دولة سلوفينيا من الدول الصغيرة جدًا في المساحة فهي لا تتعدى الواحد والعشرين كيلو متر مربع، ولذا فمن السهل على المسافر أن يتجول بها بدون أي قلق ولكن عليه أن يضع في الحسبان بعض الأمور العامة عن سلوفينيا، حتى يكون على أهبة الاستعداد لها، وهذه النبذة لن تكون سوى دليل شامل ملم بأغلب جوانب الحياة في الدولة، حتى تصبح قادر على مفهمة كل ما يدور حولك فور نزولك في المطار الدولي هناك.
تاريخ دولة سلوفينيا
مرت دولة سلوفينيا بالكثير من المنعطفات التاريخية الهامة حتى غدت على الشكل الذي نراه في وقتنا الحالي، فمنذ العصور القديمة والدولة تابعة لممالك أوروبية عظيمة تفرض سيطرتها عليها بدون أي وجه حق، وللأسف كان الشعب السلوفينيي يرضخ لهم نظرًا لصغر مساحة الدولة وقلة شعبها وعدم احتوائها على العتاد والعدة اللازمة لمحاربة هؤلاء المحتلين، ولكن في بعض الأحيان كانت الاحتلال الأوروبي لدولة سلوفينيا لا يلاقي أي مناهضة أو تذمر من قبل الشعب، والسبب في ذلك يرجع إلى صبغ الاحتلال بالصبغة الدينية مثلما فعلت الإمبراطورية الرومانية العتيقة، فقد كانت تجمع الدولة مع الإمبراطورية النزعة الدينية المسيحية الواحدة ولذا فالكل أبناء المسيح والهدف إعلاء شأن المسيحيين في كل مكان، وعندما ندقق النظر في الممالك التي كانت سلوفينيا تابعة لها أو بمعني أصح الممالك التي احتلت سلوفينيا نجد أن أشهرهم هم، المملكة الفرنجية، ثم الإمبراطورية الرومانية العتيقة، ثم جمهورية فينيسيا، ثم مملكة هابسبورغ وهي الإمبراطورية النمساوية المجرية وذلك حتى عام 1918.
ثم انضمت مع عدة دويلات أخرى مثل كرواتيا وصربيا حتى أسسوا دولة يوغسلافيا والتي استمرت لمدة ثلاثة وسبعين عام تقريبًا، ثم بعد ذلك تمكنت سلوفينيا من الانفصال عنهم وتكوين دولتها الجديدة تحت اسم سلوفينيا، وبذلك أصبحت دولة ذات سيادة وحكم خاص وانضمت كعضو منفرد في الكثير من الاتحادات العالمية الكبرى، مثل اتحاد الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة التجارة العالمية، ومنظمة الأمن والتعاون في قارة أوروبا، وغيرها من المجالس والاتحادات الأخرى.
المناخ
في وسط أوروبا تجد دولة سلوفينيا والتي تحدها إيطاليا وجبال الألب من الغرب، والنمسا من الركن الشمالي، ومن الشرق المجر، ومن الجنوب دولة كرواتيا، وتعتبر الأجزاء الغربية من دولة سلوفينيا هي أفضلها من حيث المناخ لوقوعها بجوار جبال الألب والبحر الأبيض المتوسط، عامة يتنوع مناخ الدولة ففي الشمال الشرقي تجد المناخ القاري، وفي المناطق الجبلية المرتفعة ستجد المناخ الألبي قارس البرودة شتاءً، وفي المناطق الساحلية يوجد مناخ شبه توسطي بين ما ذكرناه، وعندما نأخذ كل منطقة منهم من حيث درجة الحرارة نجد في الشمال الشرقي من البلاد شهر أغسطس هو الأكثر حرارة في العام، وشهر فبراير هو أدفئ الشهور على تلك المنطقة، وفي المناطق الساحلية نجد الحرارة في شهر يوليو عشرين درجة مئوية، وفي شهر يناير أربعة درجات فقط، وفي أعالي الجبال تكون درجة الحرارة في المعتاد صفر وفي بعض الأحيان تصل إلى سالب أربع درجات مئوية في شهر فبراير.
