بارنو
لا يُمكن بأية حال من الأحوال التفكير في زيارة سياحية بدولة إستونيا دون المرور بواحدة من أجمل المدن الموجودة هناك، وهي مدينة بارنو الممتعة، والتي تمتلك بداخلها أفضل الشواطئ الموجودة في العالم بأكمله، ولذلك هي الوجهة الأولى لكل عشاق الصيف، أضف إلى ذلك أن الشواطئ والسواحل في بارنو ليست مجرد رمال ومياه، وإنما هي حياة أخرى كاملة بسبب تواجد المياه الصافية والرمال الذهبية، وكل هذا محفوف ببعض المنتجعات والفنادق والأماكن السياحية التي تستفيد من وجود شاطئ بارنو الرئيسي، ذلك الذي يُعد الشاطئ الأهم في كامل دولة إستونيا، وبالمناسبة، أغلب الأحداث الرياضية التي يدخل الماء بها لا تجد أفضل من مدينة بارنو كي تُقام بداخلها.
بارنو ليست مدينة الشواطئ فقط، فعلى الرغم من كونها الشيء الرئيسي والأهم هناك إلا أنها تمتلك كذلك مجموعة من البحيرات والجبال والأماكن الطبيعية بشكل عام، أضف إلى ذلك مزيج من الأماكن التاريخية والحضارية الحديثة، وذلك مثل البرج الأحمر ومتحف بارنو للفنون والمتحف الوطني وقلعة بارنو العريقة، ببساطة شديدة، داخل هذه المدينة لا يُمكنك عزيزي السائح توقع أي شيء بخلاف المتعة، فقط كن هناك ولن تندم على الإطلاق.
فيلجاندي
في جنوب دولة إستونيا تقع مدينة فيلجاندي كواحدة من المدن الصغيرة جدًا في هذا المُحيط، وعلى الرغم من أن تلك المدينة لا تمتلك ذلك العدد الوافر من السكان إلا أن قيمتها التاريخية هي التي وضعتها في مصاف الكبار، فأنت عزيزي السائح سوف تستمتع في المقام الأول بالعمارة التاريخية المتواجدة في هذه المدينة بالإضافة إلى الكثير من القلاع التي على رأسها قلعة فيلجاندي الموجودة منذ القرن السادس عشر، وإذا كنت من عشاق الأماكن التاريخية فإن طلبك سيكون موجودًا بالمدينة أيضًا، إذ أنها تمتلك نسبة لا بأس بها من الغابات بالإضافة إلى البحيرات والمنتزهات، فتوافر مثل هذه الأماكن في إستونيا جعلها تمتلك الخلطة السياحية في أبهى صورة ممكنة لها.
لكي تكتمل الخلطة السياحية التي نتحدث عنها فإن مدينة فيلجاندي تُنظم بشكل سنوي مهرجان شعبي في الموسيقى، هذا المهرجان يجذب ما يزيد عن العشرين ألف زائر بالإضافة إلى استقباله لكافة أنواع الموسيقى الشعبية العالمية، المهرجان يُقام في شهر يوليو، ودعونا نقول ببساطة أن ذلك الحدث قد أكمل الرواج السياحي للمدينة، إذ أن فيلجاندي قد أصبحت الخيار الأول لعشاق التاريخ والطبيعة والفن، وهو أمر مدهش بالتأكيد.
تارتو
تأخذ مدينة تارتو الموجودة في دولة إستونيا طابعًا مُختلفًا بعض الشيء، حيث أنها تُعرف بكونها المدينة الفكرية الأولى في هذه الدولة، ومعنى ذلك ببساطة أنها العاصمة الثقافية والتعليمية، وهذا الأمر يتضح بشدة من شكل جامعة تارتو التي تُعد القلعة الأهم والأفضل في إستونيا، بل إنها تُعتبر كذلك ضمن أفضل عشر جامعات في القارة العجوز، أضف إلى ذلك دور الأوبرا والمسارح والعديد من المتاحف التي يُمكن زيارتها عند التواجد في تارتو، وبالتالي المكان مُناسب جدًا لكل عشاق المناطق ذات الطابع الفكري، لكن هذا ليس كل شيء في تارتو.
من الأشياء التي تمتلكها تارتو بداخلها أيضًا القلاع القديمة والمعابد والأماكن الأثرية، بل دعونا نقول أن شكل البيوت نفسه يدل على أننا نتواجد في مدينة غير تقليدية بالمرة لدرجة أن السائح الذي يتواجد في تارتو ينضم تلقائيًا إلى فئة السائح الأصيل الذي يُقدر الجمال الحقيقي، ولا ننسى امتلاك تارتو لمجموعة من الجبال الرائعة المعروفة باسم جبال الأربعين، والتي يُنصح كذلك بزيارتها لاكتمال الجولة السياحية الشاملة في تلك المدينة الجميلة التي تُعد بلا أدنى شك أحد أهم مناطق الجذب السياحي المتواجدة في دولة إستونيا.
