آيسلندا - موارد السفر

طبعًا عزيزي السائح لا خلاف على أن كل شخص يمتلك حق السؤال عن البلد التي سيذهب إليها قبل أن يقوم بتنفيذ فعل الذهاب هذا، ففي النهاية السفر ليس مضمونًا دائمًا، وإذا لم تكن ملمًا بطبيعة البلد التي ستذهب إليها فمن الممكن جدًا، وربما يكون من المؤكد، أنك ستتعرض لبعض الصعاب، لهذا يجب عليك التعرف على أهم الموارد المتمثلة في جانب الأماكن الدينية وحالة الأمن والأمان ومواعيد عمل أهم الجهات وكذلك أهم العطلات، وكل هذا سنتعرف عليه بالتفصيل فيما هو قادم من سطور، وطبعًا أهم شيء وأكثره طلبًا حالة دور العبادة، فماذا عنها يا تُرى؟

س: ما هي حالة دور العبادة الموجودة في آيسلندا؟

ج: بكل تأكيد عندما نشرع في إجابة هذا السؤال فإننا سنضع في اعتبارنا بالمقام الأول أننا نتحدث عن دولة أوروبية مسيحية، لكننا سنضع كذلك في الاعتبار كوننا نتحدث عن بلد العجائب آيسلندا، والتي تُعد ضمن الأصغر في العالم من حيث المساحة وأعداد السكان، على العموم، بداية الحديث عن دور العبادة في هذه الدولة الصغيرة تبدأ بضرورة الإقرار بوجود نسبة طاغية من هذه الدور تابعة للمسيحية، أي عبارة عن كنائس وكاتدرائيات، بل إنه ثمة كنيسة في العاصمة تُعتبر ضمن الأشهر في أوروبا، أي أن السائح القبطي الذي يقرأ هذه السطور عليه أن يتأكد تمامًا من كونه لن يلقى أي نوع من أنواع المعاناة حال تواجده في آيسلندا، لكن بالنسبة للسائح المسلم فإن الأمور تختلف تمامًا، إذ أنه ثمة عدد صغير جدًا من المساجد ودور العبادة، وهذا يتناسب طبعًا مع العدد الصغير للسكان، ثم أنه يجب التأكيد على أن آيسلندا بالكامل لا تمتلك بداخله سوى 1500 مسلم، وبهذا هي تُعتبر الجالية الأصغر في العالم من حيث أعداد المسلمين، تخيلوا أن هذا العدد الصغير من المسلمين موزع في دولة كاملة، هل يُمكن فعلًا أن يحظوا بنسبة عادلة من دور العبادة؟

ندرة أعداد المسلمين الموجودة في آيسلندا لها سبب وجيه للغاية، هذا السبب يكمن في أن الحياة في آيسلندا صعبة للمسلمين، ونحن هنا لا نتحدث عن معاملة سيئة من الآيسلنديين، فهذا أمر ليس موجود، وإنما ثمة احترام لبقية الديانات وابتعاد تام عن العنف، لكن ما نتحدث عنه هو كون الطبيعة في آيسلندا تُصعب الأمور بعض الشيء على السكان المسلمين، فمثلًا الجو البارد جدًا أحد هذه الأسباب، نسبة التحرر الطاغية كذلك تُعتبر سبب، لكن السبب الأكثر بروزًا على سبيل المثال أن ساعات الصوم في دولة آيسلندا تزيد حرفيًا عن الاثنين وعشرين ساعة، أي أن المسلم في رمضان لن يتمكن من تناول الطعام والشراب سوى في ساعتين فقط طوال اليوم، على العموم، حالة دور العبادة جيدة، صحيح أنها نادرة، لكنها موجودة في النهاية، فهناك أكثر من خمس مساجد كبرى في آيسلندا، وهو عدد جيد للغاية بالنسبة للسكان.

