في الوقت الذي أصبحت فيه ألبانيا أكثر شعبية مع قدوم العديد من السياح، وافتتاح عمليات الطيران والسفر من وإلى ألبانيا، صارت نوعًا ما معروفة على الصعيد السياحي الأوروبي في السنوات الأخيرة، ولكن على الرغم من ذلك فإنها تظل غير مكتشفة إلى حد كبير بالنسبة للعديد من الناس حول العالم، حيث أن هذه الدولة غير ملوثة تمامًا، كما تحتوي ألبانيا على بعض أفضل الأمثلة على العمارة العثمانية في العالم، بالإضافة إلى الهواء المعتدل الرائع والشواطئ الذهبية بشكل مذهل، وربما يكون أفضل ما في الأمر أن السفر إلى ألبانيا يظل رحلة بأسعار معقولة للغاية، حتى بالمقارنة مع بقية أجزاء شرق أوروبا، لذلك دعونا نلقي نظرة على أفضل المدن لزيارتها داخل ألبانيا.
ريفيرا ألبانيا
في الجنوب الغربي من البلاد هناك ساحل ألبانيا الشهير، والذي يمكن مقارنته بالريفيرا الإيطالية ولكنه أكثر سكونًا وأقل ازدحامًا من حيث عدد المستخدمين والزائرين، هذه الشواطئ تدعو الأشخاص بطبيعتها للذهاب للسباحة أو حمامات الشمس، كما أن الفنادق والمعالم السياحية المبنية حديثًا هناك، تجذب السياح من كل حدب وصوب، هذا بخلاف الريف الطبيعي الغالب على منطقة الريفيرا، وخلف الشواطئ يمكنك العثور على مناظر جبلية في غاية الروعة، وفي هذه الجبال العديد من القرى الرومانسية الصغيرة مختبئة بين ثنايا المرتفعات الجبلية، هذه القري مثالية للرحلات الصغيرة.
وربما تكون الريفييرا الألبانية هي المكان الأكثر شعبية في ألبانيا حيث تتمتع مدن الريفييرا بسمعة متزايدة كمزار موسيقي مهم، لأن تُقام العديد من المهرجانات الموسيقية الدولية هناك، مثل مهرجان (ترتل فيست) ومهرجان (ساوند ويف ألبانيا) كما تستقطب النوادي الليلية الشباب من جميع أنحاء أوروبا، وتعتبر مدينة Himara الساحلية واحدة من أفضل الأماكن التي يمكن زيارتها في ريفييرا ألبانيا، في حين يعتبر شاطئ بورتو باليرمو وشاطئ Llamani وشاطئ Filikuri بعض أرقى المناطق الرملية في أوروبا، في حين يعتبر شاطئ Drymades واحد من أكثر المناطق حيوية وامتلاءً بالسياح.
تيرانا
تيرانا هي عاصمة ألبانيا وتعتبر المركز الاقتصادي والسياسي للبلاد، هناك توجد العديد من المرافق الهامة، على سبيل المثال؛ مبنى البرلمان والحكومة هذا غير أن المدينة أيضا تعتبر موطن لكثير من الأحزاب السياسية الهامة والمؤثرة في الحكومة الألبانية، وتم اعتبار تيرانا عاصمة ألبانيا في عام 1920، ولم تكن كمدينة مهمة جدًا قبل ذلك الوقت، لكنها اليوم صارت علامة سياحية بسبب الهندسة المعمارية الحديثة والمرافق الثقافية التي تتمتع بها، تقع المدينة على نهر يبعد حوالي 30 كيلومتر عن ساحل ألبانيا، وتتميز شوارعها بالمقاهي الصغيرة على جانب الطرق، كما أن تيرانا مليئة بالطاقة معظم الأوقات بسبب زيادة وتركز الكثافة السكانية فيها، هذا بجانب أن المدينة لها سحر خاص بها.
