مما لا شك فيه أن التخطيط لرحلة السفر إلى النرويج، أو أي مكان في العالم عمومًا، يتضمن وضع هيكل أو مسار لهذه الرحلة، وذلك المسار سوف يشمل بالطبع أهم الأماكن المطلوب زيارتها وكيفية التمتع أثناء التواجد في مثل هذه الأماكن، وفيما يتعلق بالنرويج فإن المدن الكثيرة قادرة على منحنا مسارًا كبيرًا أيضًا، لكننا فقط سنكتفي بالتعرض لأهم ثلاث مدن أو مناطق يُمكن زيارتهم في ثلاث أيام فقط، وهو الوقت الذي سنقوم بتحديده كمدة لهذا المسار، والآن لنبدأ سريعًا مع اليوم الأول من مسارنا إلى النرويج، فأين يُمكننا قضاء هذا اليوم لا تُرى؟

اليوم الأول

طبعًا جميعنا يعرف أنه مع بداية اليوم الأول من مسارنا من المفترض أننا سنكون قد قمنا بحجز الفنادق التي سنُقيم فيها مسبقًا من خلال خدمة الحجز عبر الإنترنت، وذلك حتى نوفر الوقت والجهد، بعد ذلك سنتوجه مباشرةً إلى أول مدينة قد قررنا الإقامة فيها خلال وقت الرحلة، والحديث هنا عن مدينة بودو، والتي ربما لم يسمح بها البعض من قبل ولا يعتقدون أصلًا أنها ضمن المدن الهامة في النرويج، لكنها في الحقيقة تُعتبر من أهم المدن السياحية على الإطلاق، وكونها مدينة سياحية لم يأتي أبدًا من فراغ، وإنما كانت هناك أسباب دعت إلى ذلك، أسباب تتمثل غالبًا في أماكن سياحية بارزة يُمكننا استخدامها في مسارنا، والبداية ستكون مع مطاعم ومقاهي هذه المدينة الصغيرة التي لا تستحق أن تُفوت، إذ أنها تمتلك أجود كمية من أماكن الطعام والشراب في النرويج بالكامل، ولأنها مدينة صغيرة فمن الممكن جدًا مُطالعة كل هذه الأماكن سيرًا على الأقدام واستغلال ذلك في رؤية المدينة بشكل كامل، بعد ذلك سوف نُكمل جولتنا في المدينة من خلال زيارة متحف النرويج للطيران، وهو مكان يحتوي بداخله على كل شيء يتعلق بمجال الطيران بشكل عام، ثم بعد ذلك سنقوم بزيارة كنيسة بودن التي تُعتبر من أهم كنائس النرويج، كما سنمر أيضًا بمنارة بودو، وهي مكان جاذب جدًا يُمكن من خلال رؤية المدينة بأكملها ولن ننسى طبعًا زيارة المنتزه الرئيسي في المدينة والذي يُعتبر من المنتزهات المميزة للغاية في النرويج إجمالًا، لكن هل هذا كل شيء في مسارنا داخل مدينة بودو الجميلة؟ الإجابة بكل تأكيد لا.

الأماكن البارزة والجاذبة في بودو تشمل كذلك حديقة حيوانات المدينة والحديقة المائية الموجودة بالقرب من البحيرة الكبرى وهناك كذلك شاطئ يُمكن التمتع بالاستجمام بها لفترة من الوقت ولن ننسى زيارة أكبر مول في المدينة أو أحد أهم مولات النرويج عمومًا، مول السحاب العملاق، وهو يحتوي بداخله على أكثر من مئة وستين ماركة ويُمكن استغلاله في القيام بجولة تسويقية رائعة، وأخيرًا فإن عشاق النوادي الليلية سوف يجدون غايتهم كذلك داخل هذه المدينة في صورة مجموعة من أفخم النوادي الليلية في النرويج، لكن في الحقيقة لا يُنصح تمامًا بمثل هذه الأماكن لكونها ملاذ غير آمن، خاصةً وأننا نتحدث عن توقيت مُتأخر في بلد أجنبية عنك، كما أنك مُطالب بالنوم باكرًا من أجل الاستعداد الجيد لليوم التالي.

اليوم الثاني

في اليوم الثاني من مسارنا سوف نقصد أيضًا واحدة من المدن الغير شهيرة لكنها تحظى بمكانة سياحية كبيرة، والحديث هنا عن مدينة هالدن الجميلة والتي لا يزيد عدد سكانها عن الثلاثين ألف نسمة، وربما إذا قلنا لكم أن هذه المدينة مقر المفاعلات النووية والتكنولوجيا في النرويج فسوف تظنون أننا نتحدث عن مدينة فقيرة جدًا من الناحية السياحية، لكن الواقع يقول أن هالدن مدينة سياحية بامتياز، ولولا أنها لم تحظى بنفس القدر من الشهرة الذي حظيت به أوسلو لكان للمدينة الآن وضع آخر مُختلف تمامًا، على العموم، المدينة تعج كما ذكرنا بالأماكن السياحية المُختلفة التي يُمكننا استخدامها في اليوم الثاني من مسارنا، وبداية المسار سوف تكون مع زيارة بحيرة فيمس جوين، وهي بُحيرة شهيرة هناك تُعد من أهم الأماكن الطبيعية، وبالطبع سوف تكون في حاجة ماسة لزيارة أماكن من هذه النوعية أثناء هذا المسار، وبعد ذلك سوف نتوجه إلى غرينسن، وهي مدينة ترفيه وملاهي تُعد الأشهر بهذا الصدد في النرويج، وإذا كنت قد قررت اصطحاب الأطفال معك فإن زيارة هذه المدينة أمر شبه مفروغ منها، وبعد ذلك سوف ننطلق إلى منطقة النائمين، وهي منطقة تُعرف بكونها مزار سياحي بامتياز نظرًا لما يمتلكه بداخله من قطع أثرية، وبما أننا قد تحدثنا عن الآثار فبالطبع لن نفوت زيارة متحف مدينة هالدن الذي يُرسخ لتاريخ المدينة والدولة بالكامل، وإلى هنا قد يظن البعض أن الزيارة قد انتهت، لكنها في الحقيقة سوف تبدأ للتو، وتحديدًا مع زيارة قلعة فريدريكستن.

