقية أو سانت بطرسبرغ، وهذا من فرط جمالها وروعة مبانيها وكثرة المناظر الخلابة بها، عامة تقع مدينة أصفهان بالقرب من العاصمة طهران وتحديدًا على بعد ثلاثمائة وأربعين كيلو متر جنوبًا، ويسكن بالمدينة أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، ويتواجد في أصفهان العديد من المعالم الأثرية والسياحية مثل القصر الملكي الذي يوجد به أربعين عمودًا، وكان الهدف من بناء القصر هو إظهار الحكم الصفوي الكبير في إيران حيث كانت أصفهان هي عاصمة الدولة أثناء الحكم الصفوي لها، ولذا سعى الملوك إلى إنشاء ذلك الصرح الكبير حتى يكون شاهدًا عليهم فيما بعد، أما عن الأعمدة الأربعين المتواجدة عند القصر الملكي فهي أعمدة عليها مرايا زجاجية تحكم غلقها، وهي بذلك تتشابه مع أعمدة شيهل سوتون العظيمة.
وأيضًا من المعالم الموجودة في أصفهان هو مسجد الشاه عباس، وهذا المسجد يتواجد عند ميدان الشاه عباس وتحديدًا في الركن الجنوبي منه، وقد تم بناء هذا المسجد من قبل المهندس الإيراني على الأصفهاني في عام 1629، وحينما تم بناءه كان يسمى مسجد الشاه عباس ولكن بعد حدوث الثورة الإسلامية تم تغيير اسمه ليصبح مسجد الإمام، وقد تم إدراج المسجد في العام الثاني عشر من القرن الواحد والعشرين ضمن قائمة التراث العالمي، ويأتي المسجد بجدار تم تزيينها بألوان قاشانية تعطي للمسجد منظر رائع، ويعتبر ذلك المسجد هو واحد من أفخم وأعظم المساجد في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأيضًا من المعالم الأثرية في مدينة أصفهان هو جسر شهرستان الذي بني في القرن الرابع عشر الميلادي.
وهذا الجسر موجود في الجانب الشرقي من المدينة حيث يربط قرية شهرستان بالضفة الجنوبية حيث الأراضي الزراعية، ويأخذ هذا الجسر طابع روماني مميز يختلف عن الطراز الفارسي المنتشر في هذه الدولة، وقد شهد جسر شهرستان حادث مؤثر في التاريخ الإسلامي وهو اغتيال الخليفة العباسي الرشيد بالله، حيث تم قتله على يد الإسماعيليين المنتشرين في إيران وهم كانوا يدبرون المكائد والدسائس للأمة السنية بشكل دائم، وبشكل عام تحتوي مدينة أصفهان على العديد من الآثار التي جعلتها واحدة من اهم مناطق الجذب السياحي في إيران.
أذربيجان الشرقية والغربية
يوجد في الجمهورية الإسلامية الإيرانية محافظتين يسميان أذربيجان الشرقية والغربية وهما بالطبع تحت الحكم الإيراني، حيث أنك عند قراءة اسم تلك المدينة ستشعر وكأنني أقصد دولة أذربيجان إحدى الدول المستقلة عن الحكم التركي، ولكن بكل تأكيد هذا ما لا أريده فأنا أقصد محافظتي أذربيجان التابعتين لدولة إيران، وهما مناسبين جدًا لمحبي الرحلات الصيفية وذلك بسبب مناخهم الرائع والمميز في فصل الصيف، أما عن أذربيجان الشرقية فيوجد بها قرية صخرية تسمى كاندوفان وهي فريدة من نوعها في تلك المدينة وبها العديد من المستنقعات والشلالات المائية، ويوجد أيضًا سوق تبريز القديم الذي تم افتتاحه منذ مئات السنين، وبيت مشروطيت، ومتحف أذربيجان الشرقية التاريخي، وغيرها من الأشياء الأخرى التي تملأ هذه المحافظة الشرقية.
أما عن محافظة أذربيجان الغربية فهي مليئة بالبحيرات التي تتناسب جدًا مع محبي المصايف، هذا بجانب الشلالات والغابات التي تروق لمحبي المغامرات وخوض الأدغال، فعند دخولك لهذه المحافظة الغربية وخاصة بعض المناطق المعينة منها ستشعر وكأنك في العصور الوسطى وتعيش حياة بسيطة على الصيد والعيش في الغابات، وبعيدًا عن ذلك هناك بعض الآثار مثل تخت سليمان العظيم، ومتحف القصر باغجه جوق، وهناك أيضًا بعض الكنائس الأثرية التي عفا عليها الزمن فكما نعلم أن إيران دولة مسلمة ولا يوجد بها إلا أقلية مسيحية لا تتجاوز الواحد بالمائة.
قزوين: ذات البحيرات العلاجية
تعتبر مدينة قزوين هي واحدة من المدن الجاذبة للسياحة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتتواجد هذه المدينة في الناحية الغربية من مدينة طهران، وقد كانت هذا المدينة هي عاصمة الدولة الفارسية الأولى ولذا يوجد بها العديد من والمعالم التاريخية العتيقة، حيث يقول المؤرخون أن عدد المعالم المعمارية التاريخية في مدينة قزوين هي ألفين معلم تقريبًا، والمدينة لا تبعد عن العاصمة طهران سوى مائة وثلاثين كيلو متر فقط، وأبرز ما تشتهر به هذه المدينة هي البحيرات العلاجية المنتشرة فيها حيث يوجد بها برك ماء مخصصة لعلاج بعض الأمراض، وخاصة أمراض العظام والبشرة والمفاصل، وترتفع المدينة عن سطح البحر حوالي ألف وثماني مائة متر ومناخها بارد نوعًا ما ولكنه جاف.