لو أردت أن تتعرف على ثقافة ألبانيا فعليك أن تذهب إلى أحد المتاحف أو إلى قصر الثقافة هناك، أيضًا توجد منطقة سكاندربيرج التي يزينها تمثال الفروسية الشهير، ويشكل هذا المكان مركز المدينة، حيث تنتشر الطرق إلى جميع الاتجاهات من هذه المنطقة، وتستحق العديد من الأماكن السياسية والجامعات والحدائق النباتية والحدائق الحيوانية الزيارة أيضًا، وتُعد أكثر الأماكن زيارة هناك هي مسجد Et’hem Bey مع برج الساعة في تيرانا، هذا بجانب قلعة تيرانا القديمة، والتي يمكن زيارته.
بيرات
تقع بيرات في وسط ألبانيا عند نهر أوسوم، ويُعتقد أنها واحدة من أقدم المدن في البلاد، ومن المعروف أن كنية بيرات المحلية في ألبانيا هي مدينة الألف نافذة بسبب العدد الهائل من النوافذ التي تحمله العمارة الممزوجة بالطابعين العثماني والألباني، الموقع السياحي الرئيسي في بيرات هو القلعة التي يرجع تاريخها إلى القرن الرابع عشر، والتي لا تزال موطنًا لمئات الأشخاص، وتحتوي القلعة على حي يضم العديد من الكنائس والمساجد وهو يستحق المشاهدة.
تُعتبر بيرات من بين أهم المدن الألبانية في زمن الإمبراطورية العثمانية، وقد أضيفت إلى قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو في عام 2008، المنازل البيضاء هي المباني الأقدم والتي تعتبر عامل مهم للحفاظ على المظهر الأصلي للمدينة كما كانت في القديم، في عام 1961، تم انتخاب بيرات على أنها “مدينة المتاحف”، وبالتالي فهي وجهة رائعة لأولئك الذين يحبون التاريخ والثقافة، بسبب توافر العديد من المتاحف التي قد ترى فيها أشياء لم تسمع عنها من قبل عن التاريخ العثماني، تحيط بالمنطقة بعض القرى الصغيرة والريف الجميل والخصب، ويمكنك أن تتمشى في هذا الريف في أي وقت دون أن يضايقك أحد على الإطلاق.
أبولونيا
بجانب مدينة فيير في وسط ألبانيا، تجد هناك أنقاض مدينة قديمة، سُميت باسم الإله أبولون، كانت أبولونيا أكبر وأهم مدينة في العالم القديم، ولا تزال الأنقاض تثير الإعجاب وتظهر قطعة صغيرة من المجد الأصلي لهذه المدينة، يمكن زيارة المكتبات والمعابد والمسارح والمباني الأخرى الموجودة في هذه المدينة التراثية الرائعة، بالإضافة إلى قوس النصر والقصور المهجورة المتناثرة في المدينة، المكان تاريخي ومثير للإعجاب في كل النواحي، أما بالنسبة للطبيعة الموجودة في هذه المدينة، فالمشهد من التلال إلى وسط المدينة يعتبر من أجمل المشاهد التي من الممكن أن تراها في ألبانيا، وبما إن أبولونيا في يوم من الأيام كانت واحدة من أهم المدن في العالم، فهي ضرورية لأي شخص يزور ألبانيا للمرة الأولى، حيث أنها مدينة تقع في قلب ألبانيا، ويسهل الوصول إليها من مدينة فيير، لذلك وجب أن تكون أبولونيا في مسار الرحلة لأي شخص يريد معرفة المزيد عن تاريخ ألبانيا الغني عن قرب.
شكودرا
شكودرا هي مدينة تقع في شمال ألبانيا وخامس أكبر مدينة في ألبانيا من حيث المساحة، تقع على بحيرة سكوتاري عند الحدود بجوار دولة مونتينيغرو التابعة لدول البلقان، تأثرت شكودرا بالعديد من المعارك والفتوحات، سواء من الرومان في فترة الإمبراطورية الرومانية أو من العائلات الأرستقراطية المختلفة، تعتبر المدينة مركز تجاري مهم في ألبانيا، كما أن لديها ثقافة وتراث مميزين مستمرين حتى اليوم، وأهم معلم في مدينة شكودرا هو بقايا قلعة روزافا، حيث تسجل الأسطورة المأساوية أنه تم بناء هذه القلعة من قبل ثلاثة أشقاء، وفي كل ليلة يسقط جزء من جدران القلعة.
