آيسلندا - مناطق الجذب السياحي

طبعًا عزيزي السائح لا خلاف على أن آيسلندا من الدول الأوروبية التي لا تلقى رواجًا سياحيًا بالصورة التي قد يتخيلها البعض، وبالتالي يُتوقع أن تكون خالية من ذلك الكم الهائل التابع لهذه النوعية من الأماكن، لكن في نفس التوقيت هذا لا يمنع أبدًا من تواجد بعض الأماكن التي سنقوم بذكرها في السطور القادمة من خلال تناول مدينتين يتم اعتبارهما من أهم المدن الموجودة في آيسلندا، والبداية ستكون مع مدينة ريكيافيك، فماذا عنها يا تُرى؟

ريكيافيك، خليج الأدخنة وأهم مدن آيسلندا

إذا ما ذُكرت دولة آيسلندا الصغيرة فبكل تأكيد يجب أن يُذكر خلفها أهم المدن الموجودة بها على الإطلاق، إنها العاصمة ريكيافيك، ولمن لا يعرف فإن آيسلندا تضم بداخلها هذه المدينة التي تقتسم معها كل شيء تقريبًا، فهي تأخذ ما يقترب من نصف السكان ونصف المساحة، وأخيرًا فإنها تأخذ كذلك نصف المناطق الجاذبة الموجودة بالدولة كاملة، ومن هنا جاءت الأهمية الكبيرة لها، لكن إن كنا مُنصفين فإن هذه الأهمية قد نتجت منذ زمن بعيد عندما كانت ريكيافيك تُعرف باسم خليج الأدخنة نظرًا لكثرة البراكين التي كانت تندلع بداخلها طوال الوقت، وقد كان تأثير هذه البراكين يجعل ريكيافيك تبدو وكأنها بالكامل مكتومة بالدخان، بيد أن هذا الأمر قد انتهى منذ زمنٍ بعيد ولم تعد ريكيافيك بتلك الحالة التي كانت عليها في السابق، وإن كان السؤال نفسه سيبقى قائمًا وبقوة، لماذا تحظى ريكيافيك بكل هذا الجذب السياحي؟ الإجابة تأتيكم في السطور القليلة المُقبلة من خلال التعرض لأبرز المناطق السياحية التي لا يعترف السائح بأي شيء في المدينة السياحية سواها، فهي المعيار الأول بالنسبة له، وبداية هذه الأماكن المنتمية لتلك النوعية ستكون مع بحيرة تجورنين.

بحيرة تجورنين

في قلب مدينة ريكيافيك الآيسلندية تتواجد بحيرة تجورنين الضخمة، وهي بحيرة طبيعية مئة بالمئة تُعرف بكونها مرآة الجنة نظرًا للمياه الصافية للغاية الموجودة بها، وطبعًا جميعكم يُمكنه تخيل الجمال الذي تكون عليه هذه البحيرة الطبيعية مع تصديرها في آيسلندا كأهم مكان طبيعي موجود في الدولة بالكامل، أيضًا بالقرب منها تُقام العديد من الأنشطة الهامة للغاية والتي تخدم في النهاية الغرض السياحي للمنطقة، ولذلك لن نكون مبالغين إذا قلنا أن بحيرة تجورنين تُعد بلا شك المكان السياحي الأبرز في آيسلندا والأكثر استحقاقًا للزيارة بالتأكيد.

جزيرة فيدي

في مساحة تقترب من المئة وسبعين هكتار تقع جزيرة فيدي الصغيرة في الجزء الشمالي من مدينة ريكيافيك، ويُمكن القول ببساطة أن جزيرة فيدي الصغيرة هذه هي في الأساس اختصار وتلخيص لدولة آيسلندا بالكامل، أو جزيرة آيسلندا إن أردنا منحها توصيفًا دقيقًا يليق بها، وداخل هذه الجزيرة يُمكن للسياح ممارسة كافة الأنشطة بكافة الأشكال التي يُمكن تخيلها، لكن أهمها طبعًا الأنشطة المتعلقة بالماء، وقد تم استغلال الجزيرة في إنشاء العديد من الأماكن الجاذبة بداخلها، لذلك لن يكون من الجيد أبدًا القيام بزيارة إلى مدينة ريكيافيك دون المرور بتلك الجزيرة المميزة، جزيرة فيدي.

