مما لا شك فيه أن وجود المناطق السياحية الجاذبة في النرويج وجود طاغي جدًا وعظيم، فلو لم تكن النرويج هي التي تعج بمثل هذه المناطق فأي بلد أخرى يا تُرى سوف تمتلكها؟ بالطبع الإجابة صعبة للغاية، لكن بعيدًا عن ذلك فإن تناول كل الأماكن الجاذبة الموجودة في النرويج أمر صعب كذلك، ولهذا فإننا سوف نحاول في السطور القادمة التقليل من صعوبة هذا الأمر من خلال تناول أبرز المدن السياحية الموجودة في النرويج مع المرور السريع على المناطق الجاذبة بهما، والبداية ستكون مع مدينة في غاية الأهمية ولا يُشق لها غبار، مدينة أوسلو، فما الذي يُمكننا قوله عنها يا تُرى؟

أوسلو، مدينة التلال والمعالم السياحية المتميزة

تُعتبر مدينة أوسلو من أهم المدن السياحية الموجودة في النرويج وأوروبا بالكامل، فالسائح الذي سيُقرر يومًا ما الذهاب في جولة سياحية إلى أوروبا ومدنها سوف يضع بالتأكيد مدينة أوسلو ضمن الخيارات الخاصة به والأماكن التي لا يجب عليه أبدًا تفويت زيارتها، وهذا على الرغم من أن دولة النرويج أصلًا ليست بتلك الأهمية الكبرى بين دول أوروبا، إذا أنها ليست من الدول ذات تصنيف الفئة الأولى هناك، ولمن لا يعرف فإن أوسلو موجودة في الجنوب الشرقي من النرويج، وتحديدًا الجزء الساحلي، أي تقريبًا المنطقة الأهم والأبرز هناك، وهذا ما أكسبها أجواء مناخية رائعة ومتميزة، لكن الأجواء وحدها ليست كافية، إذ أن الطبيعة الجغرافية للمدينة كانت سببًا كذلك في عملية الرواج التي تحظى بها، إذ أنه ثمة الكثير من التضاريس المختلفة كالتلال والجبال والمناطق الجاذبة بطبيعتها كالبحيرات والأنهار والحدائق، وكلها أماكن من شأنها أن تُعلي من عملية الجذب، لكنها بالتأكيد لا تُمثل كل العوامل التي تُسهم في ذلك الجذب، إذ أنه ثمة مناطق سياحية أخرى هامة كان لها دور كبير في أن تُصبح مدينة أوسلو أحد أهم مدن أوروبا وأكثرها جذبًا للسياح، فما هي يا تُرى أهم هذه الأماكن؟ السطور القادمة ستوضح ذلك، والبداية ستكون مع حديقة فيجلاند.

حديقة فيجلاند

في الحقيقة تُعد حديقة فيجلاند مكان مُختلف تمامًا عن كافة الأماكن التي ستقوم بزيارتها وتكون تابعة لنفس النوعية من الأماكن، والحديث هنا عن الحدائق تحديدًا، فإذا قلنا مُصطلح الحديقة سوف يتخيل البعض مساحة خضراء كبيرة مليئة بالأشجار والنخيل وأشياء من هذا القبيل، لكن الواقع أن حديقة فيجلاند التي نتحدث عنها ليست سوى حديقة من المنحوتات، أجل كما سمعتم تمامًا، إنه مكان يجمع أشهر المنحوتات العالمية بمختلف أنواعها، أضف إلى ذلك أنها المكان الأكبر في العالم من حيث الجمع بين المنحوتات التي قام بصنعها فنان واحد فقط، وكما هو واضح من اسم الحديقة فإننا نتحدث عن منحوتات الفنان العالمي غوستاف فيجلاند، لذلك سيكون من المبهر بالنسبة لكم زيارة هذه الحديقة التي تُعتبر بلا شك أحد أهم الأماكن الجاذبة الموجودة في مدينة أوسلو النرويجية وأوروبا بشكلٍ عام.

