هنغاريا - موارد السفر

من المهم جدًا بالنسبة لك عزيزي السائح أن تعرف بأن كل بلد لها ظروف مختلفة، واختلاف هذه الظروف يؤدي بالضرورة إلى اختلاف الاستعدادات الخاصة بالسفر، فالسائح يُريد أن يعرف قبل أن يضع قدمه في هنغاريا أهم الأمور المتعلقة بدور العبادة وكذلك الأماكن الآمنة والخطرة مع المرور كذلك بمواعيد عمل أهم الجهات الموجودة في هذه البلد، وكل هذا وأكثر سوف نتناوله في صورة أسئلة ونبحث سويًا عن إجابات لها، والبداية ستكون مع الشيء الأهم، الدين.

س: ما هي حالة دور العبادة في هنغاريا؟

ج: في الحقيقة عزيزي السائح أنت في هذه المرحلة تكون في حاجة ماسة إلى الصراحة والمكاشفة، والعدل هنا يقول أنه يجب علينا إخبارك بأن حالة دور العبادة والدين في هنغاريا حالة مُزرية وصعبة للغاية، فهذه البلد تُعتبر من أكثر البلاد التي يتعرض المسلمين فيها للاضطهاد، وفي المقابل تمامًا نجد أن الديانة المسيحية تفرض سيطرتها على جميع أراضي الدولة، والدين هناك يشهد حالة كبيرة جدًا من التشدد والتعنت لدرجة أن إنشاء مسجد أو زاوية صغيرة في هنغاريا أسهل بكثير من إنشاء برج طويل، إذ أن دور العبادة المسيحية المُسيطرة على الأراضي الهنغارية تُمثل نسبة 99.9% من دور العبادة، على الرغم من أن نسبة المسيحيين لا تأتي بنفس الدرجة، بمعنى أدق، السائح العربي المسيحي الذي سيُفكر في السفر إلى هنغاريا لن يجد أي صعوبة في فكرة إقامة العبادة الخاصة به، لكن ماذا عن السائح المسلم يا تُرى؟

السائح المسلم هو الذي سيعاني، ففي البداية سيكون من الصعب جدًا، بل من المستحيل، العثور على دور عبادة إسلامية كي يُقيم فيها عبادته، ثم بعد ذلك يأتي الاضطهاد الشديد للمسلمين، إذ أنه من الصعب جدًا ارتداء الملابس الإسلامية كالنقاب والجلباب داخل هنغاريا، ومنذ زمن طويل تُسجل هذه الدولة أرقام كبيرة في الاضطهاد لدرجة أن أعداد المسلمين، والتي هي أقلية في الأساس، تقل من عام إلى آخر، وعلى ما يبدو فإن الحل الوحيد لهذه المشكلة بالنسبة لك كعزيزي السائح الذي لا يُريد المكوث طويلًا في هنغاريا أن تعمل على أداء العبادة الخاصة بك في الفندق ولا ترتدي الملابس الدينية الإسلامية العادية حتى لا تتعرض لأي مشاكل قد تودي بحياتك، فالاضطهاد في هنغاريا قد يصل لهذه المرحلة.

س: ما هي الأماكن الآمنة والخطرة في هنغاريا؟

ج: طبعًا من الأشياء الهامة جدًا بالنسبة لأي سائح أن يعرف قدر الأمان المتوفر في الأماكن التي سيذهب إليها حتى لا يتعرض للصعوبات، فبلا شك أثمن شيء لدى الإنسان حياته، وإذا كان ثمة احتفال بسيط أن يفقد الإنسان حياته في رحلته السياحية فإنه لن يُخاطر بأي شكل من الأشكال، على العموم، بالنسبة لدولة هنغاريا تحديدًا فدعونا نكون صريحين ونقول أن هذه البلد تمتلك نسبة لا بأس بها من الانفلات الأمني، كما أن العصابات تتواجد فيها تواجد ملحوظ وبالتالي فإن قدر الأمان سيقل وقدر الخطر سيرتفع، وبصورة خاصة يُمكن رصد هذا الأمر في العاصمة وبعض الأحياء البعيدة عن ملاحظة الشرطة، وسبب تواجد الخطر في العاصمة أن السياح يتجمعون هناك، وبالتالي فإنه ثمة إمكانية للسرقة أو الأذية بأي شكل من الأشكال لأن المردود أو المُقابل سيكون كبيرًا، ولهذا نقوم بتحذيرك عزيزي السائح من الإفراط في الأمان.

