بلا شك موارد السفر من أهم الأشياء التي يحتاج السائح إلى التعرف عليها جيدًا قبل القيام برحلة السفر مهما كان المكان الذي سيُريد هذا السائح الذهاب إليه، ففي النهاية تبقى بعض الأمور والموارد محل شك من السائح، والحديث هنا عن موارد كثيرة منها حالة دور العبادة وحالة الخدمات التي يتم تقديمها داخل هذه البلد وحالة الواي فاي والعطلات وأمور كثيرة أخرى لا تقل أهمية عما سبق ذكره، لذلك، في السطور القليلة المُقبلة سوف نحاول الإجابة على أهم هذه الموارد إجابة شافية كافية، والبداية ستكون مع الشيء الأهم على الإطلاق والأكثر طلبًا من قِبل السياح، حالة دور العبادة، فما الذي يُمكننا قوله عن دور العبادة في النرويج يا تُرى؟ السطور القادمة تحمل الإجابة.
س: ما هي حالة دور العبادة في النرويج؟
ج: بلا أدنى شك يكون السائح في حاجة ماسة قبل القيام برحلة السفر إلى التعرف على أهم التفاصيل المتعلقة بالحالة الدينية، فالدين هو الرابط الثابت لدى أي شخص في هذا العالم مهما كانت ديانته، وبما أننا نوجه حديثنا إلى السياح في الشرق الأوسط والوطن العربي فمن الطبيعي أن يشغلهم وجود المساجد في دولة النرويج، ولن نبالغ ونقول أنها تحظى بوجود كبير، إذ أن نسبة المسلمين في هذه البلد صغيرة بالأساس، والقاعدة تقول أنه على قدر نسبة السكان تتواجد دور العبادة الخاصة بكل ديانة، عمومًا، يُمكننا الجذم بوجود مسجد واحد كبير داخل كل مدينة، هذا بالإضافة إلى بعض الزوايا الصغيرة، أما بالنسبة للشق الثاني المتعلق بهذا السؤال، وهو الذي يكون عن التزمت أو التعنت الديني، فلا تقلقوا تمامًا بهذا الصدد، إذ أن النرويج من الدول التي لا تشهد أي صراع ديني بداخلها، صحيح أنه من الممكن جدًا أن تكون هناك بعض النظرات المتعجبة في حالة ارتداء النقاب أو الجلباب الإسلامي، لكن هذه النظرات لا تعدو كونها مجرد نظرات تعجبية عادية، أما بالنسبة للعنف والصراع الديني ومثل هذه الأمور فهي غير موجودة بالمرة.
بالنسبة للعرب الذين ينتمون إلى الديانة المسيحية فهؤلاء بالتأكيد لا قلق عليهم من دور العبادة، إذ أن النرويج فالأساس دولة مسيحية، بل إن أبرز الأماكن السياحية الموجودة بها عبارة عن كنائس وكاتدرائيات، والحقيقة أنه لا داعي للقلق أبدًا بأي شكل من الأشكال لأنها في حالة عدم وجود دور العبادة الإسلامية مثلًا فإن الشرع يُبيح للشخص الصلاة في مكانه مهما كان هذا المكان، وهذا الأمر بالتأكيد ليس هناك أسهل منه، حتى أن أغلب الفنادق الآن باتت تمتلك دور عبادة مُلحقة بها، لذلك لا داعي للقلق أبدًا كما ذكرنا.
س: ما هي حالة خدمة الواي فاي والإنترنت في النرويج؟
ج: أصبح الإنترنت الآن أشبه بالماء والهواء بالنسبة لعدد كبير جدًا من البشر، الناس باتوا شبه متأكدين أن حياتهم لن تكتمل أصلًا إلى بوجود هذه الخدمة، ولذلك تراهم يهتمون بها أشد اهتمام، وبالنسبة لدولة النرويج فإنه لا داعي للقلق أبدًا وبأي شكل من الأشكال، فخدمة الإنترنت هناك ليس مجرد خدمة متوفرة بصورة عادية، بل إنها متوفرة بجودة كبيرة، وطبعًا هذا الأمر منطقي تمامًا بالنسبة لدولة تقع في قلب أوروبا، على العموم، منذ اللحظة الأولى التي ستضع فيها قدمك داخل النرويج سوف يكون بإمكانك التمتع بخدمة الإنترنت، ففي البداية هناك كروت إنترنت توزع في المطارات، وهي كروت بسعة تحميل واستهلاك مُعينة، أما عندما تذهب إلى الفندق أو مكان الإقامة فسوف تجد هذه الخدمة بانتظارك أيضًا، ناهيك عن خطوط المترو وأماكن انتظار الحافلات، حتى الأماكن السياحية التي ستقوم بزيارتها سوف تحتوي كذلك على خدمة الإنترنت، لذلك لا داعي أبدًا للقلق، وإذا كنت ستمنح هذه الخدمة تقييمًا مُعينًا فمن المؤكد أنها سوف تحصل في النرويج على أعلى درجات التقييم، لذلك إذا عزمت على السفر إلى النرويج فكن على يقين من جودة الإنترنت هناك.
