في ألبانيا تتنوع المدن السياحية وتتعدد مناطق الجذب السياحي المميزة التي يرغب كل ازوار في رؤيتها والتعرف على تاريخ وجمال هذا البلد، لذلك قد يصعب عليك كسائح عربي ترتيب جدول رحلة مميز وشامل يتمتع به كل أفراد العائلة من مختلف الأعمار، ولهذا السبب نحاول تقديم أفضل مسار ممكن لك لكي تتبعه أثناء رحلتك لألبانيا، كل ما عليك فعله هو تنسيق الجدول بالطريقة التي تناسبك وتتعرف على الأماكن المذكورة فوق الخريطة لسهولة التنقلات وسرعتها، وإن رغبت بتبديل مكان في الجدول تعتقد أنه لن يناسب ذوقك فلا مشكلة، كما نضع في الحسبان رغباتك الخاصة ولذلك نوفر مساحة في نهاية اليوم لتضيف أنت نشاطك الخاص سواء بحضور حفل معين أو حدث ترفيهي وما إلى ذلك.
الخريطة العامة للمسار
يشمل المسار على زيارة مكونة من سبعة أيام لأربع مدن ألبانية سياحية رائعة، حتى تتمكن من مشاهدة أفضل ما في ألبانيا في مدة قصيرة خلال أسبوع واحد فقط، يبدأ المسار مع العاصمة تيرانا ولمدة ثلاثة أيام، ثم نتجه إلى مدينة شكودرة لقضاء عدة ساعات فقط خلال اليوم، ثم مدينة بيرات والتي سوف تحظى فيها بيومين كاملين، وأخيرًا بلدة سارنده والتي ستمكث فيها أيضًا يومين كاملين ثم تعود أدراجك إلى تيرانا للعودة إلى الوطن بنهاية الأسبوع، نستعرض معًا مسار كل مدينة وكل يوم بالمدينة وأماكن الزيارة ومسارات اليوم المتعددة.
ثلاثة أيام في تيرانا
ولأنها عاصمة ألبانيا فهي تحتوي على العديد من المعالم البارزة التاريخية والثقافية والترفيهية، ولذلك ستحظى بالاهتمام الأكبر خلال رحلتنا في ألبانيا للاستمتاع بجمالها والتعرف على تراثها، فيمكنك حجز تذاكر السفر على مطار تيرانا الدولي ومن هناك تتجه إلى الفندق الذي وقع عليه اختيارك وترتيب الأغراض وتناول فطور خفيف بالفندق لتبدأ أول يوم بالرحلة باستعداد ونشاط كبير.
اليوم الأول في تيرانا
نبدأ اليوم مع زيارة للنصب التذكاري لتمثال البطل الألباني Skanderbeg، وهو يقع في ساحة مهيبة خاصة به أمام متحف التاريخ الوطني، يمكنك هناك التقاط الصور التذكارية والتعرف على تاريخ وما فعله هذا البطل القومي، ثم خذ بعض الوقت في التجول خلال الساحة ورؤية المدينة والشعب والعادات التي تظهر في الحياة اليومية أو يمكنك احتساء بعض القهوة في المقاهي الجميلة القريبة، ومن ضمن المعالم القريبة التي تميز المدينة هو هرم تيرانا أو Enver Hoxha Pyramid، فلا يجب أن يفوتك هذا المعلم الأثري، وللتعرف على كامل المنطقة يجب زيارة متحف التاريخ الوطني، أكبر متحف في ألبانيا يروي التاريخ المجيد لهذا البلد بداية مع عصر ما قبل التاريخ مرورًا بالعصور الوسطى والتحرر من السلطة العثمانية ثم الحرب العالمية الثانية والعصر الحديث، وهو يعد من أعلى الأماكن زيارة في ألبانيا كل عام، وفي آخر اليوم ننهي اليوم الأول بزيارة لقلعة Krujë حيث يمكنك التعرف على أسرار القلعة وكيف صمدت منذ أيام العثمانيين والحروب التي شاهدتها خارج أسوارها مباشرة.
اليوم الثاني
بعد الرجوع إلى الفندق من اليوم الأول الحافل بالنشاط يمكنك الاستعداد لليوم التالي ونيل قسط من الراحة قبل مغامرة اليوم الثاني، والذي نبدأه بين حضان الطبيعة في جبل Dajti، هذا الجبل هو جزء من متنزه وطني ترى فيه أجمل المناظر الطبيعية التي تتمتع به ألبانيا، على قمة الجبل ستجد أروع مشاهد القمم الثلجية ويمكنك تناول فطورك في المقاهي التي تقدم وجبات ألبانية تقليدية، زيارة الجبل متعة ورياضة في حد ذاتها ولن تمل أبدًا بسبب وجود العديد من الكهوف التي يمكن اكتشافها ونشاطات متعددة، ثم خذ وقتك بالتجول في القرى القريبة والتعرف على باقي معالم المدينة الحضرية أو زيارة بعض المتاحف الفنية التي تعجبك، ثم الرجوع للفندق والاستعداد لليوم أخير في تيرانا.