متحف ريكيافيك للفنون

تأخذ الفنون دور هام وكبير للغاية في آيسلندا على الرغم من صغرها، ولهذا السبب كانت هناك بعض الأماكن الفنية البحتة التي تُرسخ لحركة الفن وكيفية سيره منذ نشأة آيسلندا وحتى وقتنا الحالي، وهذا الأمر يتضح بشدة عند زيارة متحف ريكيافيك للفنون الذي يُعتبر من أهم متاحف مدينة ريكيافيك وأكثرها زيارة، فكل المهتمين بالفن على مستوى العالم يُريدون بالطبع التعرف على حالة الفن في آيسلندا قديمًا وحديثًا، وهذا ما سيوفره لك متحف ريكيافيك، ولهذا هو مكان لا يُفوت.

منتزه أوستورفولر

استكمالًا للأماكن الجميلة في مدينة ريكيافيك والجاذبة سياحيًا في نفس الوقت فإن منتزه أوستورفولر يطل علينا ليكشف الوجه الطبيعي الجميل هذه المدينة، فهذا المنتزه كبير للغاية ويُضم بداخله الكثير من المرافق التي تتناسب مع المساحة، أضف إلى ذلك كونه صالح جدًا في حالة الزيارات العائلية أو الأمور من هذا القبيل، وهو مفتوح طوال اليوم لمن يُريد الزيارة، حتى أسعار الدخول رمزية للغاية، وهذا سبب آخر من الأسباب التي أدت إلى كثرة الجذب إلى المنتزه.

متحف سفن الفايكنغ

كل الجزر الموجودة في أوروبا تأثرت بشكل كبير بحضارة الفايكنغ التي مرت بالعالم قديمًا، وآيسلندا في نهاية المطاف عبارة عن جزيرة، لذلك كان من الطبيعي تمامًا تواجد شيء في هذه المدينة العاصمة، مدينة ريكيافيك، يُعبر بشكل أو بآخر عن ارتباط المدينة القوي بحضارة الفايكنغ، وقد كان هذا الشيء متحف سفن الفايكنغ الموجود في قلب العاصمة، فهو متحف كبير به أجزاء حقيقية من السفن التي كانت تستخدمها حضارة الفايكنغ قديمًا، وبلا شك سبب الجذب الأول لهذا المتحف هو رغبة الناس القوية في التعرف على كل ما يتعلق بهذه الحضارة، ولو كانت مجرد سفن.

كنيسة لاندكوت

الهوية المسيحية التي تتمتع به دولة آيسلندا تظهر أيضًا من خلال بعض الأماكن الجاذبة والدينية في نفس الوقت، والحديث هنا عن كنيسة لاندكوت الموجودة في قلب العاصمة ريكيافيك، فهي كنيسة شهيرة بنيت قبل حوالي ثلاثة قرون، وأهم ما يميزها المعمار الباروكي والتصميم الجيد، والحقيقة أن هناك أكثر من سبب قد يدفعك لزيارة هذه الكنيسة حتى لو لم تكن مسيحيًا في الأساس، لذلك احرص على الزيارة السريعة لهذا المكان حال تواجدك في آيسلندا، ولن تندم أبدًا.

