التاريخ
البداية التاريخية لدولة قبرص كانت تقريبًا قبل حوالي ستة آلاف عام من بداية التأريخ الميلادي، وقد كانت في الواقع مجرد بداية عادية تزخر بحركة تنقلات من مهاجرين مجهولين إلى الجزيرة، ثم مع الوقت جاء اليونانيون وسيطروا عليها في عام 1200 قبل الميلاد، وقد سلموها لاحقًا إلى حضارات كثيرة منها المصرية والآشورية والرومانية، هذا قبل أن ينتهي المطاف بهذه الجزيرة وهي في يد الملك الأعظم في ذلك التوقيت، الملك ريتشارد، وهو الذي لم يُقدر قيمتها وأهداها إلى شخص فرنسي وتنتقل منه إلى الأتراك الذين كانوا في أوج قوتهم بهذا التوقيت، وقد دخلت بريطانيا العظمى في الصورة وسيطرت قليلًا قبل أن تعود اليونان إلى المشهد مجددًا وتُصبح قبرص جزء منها، ولو كان ذلك نظريًا فقط، الشاهد في الأمر أن تاريخ قبرص انتهى من الجزء الذي بدأ فيه، وهو أمر مدهش لا يتكرر كثيرًا بالطبع.
الموقع الجغرافي
بالنسبة للموقع الجغرافي فإن جزيرة قبرص تتواجد في شرق أحد أهم المسطحات المائية على الإطلاق، البحر الأبيض المتوسط، وهو ما يجعلها محاطة في الجنوب الشرقي بقارة أوروبا وفي الشمال الغربي بقارة أسيا، وبالنسبة للمساحة فهي تصل إلى 9250 كيلو متر مربع فقط، وهي في الحقيقة مساحة صغيرة للغاية، لكن لا ننسى أن ما نتحدث عنه مجرد جزيرة عادية، وأن السبب الأول خلف كل هذه الشهرة التي تحظى بها هو موقع المتميز، أضف إلى ذلك وجود الكثير من السهول والجبال بداخلها والعديد من الشواطئ المميزة، إنها ببساطة جزيرة مثالية في هذه المنطقة الرائعة.
المناخ
تحظى جزيرة قبرص بمناخ البحر الأبيض المتوسط، وهو ما يمنحها مناخ أقرب لقارة أسيا من قارة أوروبا، بمعنى أدق، مناخ قبرص معتدل وممطر شتاء، أما في فصل الصيف فهو حار بشكل عادي، وهو أمر لا يحدث كثيرًا في قارة أوروبا، ولا ننسى كذلك أنه من النادر بعض الشيء الحصول على دولة أوروبية لا تمتلك بداخلها مخزون من الثلوج، لكن هذا يحدث في قبرص التي لا تمتلك أي قمم جليدية، أو ربما قمة أو قمتين على أقصى تقدير بسبب ارتفاعهما الشاهق، وقد أدى وجود هذا الشكل في المناخ إلى تحول قبرص إلى مكان صالح للزيارة في الصيف والشتاء، فقد خدمتها الظروف المناخية جدًا من الناحية السياحية، وهو أمر آخر نادر الحدوث في دول أوروبية كثيرة.
السكان
يقترب أعداد السكان الموجودين في قبرص بوقتنا الحالي من المليون ونصف المليون نسمة، حيث أنه قبل حوالي خمسة أعوام كانت الأعداد تصل إلى 1141166 نسمة، لكن الشاهد في سكان قبرص أنهم مُنقسمون انقسام كامل يشمل تقريبًا كل الجوانب الخاصة بحياتهم، ففي البداية من الناحية الدينية فإن نسبة تزيد عن الأربعة وسبعين بالمئة مسيحيين بينما المتبقية مقسمة على المسلمين وبقية الديانات، وإن كانت الديانة الإسلامية هي الأكبر، كذلك هم منقسمون من حيث الحكم السياسي، فمعظم الجزيرة يتبع حكم اليونان والجزء المتبقي يتبع حكم الأتراك.
