مصر - معالم بارزة

أهرام الجيزة

أولى المعالم البارزة في مصر هي أهرام الجيزة التي توجد في المحافظة التي تحمل نفس الاسم الجيزة، وتعتبر أهرام الجيزة هي أشهر معلم في مصر كلها ولذا ستجد أنها تشتهر في العالم بأهراماتها ثم النيل، عامة بنيت هذه الأهرام قبل التاريخ بألفين وخمسمائة عام تقريبًا ولا زالت موجودة بنفس شكلها حتى يومنا هذا، وهي عبارة عن ثلاثة مقابر فرعونية ملكية يحمل كل هرم منهم اسم ملك معين، فالهرم الأكبر يحمل اسم الملك خوفو الذي بناه ودفن فيه، والهرم الأوسط يحمل اسم الملك خفرع الذي بناه ودفن فيه أيضًا، والهرم الأصغر يحمل اسم الملك منقرع الذي بناه ودفن فيه، وهذه الأهرام تجسد لنا أزهى صور المقابر عند المصريين القدماء، فقد بدأت المقابر لديهم بحفرة ثم بعد ذلك تطورت وأصبحت حجرة تحت الأرض ثم بعد ذلك تطورت وأصبحت عدة غرف بجوار بعضهم يعلوهم مصطبة، وأخر هذه التطورات هو الهرم المدرج بشكله الحالي والذي صممه المهندس أيمحوتب الوزير الخاص بالملك زوسر.

وكانت عملية بناء الهرم تستغرق ثلاثين عام عشرين منهم للهرم نفسه وعشرة للمرات وما تحت الهرم، ويعتبر الهرم بشكله وتصميمه الهندسي وطريقة بناءه هو أحد عجائب الدنيا السبع، فالأمر غريب نوعًا ما في ظل حقبة تاريخية قديمة جدًا لا تعرف أي شيء عن المعمار المتزن ولا أساس الهندسة الصحيحة، وبشكل عام تعد أهرام الجيزة هي أهم المعالم البارزة في مصر.

معبد أبو سمبل

يتواجد معبد أبو سمبل في محافظة أسوان وتحديدًا في غرب أسوان عند بحيرة ناصر من ناحية الضفة الغربية، ويصنف هذا المعبد كواحد من آثار النوبة التي وضعت في قائمة منظمة اليونسكو العالمية لمواقع التراث، وقد تم بناء معبد أبو سمبل منذ أكثر من أثنى عشرة قرن قبل الميلاد واستغرقت عملية البناء والتشييد حوالي عشرين عام، والذي أمر ببناء المعبد هو الملك الفرعوني رمسيس الثاني ولكنه لم يأمر ببناء هذا المعبد فقط بل كان ضمن ستة معابد مخطط لإنشائهم في تلك الفترة، وكان الهدف من إنشاء هذه المعابد هو تعزيز الوازع الديني لدى المصريين في تلك المنطقة، وحماية جنوب مصر من أي عداء خارجي يأتي من السودان، ومعبد أبو سمبل عبارة عن مجمع به معبدين الأول كبير وهو مخصص لثلاثة آلهة مصرية قديمة وهم أمون، وراع حاراختي، وبتاح، ويتواجد على بوابة هذا المعبد الكبير أربعة تماثيل فرعونية للملك الفرعوني رمسيس الثاني الذي أمر ببناء المعبد، أما عن المعبد الصغير المجاور له فهو مخصص لإله واحد فقط ويدعى حتحور.

وقد تم بناء هذا المعبد للملكة نفرتاري الزوجة الأقرب للملك رمسيس الثاني، ومن الجدير بالذكر أن معبد أبو سمبل قد تعرض لحالة تدهور أثناء القرن التاسع عشر والعشرين بسبب الرمل، ومياه نهر النيل التي كانت على وشك القضاء عليه، ولكن لحسن الحظ أعلنت الحكومة المصرية تجميع تبرعات للمعبد وبالفعل تم تجميع قرابة الأربعين مليون دولار، وقامت الحكومة بهذه الأموال بنقل المعبد وانتشال آثاره من الضياع وبعدها أصبح المعبد من أشهر المعالم البارزة في مصر، حتى أن الحكومة قامت بإنشاء مطار دولي بمدينة أسوان خصيصًا لذلك المعبد، حتى يسهل على السياح الوصول إلى المعبد بكل سهولة ويسر.