س: ما هي حالة خدمة الإنترنت والواي فاي في آيسلندا؟

ج: طبعًا من البديهي أن يكون هناك اهتمام كبير بخدمة الإنترنت والواي فاي، وخاصةً في الوقت الحالي الذي أصبح فيه الإنترنت ضرورة لا خلاف عليها، وفيما يتعلق بدولة آيسلندا فإياكم أن تتخيلوا أن صغر المساحة وقلة أعداد السكان من الممكن أن تؤثر سلبًا على هذه الخدمة، بل إليكم المفاجأة، خدمة الإنترنت في آيسلندا تُعتبر ضمن الأقوى في قارة أوروبا والعالم بأكمله، أما بالنسبة لخدمة الواي فاي تحديدًا فهي تتواجد بكثرة أيضًا في أغلب مناطق آيسلندا، وخاصةً المدن الرئيسية، لكن يُمكنك أن تضمن وجودها مثلًا في أماكن الإقامة كالفنادق والمنتجعات، أيضًا أماكن انتظار الحافلات وأغلب الأماكن السياحية التي ستقوم بزيارتها سوف تشتمل أيضًا على خدمة واي فاي، إجمالًا، ولكيلا نُطيل عليكم، في دولة آيسلندا لا داعي للقلق بأي شكل من الأشكال على حالة الواي فاي والإنترنت، فهي حرفيًا لا تُقارن بنفس الخدمة في دول الوطن العربي أو الشرق الأوسط بشكل عام، ولا ننسى أن نذكر في النهاية خدمة كارت الإنترنت الذي يُمكنك الحصول عليه فور النزول من الطائرة، وهو الذي سيساعدك في التصفح لفترة من الوقت عن طريق استخدام محدود مقابل مبلغ معين من المال يناسب هذا الاستخدام، وهذا قبل أن تستقر في مكان ما تتوافر فيه الخدمة بشكل جيد ومنتظم.

س: ما هي الأماكن الآمنة والخطرة في آيسلندا؟

ج: السائح بكل تأكيد عندما يذهب إلى مكان ما لأي غرض سياحي فإنه بالتأكيد سوف يضع في اعتباره أن أهم شيء يمتلكه على الإطلاق حياته، وبالتالي هو مطالب بالحفاظ عليها بأي شكل من الأشكال، ومن ضمن هذه الأشكال التعرف على الأماكن الآمنة والخطرة في ذلك المكان الذي قرر السفر إليه، وفيما يتعلق بدولة آيسلندا تحديدًا فإن حالة الأمن هناك معقولة، والأماكن الخطرة قليلة لأنها مرتبطة أصلًا بالسياحة والأماكن السياحية تحظى في العموم بتأمين جيد، هذا لا يمنع من التحدث طبعًا عن بعض الأوقات التي لا تكون فيها حكومات تدير آيسلندا، وقد حدث هذا الأمر أكثر من مرة، ويجب أن نتوقعه من دولة صغيرة وحديثة مثل هذه، لكن إذا أردنا قاعدة عامة وشاملة بهذا الصدد فدعونا نقول أن أي مكان سوف نذهب إليه في الصباح أو النهار أو الساعات الأولى من المساء وتكون الأقدام كثيرة عليه ويذهب الناس إليه باستمرار هو مكان جيد وآمن، أما بالنسبة للأماكن التي نذهب إليها في الساعات المتأخرة من المساء وتكون معروفة بقلة الأقدام عليها أو مهجورة بالمعنى الأدق، فهي بالتأكيد تدخل ضمن الأماكن الخطرة التي يجب تجنبها، وبالنسبة للتقييم العام لجزيرة آيسلندا فهو تقييم جيد، في النهاية هي جزيرة آمنة مثل أغلب الدول الأوروبية الأخرى.

س: ما هي مواعيد عمل البنوك والمتاجر الصيدليات بآيسلندا؟

ج: في البداية، وكي نكون متفقين لأعلى درجة ممكنة، دعونا نقول بأن البنوك والمتاجر والصيدليات قليلة التواجد للغاية في آيسلندا، فلا تتوقع أبدًا عزيزي السائح أنك ستعثر داخل هذه الجزيرة الصغيرة على نفس المقدار من هذه الجهات كما هو موجود في ألمانيا أو فرنسا أو إنجلترا، فكل شيء في نهاية المطاف يجب أن يكون متناسبًا مع المساحة وأعداد السكان، على العموم، بالنسبة لآيسلندا فهناك عدد جيد من البنوك، ومواعيدها معروفة ومتناسقة مع مواعيد عمل البنوك في أي مكان آخر في العالم نظرًا لارتباطها طبعًا بعدة أمور أخرى كالبورصة والتجارة العالمية، والبنوك في آيسلندا تفتح في الثامنة أو التاسعة صباحًا وتُغلق مع بدء الظهيرة، أي تقريبًا الثانية أو الثالثة ظهرًا، وطبعًا الجميع يعرف أن السائح يحتاج البنوك في مسألة سحب الأموال واستخدامها طوال رحلة سفره نظرة لصعوبة حملها والسفر بها.

بالنسبة للمتاجر والصيدليات فإن مواعيدها مُتقاربة بعض الشيء، فالمتاجر مثلًا تفتح في العاشرة صباحًا وتُغلق في السابعة مساءً، وربما الصيدليات تقترب من هذه المواعيد كثيرًا، لكن في بعض الأحيان قد تفتح الصيدليات في الصباح الباكر ولا تُغلق حتى الحادية عشر مساءً، بل وهناك صيدليات في آيسلندا، وتحديدًا المدن الرئيسية، لا تُغلق طوال اليوم وتظل مفتوحة وتُمارس عملها على شكل دوريات، وهذا الأمر طبعًا يرجع لسبب وجيه، وهو كون الصيدليات غير مرتبطة بمواعيد مُحددة، فالمريض قد يحتاج للدواء في أي وقت، ولذلك الصيدليات تفتح أبوابها كل الوقت.