هناك قاعدة شهيرة للغاية يُمكن تطبيقها على مسألة الأمان والخطر هذه، حيث تقول القاعدة ببساطة أن أي مكان لا تكثر عليه الأقدام وتقرر عزيزي السائح الذهاب إليه في ساعات متأخرة من الليل أو ساعات باكرة من الفجر هو بالتأكيد مكان خطر يُمكن أن يجد الخطر فيه فرصة سانحة للانقضاض عليك أيها السائح الغريب عن المدينة، بينما على العكس تمامًا نجد أن الأماكن الآمنة هي التي يتم الذهاب إليها في ساعات النهار الأولى والساعات المتقدمة من المساء وتكون معروفة بكثرة الأقدام عليها، وعمومًا عزيزي السائح كن حذرًا دائمًا ولا تذهب إلى الحانات والملاهي الليلية وحاول قدر الإمكان توزيع أموالك وأغراضك على أكثر من مكان حتى لا تُلدغ لدغة كبيرة على تعرضك للسرقة.

س: ما هي حالة خدمة الواي فاي والإنترنت في هنغاريا؟

ج: في الوقت الحالي أصبحت خدمة الواي فاي، أو الإنترنت بشكل عام، واحدة من الخدمات التي لا غنى عنه، إذ أنه من الممكن جدًا أن يذهب السائح إلى بلد من البلدان دون أن تكون ممتلكة للتكيفات، لكن عندما يتعلق الأمر بالإنترنت فإن الأمور ستختلف تمامًا، على العموم، بالنسبة لدولة هنغاريا فإن الشيء الذي لا خلاف عليه أن الخدمة موجودة، لكن الآن الحديث سيختلف عن التوافر والجودة، وبالنسبة للجودة فإن شبكة الإنترنت في هنغاريا ليست الأقوى على الرغم من كونها متواجدة في قارة أوروبا، فهي ليست في التصنيف الأول إن جاز التعبير، لكنها جيدة وقادرة على سد حاجتك عزيزي السائح في أي وقت، أما بالنسبة للتوافر فإن الأمور تختلف تمامًا، وهذا بالمقارنة كذلك مع بقية دول أوروبا.

في هنغاريا تتواجد شبكة الإنترنت في سبعين بالمئة من البلاد، وهذا المُعدل في الحقيقة ليس المعدل القوي الذي يُمكن الاعتماد عليه، خاصةً إذا وضعنا في الاعتبار أن دولة مثل رومانيا شبكة الإنترنت بها مُنتشرة في تسعين بالمئة من أراضيها، على العموم، خدمة الواي فاي في هنغاريا متوفرة في أماكن الإقامة وبعض أماكن التنقل، لكنها ليست متوفرة في الطرق والأماكن العامة وليست متوفرة كذلك بالأماكن السياحية، أو أغلب الأماكن السياحية على سبيل التحديد، ويُمكنك عزيزي السائح الحصول على كارت إنترنت فور نزولك من الطائرة كي تقضي به حاجتك حتى تستقر في مكان إقامة مُحدد وتستخدم الإنترنت المفتوح كيفما تشاء.

س: ما هي مواعيد عمل البنوك والمتاجر والصيدليات في هنغاريا؟

ج: بالطبع الأماكن الهامة مثل البنوك والمتاجر والصيدليات يجب أن يتم السؤال عنها جيدًا قبل التحرك لأنها بشكل كبير تُحدد كيف ستسير الرحلة وإلى أي حد يُمكن أن تنجح أو تفشل، وبالنسبة لدولة هنغاريا فإن المواعيد هناك تتشابه مع أغلب الدول الأوروبية الأخرى، فعلى سبيل المثال تفتح البنوك أبوابها في التاسعة صباحًا، قد تقل ساعة أو تزيد ساعة، وهذا هو الحال مع ساعة الإغلاق التي قد تكون الثانية أو الثالثة ظهرًا، وسبب تشابه مواعيد العمل في هذه الهيئات أنها تلتزم بمواعيد العمل الدولية والبورصة وأشياء أخرى من هذا القبيل، بينما تأتي الصيدليات والمتاجر في حالة اختلاف تام، حيث أن المتاجر تفتح أبوابها في العاشرة صباحًا وتستمر في العمل حتى السابعة مساءً، وفي بعض الأحيان يُمكن أن يصل موعد الإغلاق إلى العاشرة مساءً، لكن الصيدليات تفتح أبوابها في الصباح الباكر وتُغلق كذلك في الساعات الأولى من الصباح، أي بعد منتصف الليل، إذ أنها في العموم تعمل لمدة تزيد عن سبعة عشر ساعة، والشيء المُختلف أنه، وبسبب الحاجة الماسة إلى الصيدليات وارتباطها بحالة المريض الغير ملتزمة بمواعيد، يُمكن أن يحدث الإغلاق لساعتين أو ثلاث، وقد يصل الأمر إلى العمل طوال اليوم بدوام كامل، ولهذا يُمكنكم الاطمئنان من حالة هذه الجهات بهنغاريا.