الحديقة الدولية بالقاهرة

نأتي هنا للحديث عن الحديقة الدولية بالقاهرة وهي تتواجد تحديدًا في مدينة نصر بممر الحديقة الدولية بالقرب من شارع عباس العقاد الشهير، وقد سميت هذه الحديقة بالدولية نظرًا لوجود بعض الأشياء الخاصة بعدة دول، وهذه الأشياء عبارة عن حيوانات وأشجار وورود وبعض المميزات المشابهة لذلك، والدول المشاركة في الحديقة بأشهر ما بها هي الإمارات والبحرين والسعودية وسوريا ولبنان واليمن وبعض الدول العربية الأخرى، هذا بجانب الدول الأجنبية وأشهرها هي دولة اليابان، وهذه الحديقة عامة ومدعومة بشكل كبير من قبل الحكومة المصرية ولذا فإن أسعار التذاكر الخاصة بها منخفضة بعض الشيء بالمقارنة مع الحدائق الأخرى وما تقدمه، وأسعار التذاكر الخاصة بها هي عشرة جنيهات فقط في الأيام العادية والخالية من أية عروض مسرحية، أما الأيام التي توجد بها بعض العروض المسرحية فتكون سعر التذكرة في ذلك اليوم هي أربعين جنيه تقريبًا، وتفتح الحديقة أبوابها من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الساعة الحادية مساءً بشكل يومي، وفي الغالب يقضي الناس من ساعتين إلى أربع ساعات داخل الحديقة الدولية بالقاهرة.

وإذا دخلت الحديقة فيمكنك أن تقوم بالعديد من الأشياء مثل المشي في ممراتها الهادئة أو يمكنك ركوب قطار الحديقة بدلًا من المشي، وهذا القطار الصغير يجوب الحديقة كلها في عشرون دقيقة تقريبًا، ويوجد بداخل الحديقة الدولية حديقة أخرى صغيرة مخصصة للحيوانات، ومن الحيوانات الموجودة بها هو النعام الأفريقي، والطاووس، وبعض الطيور الأخرى الجميلة، ويوجد أيضًا قطار يسمى الرعب وهو مكون من خيمة مظلمة تدخلها أنت ولا تري أي شيء بل تسمع أصوات ضحك هيستري مرعب فقط، ولا ننسى متحف الحديقة وهو يحوي بعض الحيوانات المحنطة مثل السحالي والثعابين الأسيوية، وحيوان متل شيتا الأمريكي الجنوبي، وغيرها من الحيوانات الخاصة ببعض الدول، فالحديقة مليئة بالأشياء الجميلة ويوجد بها أيضًا مول لا بأس به يحوي بداخله عدة مطاعم يمكنك أن تتناول وجبة الغداء من أي مطعم قد يعجبك.

الجامع الأزهر

يقع جامع الأزهر في منطقة الدرب الأحمر بمحافظة القاهرة وتحديدًا بجوار نفق الأزهر وعلى بعد عدة أمتار من مستشفى الحسين العام وجامعة الأزهر فرع الدراسة، ويسع هذا الجامع أكثر من عشرين ألف مصلي في وقت واحد، ويوجد به أربعة مآذن ذات طراز فاطمي جمالي، قد تم بناء هذا الجامع في الثاني والسبعين من القرن العاشر ومع مرور الوقت أصبحت تلقى فيه الدروس العلمية حتى تحول من جامع إلى جامعة ولكن تم تخصيص مبنى جديد للجامعة وبقي الجامع كما هو منذ نشأته، ويعتبر الجامع الأزهر هو علم الدين الإسلامي في العالم أجمع، فهو مصنف كأكبر مؤسسة دينية إسلامية وتعليمية في العالم، أما عن بناء الجامع وتصميمه فقد استخدمت فيه العديد من المواد الخاصة بالتاريخ المصري القديم، فنرى مثلًا قبس من المعمار الروماني واليوناني، ومآذن من العصر المملوكي، وقباب من صنع العثمانيين أثناء حكمهم لمصر، وقد تم إجراء الكثير من التعديلات والتحسينات على الجامع حتى صار على هيئته الحالية.