في أحد الأيام أخبرهم رجل عجوز أنه يجب أن يقذف أحدهم زوجته من فوق الجدران كتضحية، ثم لن ينهار ويقاوم كل الأعداء، ووافق الأخوة على التضحية بالزوجة التي من شأنها أن تجلب الطعام لهم في اليوم التالي كنوع من أنواع العشوائية في الاختيار، ثم أخبر اثنان من الأخوة زوجتيهما آلا يذهبن لإحضار الطعام في ذلك اليوم، لذلك وصلت الثالثة وحدها في اليوم التالي، وتم إلقائها حسب الأسطورة، يمكن زيارة القلعة بالإضافة إلى الذهاب لمتحف تاريخي يحكي ماضي المدينة، تضم المدينة أيضًا بعض المتاحف الأخرى ومسرح Migjeni الشهير، كما أن سوق المدينة أيضا يستحق الزيارة.
كروجا
هي مدينة ألبانية تبعد حوالي 20 كيلومتر شمال شرق العاصمة تيرانا، تقع على جانب جبال سكاندربرج، أهم مبنى في هذه المدينة هو قلعة كروجا، وتعتبر هذه القلعة حرم وطني للشعب الألباني، كما يوجد هناك متحف سكاندربرج، هذا الحصن يعطي للزوار خلفية عن بطل ألبانيا جورج كاستريوتي سكانديربيرج الذي دافع عن البلاد من الغزو العثماني خلال فترة امتدت لثلاثة عقود، توفر القلعة أيضًا إطلالات مذهلة على البحر الأدرياتيكي، والذي يذكر الزوار بالحرب في هذه المنطقة، أماكن أخرى مهمة بجوار المدينة، مثل قبر “ساري سالتكس” والمتنزه الوطني، وتتميز كروجا بخلفية تاريخية كبيرة ويمكن زيارتها أيضًا في رحلة نهارية من العاصمة تيرانا أو من دوريس، كما تعتبر كروجا موطن للمتحف الإثنوغرافي الوطني.
دوريس
تقع دوريس (بالإيطالية (Duracco على بعد 38 كيلومتر غرب تيرانا، مكان الاهتمام الرئيسي هنا هو البلدة القديمة التي أسسها اليونانيون في وقت مبكر من العام 627 قبل الميلاد، وبقيت الآثار والتحصينات الرومانية هنا، خلال عدة قرون كان دوريس أكبر ميناء للبحر الأدرياتيكي، عبر طريق إجناتيا بدأ طريق الحجاج إلى مدينة القسطنطينية، عاصمة بيزنطة، أطلال القلاع البيزنطية والبندقية بقيت على قيد الحياة حتى هذه الأيام، هنا يمكنك رؤية سور القرون الوسطى المتصل ببرج البندقية (من القرن الثاني) والمدرج، وتم العثور على سرداب من الفترة المسيحية في وقت مبكر مع جدار الفسيفساء من جمال نادر على أراضي المدرج، ولا يزال المدرج نفسه معلمًا للبلدة لا يزال يبدو رائعًا إلى حد ما، يرتفع بشكل مهيب داخل أسوار القلعة على منحدر التل الذي أحرقته أشعة الشمس.