س: ما هي الأماكن الآمنة والخطرة في النرويج؟
ج: بلا شك من ضمن الأسئلة التي تحظى باهتمام كبير للغاية هي تلك الأسئلة التي تتعلق بالأمان والخطر، ففي النهاية، السائح عندما يذهب إلى مكانٍ ما فإنه يفعل ذلك من أجل المتعة ولا يُريد أبدًا أن يفقد حياته بسبب عدم الاستقرار أو سوء الأحوال الأمنية في البلد التي سيذهب إليها، فمع الأسف من المستحيل أن يُفكر أي سائح الآن في الذهاب إلى سوريا مثلًا على الرغم من أنها تعج بالأماكن السياحية المميزة، وذلك بسبب حالة الفوضى والحرب والدمار التي تتواجد بها الآن، أما بالنسبة للسؤال عن النرويج تحديدًا فليس هناك أي داعٍ للقلق من الأحوال الأمنية هناك، إذ أن النرويج بطبيعتها بلد هادئة تنعم بالاستقرار منذ زمنٍ طويل، لكن هذا لا يمنع من تواجد البشر بها، وما دام البشر متواجدون فإن حوادث السرقة والخطر بشكل عام سوف يكون موجود، وإن كان هذا يُقابله في نهاية المطاف الحالة الأمنية الجيدة للنرويج، وهي تلك الحالة التي تفرضها الحكومة النرويجية بسبب قوتها، لكن هل هذا كل شيء يُمكننا قوله عن الأمان والخطر في النرويج؟
بالطبع لا، فهناك قاعدة شبه عامة تسري على كافة البلدان، هذه القاعدة تقول أن كل مكان تكثر فيه الأقدام ويزوره الناس هو مكان آمن، ويُفضل أن يكون الذهاب إليه في النهار أو الساعات الأولى من الليل، أما تلك الأماكن التي يقل الذهاب إليها وتكون مهجورة بالمعنى الأدق فهي بالتأكيد بيئة مناسبة جدًا للصوص والمجرمين، لذلك فمن الأفضل عدم الذهاب إليها، وخاصةً إذا كانت الزيارة في الساعات الأخيرة من الليل، وعمومًا، لا يُفضل أبدًا زيارة الحانات وأماكن السكر لأنها وكر لكل ما هو السيئ، والحديث هنا للسائح العربي المسلم تحديدًا، كما أن الأماكن السياحية تكون شديدة التأمين أصلًا.
س: ما هي مواعيد عمل الصيدليات والبنوك والمتاجر في النرويج؟
ج: طبعًا لا خلاف على أهمية الصيدليات والبنوك والمتاجر في حياة أي شخص، فما بالكم بذلك الشخص الذي يذهب إلى مكان غريب عنه ولا يعرف ما الذي ينتظره فيه، إذ أنه مُطالب بالتأكيد بالتعرف على مواعيد عمل تلك المؤسسات كي يتمكن من مواكبة الحياة هناك، وبالنسبة للنرويج، وبوصفها بلد أوروبية في المقام الأول، نجد أنه من المؤكد التزام تلك البلد بالمواعيد الأوروبية في الافتتاح والإغلاق، فمثلًا بالنسبة للبنوك فإنها بطبيعة الحال مُلتزمة بالفتح في الثامنة أو التاسعة صباحًا على أقصى تقدير، أما الإغلاق فيحدث في الساعة الثانية ظهرًا أو الثالثة على أقصى تقدير، وبالنسبة للمتاجر، وهي التي تبيع السلع الرئيسية المستخدمة في الطعام والشراب، فهي أيضًا تلتزم بمواعيد مُحددة على الأغلب، تلك المواعيد تنتهي في العاشرة مساءً أو الثانية عشر صباحًا، بينما فئة نادرة جدًا من المتاجر لا تُغلق أبوابها، وهذا هو الحال كذلك مع الصيدليات، وإن كنا سنرجح كِفة مكان على آخر فإن الصيدليات بلا شك هي المكان الذي يجب أن يكون متوفرًا طوال اليوم نظرًا لأهميته الشديدة، على العموم، مواعيد عمل الصيدليات تنتهي في الحادية عشر مساءً في المجمل، وفي بعض الصيدليات قد يحدث التأخير أو لا يتم الإغلاق من الأساس، وإنما يتم استخدام نظام الورديات.