فقد كان الجامع عند بناءه يشمل مكان مخصص للصلاة وفناء ضيق بعض الشيء وخمسة ممرات رئيسية، ومع مرور الوقت أضيق بعض القباب والأبواب من قبل العثمانيين، وبعض المآذن من قبل المماليك، ومحراب جديد، وأيضًا تم توسيع فناء الجامع الأزهر بعض الشيء حتى أصبح يليق بتلك المؤسسة العريقة، وبذلك يأتي إلى الجامع الأزهر العديد من الزوار من كافة أنحاء العالم وخاصة البلدان الإسلامية لاتباعهم لنفس الديانة.

واحة سيوة

تتواجد واحة سيوة في الصحراء الغربية بمصر وهي تعد مدينة وواحة في آنٍ واحد وتتبع إداريًا محافظة مطروح، لا تبعد واحدة سيوة كثيرًا عن ساحل البحر الأبيض المتوسط فهي على بعد ثلاثمائة كيلو متر تقريبًا، ويتواجد في هذه الواحة أربعة بحيرات كبرى بجانب العديد من العيون والآبار التي يتم استعمالها كماء للشرب أو ري الأراضي الزراعية، ولا ننسى أيضًا معبد أمون الذي تم اكتشافه مؤخرًا، والمحمية الطبيعية الكبيرة والتي تبلغ مساحتها حوالي سبعة آلاف وثماني مائة كيلو متر، وتعتبر واحة سيوة هي مدينة زراعية وسياحية فقط ولا نرى أن أغلب من يسكنون بها يعملون في الزراعة والجزء المتبقي في السياحة، وعلى ذكر السكان فإن سكان هذه المدينة لا يتجاوزن الخمسة وثلاثين مليون نسمة، وتشتهر واحة سيوة بالسياحة العلاجية حيث أنها تحتوي على مياه ورمال طبية جدًا، ويأتي إلى تلك المدينة كل عام حوالي ثلاثين ألف سائح من خارج مصر وداخلها أي ما يعادل نفس عدد سكان المدينة تقريبًا، وهؤلاء السياح يفضلون بشكل كبير رحلات السفاري بسيارات الدفع الرباعي الرائعة.

وأيضًا من مميزات هذه المدينة أن منازلها تبنى من حجر الكرشيف المكون من الرمال والملح فقط، ولابد من كون الرمال ناعمة وبها بعض من ملمس الطين، وبالمناسبة فإن واحة سيوة تصنف ضمن أكثر عشرة أماكن عزلة عن العالم، فإذا كنت متواجدًا في مصر خلال رحلة سياحية فلا تتردد في زيارة هذه المدينة الهادئة والغريبة من نوعها، حيث يمكنك الاستمتاع بالمناظر الخلابة الموجودة بها وإذا كنت تعاني من مشكلة طبية ما فهناك الرمال والمياه الطبية المخصصة لعلاج بعض المشكلات الصحية وخاصة المتعلقة بالبشرة، وغيرها من النشاطات الأخرى التي يمكنك القيام بها فالأمر ممتع ومميز بكل تأكيد.

خان الخليلي

نأتي هنا للحديث عن أحد المعالم البارزة في مصر وهو سوق أو حي أو بزار خان الخليلي المتواجد في محافظة القاهرة، ويقع الخان تحديدًا في منطقة القاهرة القديمة بحي الجمالية بالقرب من شارع المعز لدين الله الفاطمي، ويحظى خان الخليل على عدد كبير من السياح والزوار من كافة دول العالم وخاصة البلدان الإسلامية تليها دول قارة أوروبا، والخان يحتوي على عدد كبير من البازارات والمطاعم الشعبية والمحلات التجارية، وقد تم إنشاء هذا الخان منذ أكثر من ستمائة وخمسين عام خلال عصر المماليك، ولا زال يحتفظ بنفس شكله وهيئته من ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا، ويقول المؤرخون أنه مع بداية إنشاء السوق هاجر إليه عدد لا بأس به من التجار الفلسطينيين وتحديد من مدينة الخليل، وسكنوا هذه المنطقة وعمروها وتاجروا فيها حتى أصبح لهم باع كبير فيها وتم تسمية السوق بالخليلي نظرًا لأن مؤسسه يدعى جركس الخليلي، وبالمناسبة إلى يومنا هذا لا يزال يوجد عدد من الفلسطينيين الخليليين في ذلك الشارع ويمارسون مهنتهم المفضلة التجارة.