قصر كادريورغ
في القرن السادس عشر قام إمبراطور روسي يُعرف باسم بطرس العظيم ببناء قصر كبير كهدية لزوجته، وإلى هنا يُمكن القول أن الأمور عادية، لكن ما ليس عاديًا بالمرة ذلك البناء الذي خرج باسم قصر كادريورغ وكان مُدهشًا في كل شيء تقريبًا، فالقصر يحظى بمساحة كبيرة للغاية، أضف إلى ذلك الشكل المعماري المُدهش لها والذي يعود إلى عصر النهضة المعمارية الأوروبية، كذلك القصر قد تفنن في جمع الأشياء والمتعلقات النادرة من كل مكان في العالم، حيث كانت الملكة تستهوي مثل هذه الأشياء، وهو ما خلف في نهاية المطاف تحفة معمارية مُحاطة ببعض الحدائق الجميلة التي يتواجد بها أشجار يقترب عمر بعضها من الستة قرون، وهو عمر هائل في عالم الأشجار يجعلها قطعة فنية وليس شجرة عادية.
قبل فترة وجيزة، وبعد انتهاء تتابع الأسرة الحاكمة على القصر، صدر قرارًا بتحويله إلى متحف للفنون، وقد كان القرار موفقًا إلى درجة كبيرة لأن الأشياء الموجودة بالقصر لا تقود فعلًا إلى لمتحف فنون من الدرجة الأولى، وقد أصبح مفتوحًا للعامة بصورة مجانية، وبعد سنوات قليلة من ذلك القرار أصبح قصر كادريورغ من أشهر مناطق الجذب السياحي التي يأتي إليها السياح من كل مكان في العالم وليس إستونيا فقط.
كاتدرائية سانت ماري
لا نزال مع مناطق الجذب السياحي الكثيرة الموجودة في دولة إستونيا، وهذه المرة الحديث ينتقل إلى كاتدرائية سانت ماري التي يُمكن القول ببساطة أنها نموذج حقيقي لفن العمارة الممزوج بالصبغة التاريخية، فعلى سبيل المثال ليست هناك أي أحجار درٍجة تم استخدامها في البناء، بل كانت أحجار نادرة لم تكن موجودة سوى في العصور الوسطى، وهو الوقت الذي تم فيه بناء الكاتدرائية، وحتى مع محاولات التجديد التي تمت في القرن السادس عشر ظلت كاتدرائية سانت ماري محتفظة بنفس درجة الإبهار المعماري، وفي الوقت الحالي تُعد قبلة كل الأقباط في إستونيا وبداخلها تُقام أبرز المناسبات والاحتفالات الدينية، كما أن السياح لا يُفوتون كذلك فرصة زيارتها للاستمتاع بالجمال الذي تشع به.
قلعة تومبيا
على هضبة كبيرة موجودة في قلب دولة إستونيا تقع قلعة تومبيا التاريخية، تلك القلعة التي يعتقد البعض أنها أفضل ما بني على الإطلاق في المعمار الخاص بالقرون الوسطى، القلعة كذلك تتميز بتواجد بعض التماثيل والأشياء الفنية الخاصة والنادرة، أما فيما يتعلق بالقيمة التاريخية فقد كانت القلعة خط الدفاع الأول عن إستونيا، وقد ساعد موقعها في قوتها لدرجة أنها كانت عصية على أي محتل، ومع الوقت بدأت القلعة تتحول إلى مزار سياحي حتى جاء القرن العشرين الذي شهد تحولها بصورة نهائية إلى مبنى خاص بالبرلمان، وإن كانت الزيارات التاريخية لا تزال غير منقطعة عليها حتى الآن، ففي النهاية هي واحدة من أهم وأفضل مناطق الجذب السياحي على الإطلاق.
حديقة لاهيما الوطنية
في الواقع لا تكتمل الزيارة إلى إستونيا إلا عند زيارة بعض مناطق الجذب السياحي المعينة، وعلى رأس هذه الأماكن حديقة لاهيما الوطنية، فهي الحديقة الأهم في البلاد لكونها تابعة للدولة، لكن هذا ليس كل ما يميزها، فمثلًا موقعها المتميز في قلب العاصمة شيء في غاية الأهمية، كذلك لا ننسى فكرة تواجد الكثير من المساحات الخضراء بداخلها بالإضافة إلى الشلالات والسهول والبحيرات والأماكن الطبيعية المختلفة بشكل عام، لدرجة أنه يُمكن القول بأن الحديقة عبارة عن جزيرة مُصغرة، فقط ينقصها أن تكون محاطة بالماء من ثلاث جهات، على العموم، زيارة هذه الحديقة بالذات أمر لا يُمكن تفويته، إذا كنتم في إستونيا بيوم من الأيام فحاولوا تجنب ذلك الخطأ الكبير وزوروا الحديقة بأسرع وقت.
ممر سانت كاترين
في الحقيقة لا يُمكن وصف ممر سانت كاترين إلى بكونه شريان الحياة في مدينة تالين عاصمة إستونيا، بل هو في الحقيقة شريان الحياة للدولة بالكاملة، فهذا الممر التاريخي يمتاز بقدرته على الربط بين الكثير من الأماكن التاريخية الأثرية، هذا بالإضافة طبعًا إلى تواجد الكثير من المحلات التجارية والمقاهي والمتاجر والطرق ومدن الألعاب ومراكز التسوق، كل هذا موجود في هذا الممر ويجعله ينبض بالحياة بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، ولا نحتاج طبعًا للنصح بزيارة هذا المكان المبهر لأنه مهما كان طريقكم فسوف يقودكم في النهاية إلى المرور بهذا الشريان، والذي يُنصح بأخذه سيرًا على الأقدام حتى تكون المتعة أكبر، وهناك وسائل أخرى يُمكن استخدامها في التنقل داخل الممر بخلاف الحافلات وطرق النقل التقليدية، فقط استمتعوا بزيارتكم له كيفما كانت.