اليوم الثالث
النصف الثاني من اليوم ستقضيه في مدينة شقودرة، ولكن أولًا يمكنك التسوق قليلًا في أشهر أسواق ومتاجر المدينة الفاخرة ثم توديع المدينة وتأجير سيارة للذهاب إلى شقودرة لأن المسافة قصيرة، هناك ستتمتع بالطبيعة عند بحيرة سكيوتاري، ويمكن للأطفال التمتع بالعديد من الأنشطة المائية مثل السباحة والتجديف، وهي أكبر بحيرة في منطقة البلقان تقع بين ألبانيا والجبل الأسود مما يضيف العديد من المناظر الطبيعية الرائعة حيث يمكنك الحصول على الاسترخاء وعمل نزهة على الأقدام وتناول الطعام في الهواء الطلق، ولا يمكن أن تترك المدينة بدون المرور بقلعة روزافا الأثرية، وهي قلعة على الجبل وتدور حولها العديد من الأساطير أشهرها تحكي عن الثلاثة أخوة الذين أرادوا بناء القلعة فلم يتمكنوا من تشيد وتثبيت الجدران، فمر عليهم حكيم وقال بأنهم يجب أن يضحوا بواحدة من زوجاتهم في سبيل بناء القلعة، وأيًا كانت تلك الأساطير فما زالت القلعة صامدة إلى اليوم وهي واحدة من أقدم القلاع في ألبانيا، وتصل على نهري Drin وبوجانا، ويجب الانتقال إليها بالأقدام حيث لا توجد أي تسهيلات وهذا من أسرار قوتها.
يومين في مدينة بيرات
المسافة بين شقودرة وبيرات بالسيارة ستستغرق ثلاثة ساعات تقريبًا، فيمكنك توفير المال والقيادة طوال الليل حتى تصل للمدينة في لصباح، أو أن تبيت في شقودرة والسفر خلال ساعات الصباح الباكرة لتستمتع باليوم من بدايته في بيرات، ولك أن تعرف أن المدينة بأكملها تعتبر منطقة أثرية بحسب منظمة اليونسكو لأنها واحدة من أقدم المدن المأهولة بالسكان في ألبانيا.
اليوم الأول
بالقرب من ضفاف نهر Osum نبدأ رحلتنا لاكتشاف حي Gorica القديم، والذي يتكون من مجموعة من المنازل القديمة بجدرانها البيضاء التي تطل نوافذها العتيقة على النهر، وبجانب التل الساحر ستجد كنائس قديمة تستحق الزيارة لتمتعها بعبق التاريخ، وعندما تعبر الجسر القديم ستجد نفسك أمام أحد المطاعم الأسرية القديمة في ألبانيا حيث تقدم أشهى الوجبات التقليدية مقابل القليل من المال وستأخذك المغامرة إلى الحصن القديم الموجود بالمنطقة، ثم توجه إلى مصنع Cobo للنبيذ لأنه واحد من أقدم العلامات التجارية في ألبانيا وتمتلك عائلة قديمة تحافظ على تراثه، وفي نهاية اليوم ستزور منطقتين تحكي عن تاريخ مدينة بيرات الأولى هي منطقة حصن بيرات القديم المبني في القرن الثالث عشر والذي هدمه الرومان وعاود الشعب الألباني بناءه مرارًا وتكرارًا، لترى هناك متحفه الشهير والكنيسة والمسجد الموجودان به، ثم المتحف الإثنوغرافي في بيرات وهو متحف متخصص في الأعراق البشرية ويحكي عن تاريخ الإنسان القديم والحديث، وقد لا تجد له مثيل بالعالم كله.