وأولى الأشياء التي ستراها في خان الخليلي هو مقهى الفيشاوي الذي تأسس في نهاية القرن الثامن عشر تقريبًا، ويتواجد المقهى في بداية الشارع مباشرة ولذا فلا تتجول بالشارع إلا بعد تناول مشروبك المفضل الذي سيعطيك طاقة وحيوية لممارسة رحلتك السياحية الرائعة، وإذا كنت تود شراء أي شيء مميز ومختلف عن باقي الأشياء الموجودة في مصر فعليك وعلى هذا السوق، حيث يقدم العديد من الأشياء المختلفة مثل الأواني والأكسسوارات المختلف، ولا ننسى الأدوات الموسيقية وأشهرها الطبلة والدف والبندير، وبعض الملابس الجميلة، ويوجد أيضًا بشارع خان الخليلي العديد من المطاعم والمقاهي المختلفة والتي تقدم كل أنواع الطعام فإذا كنت تود تناول الغداء أو العشاء الخاص بك فلا تخرج من الخان قبل تناولك إياه.

دير سانت كاترين

إذا كنت تتواجد في مصر وأنت من محبي رؤية الأديرة المسيحية فلا تفكر إلا في دير سانت كاترين الجميل، ويقع دير سانت كاترين في جنوب سيناء وتحديدًا بمدينة شرم الشيخ وبالقرب من جبل موسى الشهير، ويصنف هذا الدير كواحد من أقدم الأديرة في العالم إن لم يكن الأقدم على الإطلاق وهذا وفق كلام المؤرخين الكبار، ويعتبر دير سانت كاترين الآن هو مزار سياحي يأتي إليه آلاف الزوار والسياح كل عام، والمسئول عن الدير هو أسقف سيناء وهو غير تابع لأي كنيسة أو أي سلطة عليا، وقد تم بناء هذا الدير في منصف القرن السادس الميلادي وتحديدًا عام 545، وكان البناء في حكم الإمبراطور جستنيان ولكن الذي أمر بالبناء قبله هي الملكة هيلين أم الإمبراطور قسطنطين، وكان الهدف من بناء الدير هو أن يحوي بداخله رفات القديسة كاترين التي كانت علمًا من أعلام المسيحية في تلك الفترة، وفي الوقت الحالي يوجد بالدير كنيسة كبيرة مليئة بالهدايا التي قدمت على مر العصور السالفة، وأيضًا يحوي الدير بئر يدعى بئر موسى وبجانبه شجرة موسى التي اشتعلت بالنيران حتى يأتي إليها موسى ليكلم ربه.

وقد انتشرت حول هذه الشجرة بعض القصص وأشهرها هي محاولة زراعة الشجرة في مكان أخر غير مكانها الحالي، ولكن جميع المحاولات باءت بالفشل فلن تنبت الشجرة في أي مكان أخر غير ها المكان، ولا ننسى أيضًا مكتبة المخطوطات الكبيرة المتواجدة داخل الدير، وهذه المكتبة تعد من أكبر مكتبات العالم إن لم تكن الأكبر على الإطلاق بعد مكتبة الفاتيكان، وهناك أيضًا غرفة تسمى المعضمة ويوجد بها رفات جميع الرهبان إلي تولوا مسئولية ذلك الدير، وتكون هذه الغرفة متاحة للرؤية والزيارة من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الساعة الثانية ظهرًا بعد ذلك يمنع على الزائرين رؤية الغرفة، وبشكل عام يعد دير سانت كاترين واحد من المعالم البارزة في جمهورية مصر العربية ويأتي إليه آلاف الزوار كل عام من داخل مصر وخارجها وفي الغالب من معتنقي الديانة المسيحية.