س: ما هي أهم العطلات والمناسبات في هنغاريا؟

ج: بالنسبة للسائح فإنه ثمة بعض الأشياء التي تتدرج في خط سير الأهمية، وعلى درجة بعيدة بعض الشيء تأتي العطلات لتكون ضمن هذه الأشياء المهمة، إذ أن هنغاريا دولة أوروبية ومن السهل جدًا أن تكون زاخرة بالأماكن السياحية أو حتى الأماكن الإدارية الهامة التي تتأثر تمامًا بالعطلات، على العموم بالنسبة لهنغاريا فإنها تتشابه تمامًا مع بقية الدول الأوروبية من حيث كون يومي السبت والأحد يومين رسميين للعطلات الأسبوعية، ففي هذين اليومين تتعطل الحياة تمامًا وتُغلق أغلب الأماكن السياحية الهامة أبوابها، أما الجزء الآخر من العطلات فهو الذي لا تكون فيه الأماكن السياحية مغلقة وإنما يزيد نشاطها وتعمل بقوة أكبر من الأوقات الطبيعية، والحديث هنا تحديدًا عن أيام الأعياد كعيد الكريسماس وعيد رأس السنة وعيد الفصح، أضف إلى ذلك الأعياد الوطنية البارزة في حياة هنغاريا، ففي هذه الأيام لا تتوقع عزيزي السائح إغلاق الأبواب في وجهك، وإن كانت الرحلة السياحية في الوقت الحالي باتت تبدأ من يوم الإثنين، على كلٍ، ما نُريد التحذير منه بصورة شديدة يوم الأحد، فهو اليوم الميت كما يُطلق عليه، لذلك حاول تجنبه قدر الإمكان بهنغاريا.

س: ما هي حالة خدمتي البريد والطوارئ في هنغاريا؟

ج: من الأسئلة التي تُعتبر أيضًا من موارد السفر الهامة ويتم السؤال عنها بصورة كبيرة خدمات البريد والطوارئ، فبالنسبة مثلًا لخدمة البريد وعلى الرغم من أن البريد الورقي القائم على المراسلات لم يعد موجود في الوقت الحالي، إلا أن هذه الخدمة تُطلب فيما يتعلق بالشحن وإرسال الطرود والأشياء من وإلى هنغاريا، ومن هذا القبيل فإن الخدمة متوفرة بمستوى متوسط بعض الشيء، فهي ليست قوية وليست ضعيفة أيضًا ويُفضل أن يتم الاعتماد على خدمة الشحن المُتخصصة التي تُستخدم فيها شركات تعمل بهذا الصدد، كما أن هناك علب أو صناديق بريد مراسلات موجودة على رأس الشوارع الرئيسية في بودابست وبعض مدن هنغاريا الهامة، لكن ماذا عن الطوارئ يا تُرى؟

أولًا عزيزي السائح يجب أن تعرف بأن الطوارئ يُقصد بها أصلًا خدمات المطافئ والشرطة والإسعاف، ولكي نكون صريحين فإن هذه الخدمات المذكورة تتوافر بمستوى متوسط بعض الشيء، وخاصةً خدمة الشرطة التي لا يُمكن الاعتماد عليها مئة بالمئة، إذ أنه من الأفضل اللجوء إلى القنصلية أو أي جهة تابعة لموطنك الأصلي كونها ستُقدم لك المساعدة بصورة أفضل نسبيًا، وبشكل عام رقم الطوارئ الدولي هو 112، ومنه يُمكنك طلب أي شيء تريده في هنغاريا، ثم تنتظر بعدها تلبية طلبك، وهو الأمر الذي قد يطول إن كنت ذو حظ سيء.

بكل تأكيد عزيزي السائح هذه الأسئلة التي قمنا بالإجابة عنها في السطور الماضية لا تُعبر أبدًا عن كل الأسئلة التي يحتاجها السائح الذي يُريد الاقتراب أكثر من موارد السفر، لكن ما يُمكن قوله بثقة أن هذه الأسئلة هي الأهم والأكثر طلبًا في هذا الصدد، ومن بين السطور يُمكن الخروج بالكثير من الإجابات الأخرى لأسئلة تدور بأذهانكم.