اليوم الثاني
بعد المغامرة الشيقة في اليوم الأول في بيرات ستكون بذلك قد شاهدت أفضل ما في المدينة الأثرية، ويمكنك تناول الفطور في الصباح داخل الفندق للاستعداد للسفر إلى المدينة الأخيرة في مسارنا وهي بلدة سارنده، ولكن على الطريق من بيرات إلى سارنده يتبقى لنا منطقة من أهم المناطق التاريخية العريقة في ألبانيا والتي يجب القيام بجولة بداخلها قبل الوصول إلى سارنده في نهاية اليوم، ألا وهي منطقة Butrint أو Buthrotum، وهي موقع تراث عالمي مكون من بقايا مدينة يونانية رومانية قديمة، ازدهرت المدينة في العصور القديمة ولكن هاجرها أهلها منذ العصور الوسطى، وبدأت أعمال الحفريات بالمنطقة منذ عام 1928 لتكشف عن العديد من مظاهر الحياة اليومية في تلك المدينة، ولأجل الأهمية التاريخية والسياحية حاول المسئولين حماية المنطقة من النهب والسرقة، وفي 2005 أعلنت اليونسكو عن أهمية المنطقة التاريخية ويمكن الوصول لها بسهولة على الطريق المؤدي إلى سارنده، وينصح جميع الخبراء بتخصيص الوقت الكافي لاكتشاف المدينة العتيقة مع مرشد متخصص لشرح روائعها.
يومان في سارنده
سارنده مدينة ساحلية على البحر الأبيض المتوسط وقريبة من ساحل جزيرة كورفو اليونانية، جوها معتدل جدًا مما يجعلها واحدة من أفضل المدن السياحية في ألبانيا لطبيعتها وشواطئها الخلابة بالإضافة إلى معالمها السياحية البارزة، وستقضي بها يومين قبل الانتهاء من رحلتنا في ألبانيا.
اليوم الأول
نبدأه مع منزل أثري يدعى Zekate، وهو عبارة عن برج عثماني مزيج من الطراز الفني التركي والألباني، في الدور الأرضي ستجد مطبخ المنزل بجميع أدوات المائدة التي كانت تستخدم بالفعل، أما الأدوار العلوية فتحتوي على غرف العائلة التي سكنت المنزل وغرفة الاستقبال المغطاة باللوحات الجدارية الفاخرة مع الأرائك المصممة على الطراز البلقاني التقليدي، ثم توجه لأحضان الطبيعة في منتزه العين الزرقاء الوطني أو Blue Eye، وهي بركة أو نبع طبيعي يحتوي على مياه زرقاء صافية بسبب ما تحتويه من معادن غنية جدًا في القاع، أما المنطقة المحيطة فهي تتكون من مساحات خضراء جميلة وأرض صخرية بنية اللون، يمكنك هناك القيام بالعديد من الأنشطة الممتعة للكبار والصغار والحصول على بعض المرطبات والوجبات الخفيفة على رصيف النبع، كما يُقال أن للنبع فوائد صحية على الزوار.
اليوم الثاني والأخير
ستتمكن من زيارة منطقتين خلال اليوم الأخير من رحلتنا في ألبانيا، وتتمتع تلك المناطق بالعبق التاريخي بالإضافة إلى الطبيعة الجميلة، المنطقة الأولى هي متنزه بوترنت الوطني، يعود تاريخ المتنزه إلى العهد اليوناني والروماني ويقع جنوب مدينة سارنده في منطقة إبيروس بالقرب من الحدود اليونانية ويعتبر اليوم موقع من أهم المواقع الأثرية في ألبانيا، يحتوي على غابة صغيرة وبعض الجزر التي يمكن الوصول إليها بالقوارب الشراعية بالإضافة إلى العديد من المناطق الأثرية التي كانت يومًا ما تشكل مدينة ومجتمع متحضر، وننهي جولتنا في البلدة القريبة من سارنده وهي بلدة جيروكاستر، حيث تقع بين جبال جيري ونهر درينو، وهي الشاهد الأكبر على حضارة قديمة منذ القرن الثاني عشر في ألبانيا، بسبب موقعها المميز وقلعتها وكنائسها الأثرية تشكل المنطقة واحدة من أهم معالم الجذب السياحي، وتحكي عن أزمنة وعصور مختلفة مرت على الشعب الألباني عبر المنازل والساحات وبرج الساعة ومخازن الطعام القديمة والمهرجانات الشعبية التي تستضيفها بشكل مستمر، وهذه أفضل نهاية لرحلة شاملة في ألبانيا فخذ وقتك بالتجول والتعرف على المنطقة وروعتها.
بهذا الشكل يمكنك العودة إلى تيرانا في مساء اليوم الأخير لتستعد للذهاب إلى المطار والعودة إلى الوطن، وأنت على يقين بأنك رأيت أفضل ما في ألبانيا من مدن ومناطق أثرية وسياحية وطبيعتها الخلابة، كما سيكون لديك المتسع من الوقت لإضافة أي نشاط ترغب به بشكل خاص مع عائلتك، كما أن هذا المسار غير مكلف إطلاقًا حيث يحتوي على العديد من الأماكن التي لا تحتاج لرسوم دخول، والمطاعم أو الفنادق القريبة توفر خدمات مميزة بأسعار بسيطة، ولذلك سيكون أفضل مسار ممكن لرحلة ممتعة وغير مكلفة في ألبانيا.