س: ما هي أهم العطلات والمناسبات الموجودة في آيسلندا؟

ج: بكل تأكيد تقع العطلات والمناسبات، والسؤال عن هذين الأمرين تحديدًا، ضمن أهم موارد السفر التي يجب السؤال عنها جيدًا قبل القيام برحلة السفر أو التفكير حتى فيها، فلو لاحظتم فإن كلمة العطلة تأتي من التعطل، والتعطل آخر شيء قد يرغب السائح فيه أثناء تواجده في أي دولة، وخاصةً إذا كانت هذه الدولة هي آيسلندا، تلك الدولة الصغيرة الحديثة نسبيًا عن العالم، على العموم، العطلات في آيسلندا تشبه كثيرًا بقية الدول الأوروبية، فهي تكون في يومي السبت والأحد بشكل رئيسي، لكن الأحد معروف بكونه اليوم الممل، ليست فقط في آيسلندا، وإنما في أوروبا بالكامل، ففي هذا اليوم تتعطل أغلب المصالح الهامة وتُغلق معظم الأماكن السياحية من أجل الراحة، أما بالنسبة للمناسبات التي سيحرص السائح على التعرف عليها من أجل الاستفادة منها والاستمتاع بها فهي تتمثل في أعياد الكريسماس وأعياد رأس السنة والأعياد الوطنية، ففي مثل هذه الأيام لا يكون هناك أي شيء حاضر بخلاف البهجة والفرح والاحتفال، على العموم، بالنسبة للسائح فإن الأيام التي سيهتم بمعرفتها غالبًا ما ستكون السبت والأحد فقط، ففيهما تتوقف آيسلندا وتُشل تمامًا.

س: ما هي حالة خدمتيّ البريد والطوارئ في آيسلندا؟

ج: نأتي الآن إلى أحد الأسئلة الهامة للغاية والتي من البديهي تمامًا والمنطقي أن تكون ضمن موارد السفر وأهم الأشياء الرئيسية به، والحديث هنا عن خدمتي البريد والطوارئ بكل تأكيد، فبالنسبة لخدمة البريد، فالجميع يعرف أنه في الوقت الحالي لم يعد هناك وجود للبريد الورقي القائم على المراسلات الورقية وما شابه، وبالتالي لن يكون هناك داعٍ للحديث عنها، أما بريد الشحنات أو الطرود، وهو الذي يقوم على إرسال واستقبال الأشياء والأغراض، فهو في آيسلندا ضعيف للغاية ويكاد يكون شبه منعدم التواجد، لذلك يُنصح باستخدام شركات الشحن المتخصصة وعدم الركون أبدًا لهذا النوع من البريد، لكن ماذا يا تُرى عن خدمة الطوارئ؟ هذا هو السؤال الأهم التي يجب التحدث عنه بالتفصيل.

الطوارئ في آيسلندا حقيقةً لا تحظى بالقوة التي تجعلنا نركن لها، وبالمناسبة، خدمة الطوارئ تشمل الإسعاف والشرطة والإطفاء، فهذه الخدمات الثلاث تلزم تواجد حكومة قوية تُحكم قبضتها على كل شيء، وهذا في الحقيقة ما ليس موجودًا بالشكل الكافي في آيسلندا، إذ أن الحكومات هناك تشهد حالة من التراخي بسبب حالة السلم العام، وهو سبب جيد يدعو لعدم الانزعاج من سوء مستوى خدمات الطوارئ، على العموم، دعونا نضع الأمور في نصابها ونقول أنه ليست هناك حالات طوارئ شديدة الخطورة تستدعي أن تكون حالة خدمة الطوارئ بكل هذه الدرجة من القوة، أما إذا احتجتم لرقم للتواصل مع هذه الخدمة فإن الرقم الدولي المُخصص لهذا الغرض هو 112.

طبعًا عزيزي السائح لا خلاف على أن الأسئلة التي تم التعرض لها في السطور الماضية ضمن موارد السفر لا تُعبر عن كل الموارد التي يُمكننا أن نحتاج إليها خلال رحلة سفرنا إلى جزيرة آيسلندا، لكن دعونا نتفق أن هذه الموارد هي الأهم على الإطلاق، ومن بين السطور يُمكنكم الحصول على إجابات أخرى لأسئلة أخرى من المفترض أنها تدور في أذهانكم أيضًا لكن لم يتم التعرض لها بشكل مباشر ضمن الموارد المذكورة.