ويتواجد في قزوين بحيرة أوان الطبيعية والتي تعد أشهر بحيرات الدولة الإيرانية ولذا فالمدينة التي تتواجد بها البحيرة تحمل نفس الاسم أيضًا أوان، ولا ننسى أيضًا قلعة حسن صباح أو قلعة ألموت كما تسمى، وهي عبارة عن حصن جبلي في قلب جبال البراز ولكن هذه القلعة اندثرت معالمها نوعًا ما حتى لم يبقى منها سوى الخراب، وقد أنشأت قلعة حسن صباح في العام الثاني من القرن السابع الميلادي ولذا فهي من الآثار القديمة في إيران، وهي الآن عبارة عن مزار سياحي يأتي إليه الزوار كل يوم لرؤية ما به، وهناك أيضًا قصر جهلستون ومسجد الجامع وكنيسة كانتور وغيرها من المناطق الأثرية التي لابد من زيارتها عند دخولك إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
كرمانشاه: ممزوجة بالسحر العراقي
نأتي هنا للحديث عن مدينة كرمانشاه أو كرماشان كما تسمى وهي تبعد عن العاصمة طهران أكثر من خمسمائة كيلو متر، في حين أنها تبعد عن العراق مسافة مائة وعشرين كيلو متر مربع فقط وهي نسبة قليلة جدًا، ولذا فهذه المدينة تأخذ من الطباع العراقية حتى أنها تتحدث الكردية بجوار الفارسية، وتحتوي كرمانشاه على العديد من الآثار القديمة بجانب المعالم الحديثة الجاذبة للسياحة ومن أشهر معالمها هو جبل بيستون، حيث يعتبر هذا الجبل هو سلسلة من المنازل المنحوتة في الصخر كان يسكنها الشعب الأخميني والساساني من بعده، وهذا ما يعني أن تلك المنازل المنحوتة في الصخر قديمة جدًا ولذا فهيئة التراث العالمي قامت بإدراج الجبل ضمن قوائمها وشجعت على زيارته.
ويجاور الجبل بحيرة كبيرة وبعض الأشجار والنباتات الخضراء الجميلة التي تعطي منظر راع لبيستون، ولا ننسى تواجد مغارة قوري التي تعد أفضل مغارات إيران على الإطلاق، وتوجد أيضًا تكية معاون الملك والحديقة الجبلية ومنحوتات طاق بستان ونبع نيلوفر وغيرها الكثير، فمدينة كرمانشاه الواقعة في أقصى غرب الدولة الإيرانية هي واحدة من المدن المحببة في الزيارة من قبل السياح، وخاصة جبل لبيستون فهو أساس شهرة المدينة بين دول العالم فلا تنسى زيارة الجبل عند دخول إيران.
همدان: بابا طاهر
مدينة همدان أو أكبتانا التي تلقب بمدينة بابا طاهر هي واحدة من أهم مناطق الجذب السياحي في الجمهورية الإيرانية الإسلامية، وذلك بفضل ما تحتويه من أثار تاريخية لها مفعول السحر في قلوب كل من يزورها، بداية تقع هذه المدينة في غرب دولة إيران وقد تم بناءها في القرن الثاني عشر الميلادي، والذي أمر ببنائها هو الملك ديوسيس الذي كان يحارب في إحدى مناطق دولته ضد الثائرين عليه وقرر إنشاءها لحماية سلطته، ويقول المؤرخون أن مدينة همدان كانت ذا أسوار عالية ومنيعة حتى تتمكن من صد الغزاة الخارجين وحماية مقر الحكام من أي ثورة عليه من قبل الميديين، وعندما تم تشييد المدينة لم تكن تحمل نفس الاسم التي هي عليه الآن بل كانت تسمى آقباتان أي الفرش الأبيض.
وقد لقبت فيما بعد بمدينة بابا طاهر نظرًا لمكانة هذا الشاعر الكبير الذي دفن في تلك المدينة، وعلى ذكر الدفن فقد دفن في تلك المدينة أيضًا الطبيب الإسلامي الشهير ابن سينا، وتتمتع مدينة همدان بمناخ جوي معتدل جدًا ومناسب في فصل الصيف ولذا فهي أفضل مدن إيران لقضاء المصايف، وأهم المعالم الجاذبة للسياحة الموجودة في تلك المدينة هي مغارة عليصدار، وهي تعد المغارة المائية الأكبر في العالم كله، وهذه المغارة نظرًا لتفردها وتميزها فهي تستحوذ على عدد كبير من السياح والزوار كل عام، ويوجد أيضًا في تلك المدينة منحوتات تسمى كنج نامه التي تتواجد في جبل الوند، وهي تحتوي على شلال مياه طبيعي وجميل وفوقه تم إنشاء تلفزيك حمل نفس اسم المنحوتان كنج نامه.
فيمكنك أن تذهب إلى تلك المنطقة وتستمتع برؤية هذه المناظر الجميلة مع ركوب التلفريك الممتع، وإذا كنت من محبي المرتفعات ورؤية المدن من الأعلى فعليك وعلى تل عباس آباد الذي يطل على كل أجزاء مدينة همدان، فيمكنك أن تشرب كوب من القهوة مع التلذذ بذلك المنظر الرهيب وخاصة في وقت الغروب، وبعيدًا عن ذلك يوجد في قلب المدينة قرية صغيرة تسمى لالجين وهي تعتبر أشهر المناطق الإيرانية المصنعة للفخار، ولذا تم تلقيب القرية بعاصمة الفخار الإيرانية فلا تتردد في رؤية طراز الفخار الفارسي العتيق، وأيضًا يوجد في همدان مستنقع آبشينه ونبع كيان ووادي مراد بك وغيرها الكثير من الأشياء الجاذبة للسياحة.