آيسلندا - معالم بارزة

طبعًا لا خلاف على أنه من ضمن عوامل الجذب الرئيسية الهامة لأي دولة في العالم أن يكون هناك بعض المعالم البارزة الموجودة بداخلها، فهذه المعالم في النهاية هي التي تجعل السائح يُعطي تقييمًا عامًا للمكان ويُقرر الزيارة من عدمه، وإذا طبقنا هذا الأمر على دولة آيسلندا تحديدًا فسوف نجد أنفسنا أمام عدد لا يُستهان به من المعالم البارزة، والتي سنقوم باستعراضها كي يتمكن السائح من إعطاء حكم نهائي على الدولة ويُقرر الزيارة من عدمه، والبداية ستكون مع أكوريري.

أكوريري، ميناء آيسلندا ومخزن الأسماك

إذا ما جلست لتناول المدن الهامة في دولة آيسلندا فسوف يكون من غير العادل بالتأكيد إغفال واحدة من المدن الهامة والرئيسية مثل مدينة أكوريري، وهي مدينة معروفة بكونها المدينة الثانية بعد العاصمة، كما أنها تُعتبر الجزء الأهم في آيسلندا الشمالية بشكل عام، وإذا ما تطرقت للبحث عن شيء تشتهر به هذه المدينة فبكل تأكيد سوف تبزغ شهرتها كميناء كبير بالإضافة أيضًا إلى كونها مخزن لمصائد الأسماك، إذ أن أغلب الثروة السمكية في آيسلندا تخرج أساسًا من أكوريري، وكل هذا على الرغم من قلة أعداد السكان التي لا تتجاوز السبعة عشر ألف نسمة بالإضافة إلى كون أكوريري في السابق مقر لدول الحلفاء أثناء الحرب، أي أنها كانت أرض عمليات إن جاز التعبير، لكن مع الوقت نهضت أكوريري من جديد وأصبحت من أهم مدن المنطقة، بيد أننا من زاوية أخرى لا يُمكننا أن نُلزم السائح بكل هذا الحديث، فهو بالتأكيد عن يُريد زيارة أكوريري فهو لن يفعل ذلك لأنه يرغب في رؤية مصايد الأسماك أو الاستمتاع بتاريخ المدينة وصمودها، فقط ما سيشغله التعرف على الأماكن البارزة التي يُمكنها زيارتها عندما تسمح الفرصة بذلك، وهذا تحديدًا ما سنقوم بفعله فيما هو قادم من سطور، والبداية ستكون مع حديقة أكوريري الرائعة.

حديقة أكوريري

أولى الأماكن البارزة الشهيرة الموجودة في مدينة أكوريري تلك الحديقة التي تحمل نفس اسم المدينة، حديقة أكوريري، وكما هو واضح من الاسم فإننا نتحدث عن حديقة في مدينة من المفترض أنها مدينة ساحلية، وهو أمر نادر بعض الشيء، لكن على الرغم من ذلك نجد أن حديقة أكوريري تتميز بأكثر من شيء يضعها في مصاف الحدائق الهامة في أكوريري وآيسلندا بالكامل، إذ أننا نتحدث عن حديقة كبيرة من حيث المساحة وتمتلك العديد من الأشجار العتيقة بالإضافة إلى أماكن هامة مُلحقة بها مثل المطاعم والمقاهي، وكل هذا في نهاية المطاف يقودنا إلى مكان يصلح لزيارة عائلية بامتياز، وهذا ما يجعل الحديقة الآن في هذه المكانة الهامة التي تتواجد بها وتُعتبر ضمن أهم المعالم البارزة.

جبل الأعمدة

من الأماكن الطبيعية الهامة الموجودة في دولة آيسلندا جبل الأعمدة، وهو كما نعرف جبل كبير على ارتفاع يزيد عن الثلاثمائة قدم، وهذا الأمر يضمن لك إمكانية رؤية المدينة من أعلى قمة متواجدة بها، أيضًا الجبل مناسب جدًا لعشاق المغامرات وأصحاب القلوب القوية إذا ما أرادوا استغلاله في عملية التسلق أو أي رياضة عمومًا بهذا الصدد، أما من الناحية الجمالية فإن مجرد رؤية الجبل من مكان بعيد تُعطيك إحساس طبيعي بالجمال تبعًا لجمال الجبل، إجمالًا، هو أحد الأماكن البارزة الهامة التي لا يجب تفويت زيارتها عند التواجد في آيسلندا، وتحديدًا مدينة أكوريري الجميلة.