جيروكاسترا
يقع متحف جيروكاسترا على بعد 120 كيلومتر جنوب العاصمة تيرانا، كان هذا المتحف الرائع المبني على منحدرات جبلية فوق نهر درين معروفًا منذ القرن الثالث عشر، ولكن في عام 1417 بعد أن تم الاستيلاء على هذه البلدة من قبل الأتراك، انخفضت عملية السكن فيها بشكل تدريجي، وعلى الرغم من ذلك، في القرن السابع عشر ومع تطور الخلافة العثمانية، تحولت هذه المدينة إلى مدينة تجارية أو مجموعة بازارات يمكن للمرء أن يشتري منها المطرزات الأنيقة، والحرير والجبن الألباني الأبيض الشهير حتى في أيامنا هذه، أيضًا النصب التذكاري لمنطقة ميمد، الذي بُني في القرن العشرين تكريمًا لقيامة التعليم الألباني وهو نصب يطل على مسجد يدعى بازار، موجود في الجزء المركزي من المدينة، في الوقت الحاضر يوجد متحف الأسلحة هناك، وبالإضافة إلى ذلك، سيكون من المثير رؤية مسجد ميقاتي والحمامات التركية القديمة ومتحف حركة التحرير الوطني والمتحف الإثنوغرافي، وبقايا التحصينات الرومانية، أيضاً يمكنك رؤية جدران القلعة التي بنيت في العهد العثماني، وبوابة البازار، والمسجد الملكي (من القرن الخامس عشر)، والكنيسة الكاثوليكية، وكنيسة القديسة مريم الأرثوذكسية، ومتحف حرب بارتيزان.
كوكس
تقع كوكس على بعد 100 كيلومتر في الشمال الشرقي من العاصمة تيرانا، تقع على مرتفع فيرز الجبلي الخلاب، قمة الجبل أقل بقليل من قمة جبل غاليكا حيث ترتفع المدينة تقريبًا 2486 متر فوق مستوى سطح البحر، في منتصف القرن العشرين، عندما تم بناء محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية في هذا المكان، تم نقل شركة كوكس التي سُميت المدينة باسمها بعيداً، الآن هي مدينة صغيرة لطيفة جداً تستحق قضاء يوم أو يومين، لتستمتع هناك بالمناظر الطبيعية الجميلة لخزان محصور بين المنحدرات الجبلية الحادة وتأخذ نفساً من الهواء الجبلي النظيف والخضرة التي تنمو على المنحدرات والحيوانات الأليفة مثل الماعز الجبلي المرح، كلها مشاهد جميلة تجعلك تفكر بالاستقرار لمدة طويلة في هذا المكان بسبب انعزاله السلمي والجميل عن زحام العالم، كما يعتبر فندق Tourizem المحلي هو أحد أكثر الفنادق شهرة، كما تشتهر أيضًا المدينة بمطاعمها التي تقدم الطهي اللذيذ.
بوترينت
تعتبر أنقاض بوترينت القديمة لؤلؤة أدرياتيكيه حقيقية، حيث ادعى الشاعر فيرجيل أن هذه المستوطنة تم تأسيسها عن طريق طروادة، ولكن على الرغم من أن هذه المنطقة تم استكشافها بدقة، وعلى الرغم من عدم وجود دليل على هذه الحقيقة، لا يزال الناس المحليين يعتقدون أنهم من نسل تروي المجيد، خلال القرون طويلة الأمد كانت بوترينت مدينة تجارية كبيرة محصنة بتحصينات صلبة، كان هناك أيضا بيوت ترفيهية للأشخاص الكبار المحليين، كما أن هناك أطلال من المسرح القديم الذي بُني منذ القرن الثالث قبل الميلاد.
في ضواحي الغابة الكثيفة يمكن للمرء أن يرى الطرق المحلية المزينة بالفسيفساء الهندسية الأصلية والجدران المنقوشة باللغة اليونانية القديمة التي يرجع تاريخها إلى القرن السادس قبل الميلاد، كل هذه الأشياء مزينة بصور فريدة من الفسيفساء للحيوانات والطيور، كما أن (حصن الشكل الثلاثي) الذي بُني في القرن التاسع عشر من قبل القائد العسكري علي باشا تيبيلينا يأخذ قطعة كبيرة من الأرض في محيط بوترينت، ويمكن للمرء أن يرى هناك مبنى النيمفيوم، ومعبد إسكولابيا، من الجدير أيضًا زيارة منتجع كساميل الذي لا يبعد كثيرًا عن بوترينت وتحيط به مزارع أشجار الحمضيات وغابات الزيتون.