زيارة قلعة فريدريكستن بلا شك تُعد النشاط الأبرز والنقطة الأهم في هذا المسار، إذ أننا نتحدث عن قلعة ومجمع سياحي كامل في ذات التوقيت، وهذا الأمر سوف يتضح بشدة مع دخول القلعة ورؤية العبق الذي ينبع منها، ثم بعد ذلك زيارة الأماكن المحيطة القريبة منها أو المُلحقة بها، والحديث هنا عن أشياء كثيرة مثل متحف فريدريكستن وحديقة فريدريكستن وأيضًا ملاهي وفندق فريدريكستن، وكما هو واضح فإن هذه الأماكن وحدها مع القلعة تصلح لقضاء اليوم بأكمله فيها، لكننا سنُخصص فقط النصف الثاني من اليوم، والذي سنحاول طبعًا الانتهاء منه قبل حلول الساعة الثانية عشر صباحًا، فمنذ ذلك التوقيت سوف يبدأ الاستعداد لبداية اليوم الثالث والأخير من مسار رحلتنا.

اليوم الثالث

الآن نصل سريعًا إلى اليوم الثالث والأخير من مسارنا الذي نقوم به في دولة سياحية كبرى مثل النرويج، وهذه المرة أيضًا سوف نقوم بزيارة مدينة أو منطقة ربما لا تحظى بشهرة كبيرة لكنها مدينة سياحية بامتياز بلا أدنى شك، والحديث الآن عن مدينة موس، وهي تلك المدينة التي بدأت كبلدية صغيرة في نهاية القرن التاسع عشر ثم في منتصف القرن العشرين تحولت إلى مدينة عادية وأصبحت في غضون سنوات قليلة أحد المدن الهامة في النرويج، على الأقل من الناحية السياحية، فبداخلها يُمكننا زيارة الكثير من الأماكن التي ستُسهم في زيادة المتعة بمسارنا، والبداية ستكون مثلًا مع خليج أوسلو الذي يأخذ اسم العاصمة النرويجية على الرغم من تواجده أصلًا في موس، فهو خليج كبير يُمكنك قضاء عطلة الصيف به، وإذا كنت ستستخدمه في يوم واحد فقط كما نفعل في مسارنا الآن فهو مليء طبعًا بالمناظر الطبيعية المُدهشة التي لا تستحق التفويت، أيضًا بمناسبة الأماكن الطبيعة لن ننسى في هذا اليوم زيارة بحيرة فانسجو التي تُعتبر من أهم البحيرات الموجودة بالدولة، وهناك أيضًا مقبرة تل بري إذا كنت تريد زيارة مزار سياحي عتيق، وكذلك المنتزهات سوف يكون لها نصيب في هذا اليوم من خلال زيارة منتزه نيسبركن، لكن هل هذا كل شيء يُمكن الاستمتاع به في موس؟

المتاحف بكل تأكيد يجب أن يكون لها نصيب من زيارتنا، ولهذا سوف نقوم بزيارة متحف ميدغارد التاريخي، وأيضًا متحف التاريخ المحلي ومحمية موس الطبيعية، هذا طبعًا بالإضافة إلى حديقة حيوانات موس، وأخيرًا يُمكننا ختام الزيارة من خلال الذهاب إلى بعض المقاهي والمطاعم الموجودة في المكان، حتى فنادق موس سوف تكون كذلك على قدر عالٍ من الجودة، ببساطة، إنها زيارة لا يُمكن تفويتها أبدًا ومدينة من المدن الجميلة تمامًا مثلما هو الحال مع بقية المدن التي تحدثنا عنها في هذا المسار الذي امتد لثلاثة أيام كاملة، ثلاثة أيام من المتعة الخالصة.

طبعًا عزيزي السائح هذه الأماكن التي قمنا بذكرها الآن في هذا المسار لا تُعبر عن كل الأماكن السياحية التي يجب زيارتها في النرويج، فالمسار مُحدد بأيام، وبالتالي نجده مُحدد كذلك بأماكن، لكن على العموم كل شخص يمتلك رؤية خاصة ويُمكنه إضافة أو حذف بعض الأماكن حسبما يرى، المهم في النهاية ألا يتم تفويت زيارة النرويج ومدنها.