كنيسة أكوريري

مما لا شك فيه أن الميزة العامة لآيسلندا لا تزال تتمثل في الأماكن الدينية، وتحديدًا الكنائس والكاتدرائيات، وبالطبع لن تتخلف مدينة أكوريري عن هذا السياق، فهي أيضًا تمتلك واحدة من الكنائس الكبرى والهامة في الدولة بأكملها، وهي كنيسة أكوريري، والواقع أن ما يُميز هذه الدولة لا يتمثل فقط في الجانب الديني منها، وإنما أيضًا الجانب المعماري له حضور قوي ومؤثر، أيضًا لا ننسى الجانب التاريخ، فكل هذا يتشابك في النهاية كي يُخرج لنا مكان يُعد من المعالم البارزة الهامة، ليس فقط في أكوريري، وإنما آيسلندا عمومًا.

متحف أكوريري للفنون

الاهتمام بالفن في دولة آيسلندا اهتمام منقطع النظير، وقد انعكس ذلك الأمر على الأماكن السياحية التي تتواجد داخل المدينة، والتي منها متحف أكوريري للفنون الذي يُصنف بلا شك ضمن أهم المناطق أو المعالم البارزة، فكما هو واضح من الاسم نجد أن هذا المتحف مُخصص من أجل عرض الفنون القديمة والحديثة المتعلقة بمدينة أكوريري ودولة آيسلندا عمومًا، وهذه الفنون تشمل الموسيقى والتصوير والنحت والرسم، أيضًا هناك امتداد لتاريخ الآلات الموسيقية لمن يُريد التعرف عليه، ببساطة، هو مكان آخر من الأماكن التي تستحق الزيارة، وخاصةً عشاق الفن، وهم بالطبع كُثر.

متحف الطائرات

في مدينة أكوريري أيضًا هناك متحف من المفترض أنه فريد من نوعه بعض الشيء وليس من الطبيعي تواجده في المدن الصغيرة مثل أكوريري، والحديث هنا عن متحف الطائرات العتيق، ذلك المتحف الذي مر على تواجده ما يزيد عن خمسة عقود ويتواجد من أجل الترسيخ لتاريخ الطائرات والمطارات، وبالطبع يحظى المتحف بفرصة تحديث من آنٍ إلى آخر كي يواكب أحدث الصيحات في عالم الطائرات، ولا نشك بالطبع أنه هناك من سيحظى بفرصة التعرف على تاريخ الطائرات دون أن يغتنمها، خاصةً وأن الطائرة من الاختراعات الغريبة التي ما زال الإنسان يتعجب منها حتى الآن.

المركز الثقافي للمؤتمرات والأحداث

كما أن الفن له نصيب قوي في مدينة أكوريري فإن الثقافة كذلك تمتلك رصيد ليس بالقليل ضمن الأماكن البارزة الموجودة في هذه المدينة، والحديث هذه المرة يتحول إلى المركز الثقافي للمؤتمرات، فهو مركز موجود في قلب العاصمة ويهتم بكل ما يتعلق بالشأن الثقافي، هذا بالإضافة كذلك إلى إتاحة المجال أمام إقامة المؤتمرات والفاعليات الثقافية بمختلف أشكالها، وهناك متحف صغير مُلحق بالمركز يُمكن زيارته أيضًا ضمن هذه الجولة التي يُنصح بالقيام بها في هذا الصرح الثقافي الكبير الموجود في المدينة السياحية الهامة أكوريري.

كوبافوغور، المركز الصناعي والتجاري

لا نزال مع المدن التي تمتلك بداخلها أماكن سياحية بارزة، وهذه المرة الحديث ينتقل إلى مدينة كوبافوغور، وهي مدينة آيسلندية كبيرة تُعتبر المدينة الثانية من حيث أعداد السكان، هذا على الرغم من كونها في الأساس لا تمتلك بداخلها أكثر من ثلاثين ألف نسمة، وهو رقم يكاد لا يُذكر حرفيًا، لكن بالنسبة لدولة مثل آيسلندا فهو رقم كبير وضخم للغاية، على العموم، لم تترك مدينة كوبافوغور الأمور تجري بكل بساطة، وإنما كانت هناك بعض المميزات بداخلها، والحديث هنا عن التقدم الصناعي والتجاري، إذ أنها تُعتبر أصلًا المركز الصناعي والتجاري لدولة آيسلندا بالكامل، فأغلب المصانع والبنوك الكبرى موجودة أصلًا في هذه المدينة، وهذا بالتأكيد لا يُمثل أي ضغط من الناحية السياحية، فلكي تُصبح مدينة مثل كوبافوغور أحد أهم المدن السياحية الموجودة في آيسلندا كان عليها أن تمتلك أولًا مجموعة من الأماكن البارزة الهامة، وفي السطور القادمة سوف نقوم سويًا باستعراض هذه الأماكن المميزة، والبداية ستكون مع حديقة بيرلان.