المتحف الوطني الآيسلندي

على الرغم من كون آيسلندا تمتلك بداخلها تاريخ صغير نسبيًا إلا أنها لم ترغب أبدًا في تفويت هذا التاريخ دون وضعه في متحف كبير يكون مرجعًا للسياح وسكان آيسلندا أنفسهم حال رغبتهم في التعرف على التاريخ الكامل للدولة، ونحن هنا لا نتحدث عن التاريخ البشري والجغرافي فقط، وإن كان هذا هو العنصر الأهم بالطبع، لكن أيضًا يجب ألا نغفل الجزء الفني من التاريخ الآيسلندي والجزء الحربي، ببساطة شديدة، من خلال زيارتك لهذا المتحف سوف تكون قادر على تلخيص كل شيء يتعلق بآيسلندا بشكل عام، ولهذا السبب بالطبع يُعد هذا المكان الأبرز والأكثر جذبًا للسياح في ريكيافيك.

كيفلافيك، بلدة صغيرة وأماكن سياحية كثيرة

الأماكن السياحية الجاذبة لا تتواجد فقط في المدن الكبرى في آيسلندا، وإنما من الممكن جدًا تواجد هذه الأماكن في القرى والمدن الصغرى، وأكبر دليل على ذلك يتمثل في بلدة كيفلافيك الموجودة في جنوب جزيرة آيسلندا، وهي جزيرة صغيرة لا يزيد عدد السكان الموجودين بها عن العشرة آلاف نسمة، وعلى الرغم من ذلك نجد أن الأماكن السياحية لها حضور معقول يجعل هذه البلدة ضمن أهم الأماكن التي تكثر زيارات السياح عليها، وخصوصًا في السنوات الخمس الأخيرة التي أصبحت كيفلافيك فيها وجهة سياحية مميزة، والحقيقة أنه ثمة قانون أو قاعدة لهذه النوعية من الأماكن، ويقول هذا القانون أن القوة السياحية لأي قرية تكمن في المقام الأول في الأماكن الجاذبة التي تتواجد بداخلها، وإذا طبقنا هذا الأمر بالتحديد على كيفلافيك فسيكون بإمكاننا ملاحظة تواجد عدد لا بأس به من الأماكن السياحية التي شكلت القوة التي نتحدث عنها، وهذا ما سنتعرف عليه أكثر وبالتفصيل فيما هو قادم من سطور من خلال استعراض أهم الأماكن الجاذبة الموجودة في هذه البلدة الصغيرة التي تكاد لا تُذكر من الناحية الجغرافية، والبداية ستكون مع بحيرة كيفلافيك.

بحيرة كيفلافيك

من أهم المعالم الموجودة في قرية أو بلدة كيفلافيك تلك البحيرة الجميلة المعروفة باسم كيفلافيك، فهي من أهم المناطق السياحية الموجودة بها وبالتالي كان من الطبيعي أن تأخذ اسمها، والحقيقة أن هذه البحيرة لا يُكتفى معها بالنظر والمتعة فقط، وإنما يُمكن كذلك ممارسة الكثير من الأنشطة بداخلها أو بالقرب منها تحديدًا، أيضًا لا ننسى أن البحيرة قد تم استغلالها عن طريق إقامة الكثير من المناطق البارزة حولها كالمطاعم وأماكن الترفيه بمختلف أنواعها، على العموم هذه البحيرة من الأماكن السياحية الجاذبة التي يُفضل عدم تفويت زيارتها لأي سبب من الأسباب.

متحف كيفلافيك للتاريخ البشري

على الرغم من المساحة الصغيرة التي تأخذها قرية كيفلافيك إلا أن هذا لم يمنع أبدًا من تواجد العديد من المتاحف الهامة داخل هذه القرية، ومن أهم هذه المتاحف متحف كيفلافيك للتاريخ البشري، وكما هو واضح من الاسم فإن المتحف مخصص لتناول التاريخ البشري بكل ما تعنيه كلمة البشرية من معانٍ، والحديث هنا عن البشرية بمختلف أنواعها وليس في آيسلندا فقط، لذلك فإن كل من سيحظى بزيارة هذا المكان سوف يتمتع بحالة تشبع من التاريخ البشري بكامله.