بالنسبة للعادات والتقاليد الاجتماعية فهي تقريبًا شبه متشابهة بين جميع السكان، لكن الاختلاف يظهر مجددًا في اللغة التي يتحدثون بها، إذ أن نسبة كبيرة تتحدث اللغة اليونانية بينما نسبة ليست بالقليلة تتحدث التركية، وهذه النسبة تمثل تحديدًا نسبة السكان، أيضًا لا ننسى أنه ثمة وجود قوي للغة الإنجليزية طبقًا للفترة التي كانت فيها قبرص خاضعة بقوة للحكم البريطاني، والشاهد هنا أنه لا توجد لغة قبرصية أصلية خاصة بسكان الجزيرة.
العملة في قبرص
بالنسبة للعملة المستخدمة في قبرص حاليًا فهي بالتأكيد اليورو، وعلى الرغم من أن كل الدول التابعة للاتحاد الأوروبي تستخدم عملة اليورو إلا أن قبرص لا تستخدمها فقط في التعاملات الدولية، وإنما كذلك التعاملات الداخلية، وذلك بعد أن تم إيقاف العمل بعملة الجنيه القبرصي خلال القرن الماضي، ولذلك فإن أي سائح يُقرر شراء أو بيع أي شيء داخل هذه الدولة عليه أولًا التجهز ببعض الأوراق التابعة لفئة اليورو، لأن هذا ببساطة ما سيحتاج إليه.
أهم ما يميز قبرص
من البديهي أن تكون دولة مثل قبرص حاضنة للكثير من المميزات التي تجعلها محط حديث الجميع، والحقيقة أن أي شخص سوف يرغب في التعرف على هذه المميزات التي أهمها بالتأكيد الموقع.
موقع مثالي
تحظى قبرص بموقع مثالي للغاية بالقرب من حوض البحر الأبيض المتوسط، وقد أدى ذلك الموقع إلى مناسبة هذه الجزيرة للسياحة في فصلي الصيف والشتاء، وهو ما لا يُمكن اعتباره سوى ميزة بالتأكيد، بل وميزة رائعة.
تعليم جيد
كذلك من ضمن المميزات التي لا يُمكننا محوها عن قبرص نظام التعليم الرائع الذي تتمتع به، فقد أدى قلة أعداد السكان إلى الاهتمام الشديد بذلك الجانب، وذلك على الرغم من أنه بعد الانتهاء من التعليم الثانوي يجب الخروج إلى الجامعات التركية واليونانية والبريطانية من أجل تلقي التعليم العالي، لكنه يبقى نظام جيد في نهاية المطاف وضمن المميزات الهامة.
تكاليف منخفضة
تكاليف رحلة السائح المتوسطة داخل جزيرة قبرص لا تُمثل حتى أربعين بالمئة من تكاليف نفس الرحلة في أي دولة أوروبية أخرى قد لا تكون أصلًا ممتلكة للقدرات السياحية التي تتمتع بها قبرص، وهذا يعني ببساطة أننا نتحدث عن جزيرة لا ترتفع بها التكاليف العامة كالإقامة والمواصلات والطعام والسياحة وغير ذلك من منافذ لهذه التكاليف.
حياة دينية مستقرة
بالنسبة للسائح العربي فإن استقرار الحياة الدينية داخل جزيرة قبرص تُعد بالتأكيد واحدة من أهم المميزات التي يُمكن الظفر بها داخل أي بلد يذهب إليها، إذ أن قبرص بها نسبة تزيد قليلًا عن السبعين بالمئة من المسيحيين بينما البقية متوزعة على المسلمين وديانات أخرى، وهو يعني قبول قبرص لعملية التعايش الديني المهمة جدًا في تحديد وجهات السفر.
أمان بشكل كبير
يُمكن تصنيف جزيرة قبرص بالجزيرة الآمنة بنسبة تزيد عن الثمانين بالمئة، وقد ساهم في ذلك صِغر مساحة هذه الجزيرة وقلة أعداد السكان، وهذا يعني بالضرورة أنه من السهل بعض الشيء السيطرة على الجزيرة من الناحية الأمنية، هذا بخلاف طبعًا التأمين الخاص بالأماكن السياحية وقلة حوادث السرقة والتعديات ومثل هذه الأمور، ولذلك نجد في النهاية أن التقييم العام لحالة الأمن يضمن الانضمام إلى المميزات الموجودة في قبرص بشكل عام.