حديقة بيرلان الوطنية

طبعًا لا خلاف على أن حديقة بيرلان الموجودة في قلب كوبافوغور تُعتبر أحد أهم الأماكن البارزة الموجودة داخل هذه المدينة، فهي ليست حديقة عادية، وإنما هي حديقة وطنية متواجدة منذ أمد بعيد وتحتوي بداخلها على الكثير من الأماكن الترفيهية الملحقة بها، بالإضافة طبعًا إلى المساحات الخضراء الموجودة أصلًا بالحديقة والأشجار المميزة بها، ببساطة شديدة، هي مكان مثالي يصلح للقيام بزيارة لا تُنسى، ولذلك يتم تصنيفها ضمن الأماكن البارزة الموجودة في آيسلندا، أو مدينة كوبافوغور على سبيل التحديد طبعًا.

متحف كوبافوغور

المتاحف كذلك لها نصيب كبير من الأماكن السياحية المميزة الموجودة داخل كوبافوغور، وهذا المرة الحديث عن متحف كوبافوغور تحديدًا، فهو متحف المدينة الرئيسي ويُعد من أهم الأماكن البارزة الموجودة بها طبقًا لما يمتلكه من آثار وقطع فنية مميزة، والدليل على ذلك أنه يوميًا يقوم بزيارة هذا المتحف ما يزيد عن خمسة آلاف شخص، وهو رقم كبير للغاية مُقارنةً مع أعداد سكان المدينة والقوة السياحية لها، على العموم، المتحف متاح للجميع ويُمكن زيارته بمبالغ معقولة، وفوق كل ذلك هو من أهم معالم الجذب البارزة في كوبافوغور، لذلك احرصوا على عدم تفويت زيارته لأي سبب.

المزلجة السحرية

من المعالم السياحية البارزة كذلك في مدينة كوبافوغور المزلجة السحرية، وهي مزلجة مُخصصة في الترفيه، لكن ذلك الترفيه في الحقيقة يأتي في صورة مُبهرة تجعلنا نقف مشدوهين أمام روعة هذا المكان، والحقيقة أن الشيء الأساسي في هذا المكان الثلج، كما تم إدخال التكنولوجية في هذه المزلجة بحيث يتم إعطاء بعد سحري وتقني لها كما ذكرنا، على العموم عزيزي السائح لن تكون في حاجة ماسة إلى البحث طويلًا عن المزلجة السحرية أثناء تواجدك في كوبافوغور، فغالبًا سوف يصفها لك كل من تراهم باعتبارها أهم أماكن الجذب هناك، فلا تتأخروا عن زيارتها لأي سبب.

المتحف المكشوف

أيضًا من ضمن المعالم البارزة الموجودة في مدينة كوبافوغور ذلك المتحف المكشوف المعروف بكونه يحتوي على أكبر قدر من الآثار في آيسلندا بالكامل، والجميل فعلًا في هذه الآثار والقطع الفنية الموجودة في المتحف المكشوف أن أغلبها منوع، فمنها ما هو تاريخي خاص بآيسلندا تحديدًا ومنها ما هو شامل لبقية دول المنطقة، وخاصة حضارة وثقافة الكاريبي، والواقع أن مساحة المتحف الكبيرة هي التي أعطته هذه الأهمية الكبرى، فتلك المساحة فتحت المجال أمام الكثير من الآثار المتنوعة، وبالتالي أصبح مكان يستحق فعلًا الزيارة ولا يُفوت.

شاطئ كوبافوغور

من النادر بعض الشيء أن يكون هناك شاطئ ضمن المعالم البارزة لأي مدينة في العالم، لكن شاطئ مدينة كوبافوغور تحديدًا يُعتبر حالة مُختلفة بدليل أنها قد أصبح فعلًا ضمن هذه النوعية من الأماكن، الأماكن البارزة، وما يُميز الشاطئ طبعًا أنه يحتوي على مناخ مثالي للتصييف بالإضافة طبعًا إلى استغلال أمثل للماء من خلال الأنشطة التي تُقام حوله، أضف إلى كل ذلك أن الشاطئ، وبالرغم من كونه معلم جذب بحد ذاته، إلا أنه بالقرب منه تقع كذلك العديد من الأماكن البارزة كالمنتجعات والمطاعم والمقاهي والملاهي، وكل هذا يجعل زيارة شاطئ كوبافوغور أمر لا يُفوت أبدًا.

طبعًا عزيزي السائح كل هذه الأماكن التي قمنا بذكرها فيما هو مضى من سطور لا تُعبر بالضرورة عن كل الأماكن السياحية البارزة الموجودة في آيسلندا، ولا حتى في المدينتين اللتين تم تخصيص الحديث عنهما، فقط يُمكن القول أن هذه الأماكن هي الأهم والأحق بالزيارة في حالة الذهاب إلى هذه الجزيرة الرائعة.