مطار كيفلافيك الدولي

في بعض الأحيان يُمكن أن يُعامل المطار الصغير كأحد أماكن الجذب، وخاصةً إذا كان ذلك المطار موجودة في بلدة صغيرة بحجم كيفلافيك، ففي هذه البلطة تقل طرق التنقل بشكل عام، لكن نجد في نفس الوقت أنه ثمة مطار عتيق مثل كيفلافيك، وهو لا يُستخدم فقط في الاستخدام الطبيعي للمطارات الموجودة في كل مكان في العالم، وإنما يدخل كذلك في استخدامات أخرى كالسياحة، وذلك بسبب وجود المتحف الملحق بهذا المطار، وهو الذي يُخصص في القطع الخاصة بالطائرات ويتناول تاريخ هذه الوسيلة بشكل عام، ولذلك نضعه بكل ثقة ضمن الأماكن التي لا يجب تفويت زيارتها.

ميناء كيفلافيك

مثلما هو الحال مع مطار كيفلافيك الدولي نجد كذلك ميناء كيفلافيك يحظى بنفس الظروف تقريبًا، فعلى الرغم من أن هذا الميناء هو الوحيد في هذه البلدة الصغيرة إلا أنه قد استطاع أن يحجز مكانه وبقوة ضمن أهم المناطق المشابهة الموجودة في آيسلندا، أضف إلى ذلك كون الميناء يتمتع بالكثير من الأماكن السياحية الجاذبة المُحيطة به، والتي استغلت طبعًا الموقع المميز للميناء ونشأت بالقرب منه لتُسهم أكثر في مسألة الجذب إلى الميناء، والذي يُعتبر في الوقت الحالي أهم ميناء موجود في آيسلندا بالكامل وليست فقط بلدة كيفلافيك الصغيرة.

عالم الفايكنغ

الاهتمام الشديد والكبير للغاية بحضارة الفايكنغ القديمة ينعكس على كل شيء موجود في دولة آيسلندا، فبالإضافة إلى المتاحف نجد أنه في بلدة كيفلافيك ثمة عالم بالكامل مُخصص فقط من أجل الفايكنغ، هذا العالم يضم بداخله قطع من السفن وبعض الأغراض الشخصية التي كان يتم استخدامها من قبل سكان هذه الحضارة، أيضًا لا ننسى وجود ما يتحدث عن تاريخ هذه الحضارة، بمعنى أدق، عندما تدخل هذا العالم سوف تشعر أنك موجود بالفعل في عصر الفايكنغ، وهو أمر جيد بالطبع يسعى إليه كل مُحبي هذه الحضارة الغريبة على مستوى العالم.

كنيسة القديس

ما دمنا نتحدث عن الأماكن السياحية الجاذبة في بلدة كيفلافيك فيجب علينا بالتأكيد عدم نسيان التعرض لواحدة من أهم هذه الأماكن وأكثرها جذبًا في الآونة الحالية، والحديث هنا كنيسة القديس، وعلى الرغم من الأمر قد يبدو غريبًا بعض الشيء إلا أن كنيسة القديس التي نتناولها الآن ليست كنيسة عادية بالمرة، ففي البداية هي الكنيسة الوحيدة في كيفلافيك، أيضًا هي تحظى ببناء معماري رائع، بالإضافة لكونها أصلًا تنتمي إلى قديس شهير عاش في هذه الجزيرة قبل ما يزيد عن خمسة قرون وله الكثير من الإنجازات، وبسبب كل هذه العوامل أصبح للكنيسة أهميتها الكبرى وأحقيتها بالجذب.

طبعًا عزيزي السائح لا خلاف على أن الأماكن التي قمنا بذكرها في السطور الماضية لا تُعبر عن كل الأماكن السياحية الجاذبة الموجودة في آيسلندا، ولا حتى المدينتين اللاتين تم تناولهما بالتفصيل، لكن ما يُمكن قوله إننا قد نجحنا بالفعل في تناول أهم الأماكن المنتمية لهذه النوعية، أو دعونا نقول تحديدًا الأماكن التي تستحق الزيارة بالفعل.