ومن حيث التساقطات الثلجية سنجد أن نهاية فصل الخريف إلى بداية الربيع هما أكثر الفترات تساقطًا للثلج في البلاد، ومن حيث الأمطار فالشمال الشرقي من البلاد تتساقط الأمطار بنسبة ثماني مائة ملي متر، في حين أن الشمال الغربي تتساقط في الأمطار بنسبة ثلاثة آلاف وخمسمائة ملي متر وهي نسبة كبيرة للغاية، وتكون تلك النسبة في جبال الألب وجبال الدينارا.
الجغرافيا
تقع دولة سلوفينيا بين خطي عرض خمسة وأربعين وسبعة وأربعين شمالي خط الاستواء، وخطي طول ثلاثة عشر وسبعة عشر شرقي جرينتش، ويعتبر الخط الطولي الخامس عشر هو الفاصل بين غرب البلاد وشرقها أي الخط الأوسط في سلوفينيا، ويعتبر جبل تريغلاف هو أعلى نقطة جبلية في سلوفينيا حيث يصل ارتفاعه إلى ألفين وثماني مائة وستين متر تقريبًا، وتقع الدولة بأكملها على ارتفاع خمسمائة وخمسة وسبعين متر فوق سطح البحر، وبالمناسبة بالرغم من وقوع الدولة على البحر الأدرياتيكي الذي يجاور البحر الأبيض المتوسط إلا أن أغلب أراضيها هي بداخل الماء التابع للبحر الأسود، وتعتبر الأربع مناطق الأتية هي نقاط التقابل في دولة سلوفينيا، البحر الأبيض المتوسط، جبال الألب، سهول بانون، جبال الديناردس، وعندما نلقي نظرة على الغابات الموجودة في سلوفينيا نجد أنها تتجاوز نصف مساحة البلاد بأكملها، وتتركز بشكل أكبر في منطقة كوشيفش، ونظرًا لذلك تعد سلوفينيا هي ثالث أكبر دولة أوروبية من حيث نسبة الغابات بالمقارنة مع مساحتها الإجمالية، والدول الأولى في ذلك بأوروبا هي دولتي فنلندا والسويد ثم تليهم سلوفينيا.
السكان واللغة والديانة
يبلغ عدد سكان دولة سلوفينيا مليونين نسمة تقريبًا وذلك وفق إحصائيات قد أجريت عام 2002، ويشكل الشعب السلوفينيي الأصيل حوالي تسعين بالمائة وباقي النسبة متفرقة بين الصرب والكرواتيين والبوسنيين والمجريين والإيطاليين، وتعتبر الكثافة السكانية بدولة سلوفينيا هي الأقل في قارة أوروبا بجانب بعض الدول الأخرى، أما عن اللغة فتعد اللغة السلوفينية هي الرسمية في البلاد، ثم تليها اللغة الإيطالية والهنغارية كلغات محلية معترف بها، وقد اختيرت تلك اللغتين بالتحديد لأنهما في المناطق الحدودية المتاخمة لدولة سلوفينيا، أما عن الديانة فتعد المسيحية الكاثوليكية هي الديانة الرسمية في البلاد ويبلغ نسبة معتنقيها حوالي ثمانية وخمسين بالمائة تقريبًا، في حين أن المسيحية الأرثوذكسية لا تتجاوز الاثنين ونصف بالمائة فقط، والبروتستانت واحد بالمائة، والمسلمين يقاربون الثلاثة بالمائة، أما عن باقي النسبة فهي لا تعتنق أي ديانة معترف بها، ونذكر مجددًا أن تلك الأرقام المتعلقة بالديانات المعتنقة بالبلاد هي وفق إحصائيات عام 2002.
الاقتصاد
ظلت سلوفينيا لعدة أعوام هي الأولى في المجال الاقتصادي من بين دويلات يوغسلافيا الستة، إلا أن تسلمها الحكم الشيوعي واضمحللت شيء فشيء حتى صارت من أضعف الدول الأوروبية في ذلك المجال، وبعد أن تمتعت الدولة بالاستقلال التام في عام 1991 بدأت في دخول الأسواق الحرة بنسبة بسيطة ثم ما لبث أن زادت النسبة وأصبح لها سهم وافر في الاقتصاد العالمي، أما عن الأيد العاملة فنسبة ستة وأربعين بالمائة منهم يعملون في المصانع، ونفس النسبة تعمل في الصناعات الخدمية، والثماني بالمائة الباقية هي في مجال الزراعة، وهذا ما يعني اعتماد الدولة على السياحة والصناعة وتركها للزراعة.