س: ما هي أهم العطلات الرسمية في النرويج؟
ج: ننتقل الآن إلى شيء هام يشغل البعض أيضًا، والحديث هنا عن العطلات الرسمية الموجودة في النرويج، فالسائح عندما يذهب إلى مكانٍ ما فإنه يُريد التأكد أولًا من عدم تعطل هذا المكان وتسببه في تضييع وقت كبير من الرحلة دون طائل، والحديث هنا تحديدًا عن يومي السبت والأحد، فهذين اليومين في النرويج يشهدان عطله شبه كاملة لكل المؤسسات والجهات الموجودة بالبلاد، بما في ذلك الجهات الهامة مثل البنوك، أضف إلى هذين اليومين الأيام الأخرى التي تُعتبر عطلات بسبب المناسبات التي وقعت فيها، أو بمعنى أدق، بسبب مواكبتها لحدث ما يتم الاحتفال به، والواقع أن مثل هذه الأيام تشهد تعطل الأماكن الرسمية فقط، أما أماكن الترفيه فلا تتعطل وتعمل بدوام كامل وطاقة أكبر من الطبيعي، لذلك عزيزي السائح إذا كنت ستسافر إلى النرويج في يوم من الأيام فلا تخشى أبدًا من تعطل رحلتك السياحية سوى في يومين فقط، هما السبت والأحد، وخاصةً يوم الأحد الذي يُطلق عليه في أوروبا اسم اليوم الممل، فهو يكاد لا يمضي بالأساس.
س: ما هي حالة خدمتيّ البريد والطوارئ في النرويج؟
ج: لا نزال مع الخدمات الهامة التي يحتاج إليها السائح خلال فترة رحلته ويعتبرها من ضمن الموارد الرئيسية في هذه الرحلة، والحديث هنا عن خدمتين في غاية الضرورة، وهما البريد والطوارئ، فبالنسبة للبريد نجد أن العالم الآن لم يعد في حاجة إلى البريد الورقي من الأساس بسبب البريد الإلكتروني الذي طغى عليه تمامًا، لكن هذا لا يمنع من حاجتنا إلى بريد الشحنات أو الطرود، وهو النوع الثاني من البريد، نوع ربما يجهل به الكثيرين لكنه مهم جدًا في نقل وإرسال الأشياء من وإلى البلد التي نتواجد فيها، وبما أننا نتحدث عن دولة النرويج فلا داعي للقلق أبدًا من مستوى خدمة البريد في هذه البلد الأوروبية الهامة، إذ أن سرعة إرسال واستقبال الطرود سرعة مناسبة للغاية، كما يُمكنك اللجوء إلى شركات الشحن المُتخصصة في مثل هذه الأغراض إذا لم تكن في حاجة إلى التعامل مع خدمة البريد من الأساس، وبالنسبة للبريد الورقي، وعلى الرغم من اندثاره في العالم بأكمله، إلا أن هذا لا يمنع من وجود بعض صناديق البريد على رأس الشوارع الرئيسية في المدن الرئيسية بالنرويج، وهي تأخذ اللون الأخضر والفضي في بعض الأحيان.
الخدمة الثانية التي يسأل عنها السائح ويعتبرها من أهم موارد السفر هي خدمة الطوارئ، فالسائح يُريد الاطمئنان بكل تأكيد على ما سيحدث له إذا ما تعرض لأي مشكلة من هذه النوعية، والحديث هنا الآن عن خدمات الإسعاف والشرطة والمطافئ، وهنا نجد أنكم لستم في حاجة للقلق أبدًا من توافر مثل هذه الخدمات في النرويج ومستواها، إذ أن الطوارئ هناك تحظى باهتمام كبير نظرًا لأهميته الكبرى في إنقاذ حيوات البشر التي تُعتبر الشيء الأهم على الإطلاق بالنسبة للمسئولين هناك، وعلى العموم، يُمكنك استخدام الرقم الدولي المُخصص لهذه الخدمة في حالة الحاجة لها، وهو 112.
طبعًا كل هذه الموارد التي تحدثنا عنها في السطور الماضية لا تُعبر عن كل موارد السفر الخاصة بالنرويج، وإنما هي فقط تتعلق بأهم الموارد والأكثر حاجةً إليها، وإن كان يُمكنك، من خلال قراءة ما بين السطور الماضية، أن تستخرجوا إجابات لأسئلة أخرى كثيرة تدور في أذهانكم فيما يتعلق بموارد السفر التي ستحتاجون إلى معرفتها قبل رحلة النرويج.