متحف الفايكنج

كما هو واضح من الاسم فإن هذا المتحف الهام يضم بداخله تلك الأشياء القديمة التي تتعلق بحضارة الفايكنج العظيمة، تلك الحضارة التي مر عليها سنين طويلة ولا تزال تُعتبر من أهم الحضارات التي مرت بالبشرية وأكثرها غرابة في نفس الوقت، على العموم، تم افتتاح المتحف في القرن المُنصرم وكان قوامه الأساسي سفينة الفايكنج القديمة، ثم بعد ذلك بدأ ضم كافة الآثار الخاصة بهذه الحضارة لتُصبح فيما بعد جزء أصيل من متهم هام جدًا من متاحف أوسلو، وبالتالي ليس من المنطقي أبدًا أن يتم زيارة هذه المدينة دون المرور بهذا المتحف، وبالمناسبة، هذا المتحف هو الوحيد في العالم من حيث ضم متعلقات الفايكنج القديمة، أي أنه متحف بارز ومميز ونادر في نفس الوقت.

قلعة آكيرشوس

لا نزال مع الأماكن الجاذبة سياحيًا الموجودة في مدينة أوسلو النرويجية، والحديث هذه المرة ينتقل بنا إلى قلعة آكيرشوس التي تُعتبر من أكبر وأقدم وأهم القلاع الموجودة في النرويج وأوروبا بشكلٍ عام، إذا أنها تتبع حضارة الفايكنج وكانت تُستخدم قديمًا في الدفاع عن أوسلو، ثم بعد ذلك استخدمت كمقر للملوك والأمراء ثم أصبحت الآن أحد أهم المعالم السياحية الجاذبة، وعلى الرغم من أن القلعة قد مر على تواجدها فترة طويلة جدًا إلا أنه حتى الآن لم يتم العبث فيها ولا تزال كما هي تحتفظ بنفس رائحة العبق القديمة، لذلك يُنصح بزيارة هذه القلعة حال التواجد في أوسلو.

دار الأوبرا

من الطبيعي أن يحدث الاهتمام الكبير بالفن من قِبل النرويج، ومن الطبيعي كذلك أن يظهر ذلك الاهتمام في صورة بعض معالم الجذب السياحية المميزة في هذه البلد، وقد كانت مدينة أوسلو صاحبة النصيب الأكبر من هذا الاهتمام بالفن، وذلك من خلال وجود بعض الأبنية التي على رأسها دار الأوبرا التي تُعتبر من أكبر الدور المتُخصصة في فن الأوبرا بالعالم بأكمله وليس فقط النرويج أو أوروبا، فمساحة هذه الدار حوالي خمسة آلاف شخص، لكنها أيضًا تمتلك بعض المرافق الجاذبة بداخلها بخلاف قاعة العرض، وهذا ما أكسبها أهمية كبرى وجعلها من أهم الأماكن السياحية الجاذبة في أوسلو، لذلك إذا كنت في هذه المدينة فلا تُفكر مجرد التفكير في تفويت فرصة زيارة هذه الدار.

دار نوبل للسلام

لا نزال مع الأماكن الجاذبة سياحيًا في مدينة أوسلو النرويجية وهذه المرة الحديث ينتقل إلى دار نوبل للسلام، فهذه الدار، كما هو واضح من اسمها، تتعلق بجائزة نوبل، وبالتالي بداخلها تحدث الكثير من الفاعليات والأنشطة المتعلقة بهذا الصدد، إذ أنه يتم تسليم جائزة نوبل هناك والاحتفاء كذلك بالفائزين مع وجود معلومات مفصلة عن ألفريد نوبل وجائزة نوبل بشكل عام، في الحقيقة الدار تُشبه في تكوينها كثيرًا المتحف وكذلك تتشابه معه في الوظيفة، وهذا ما أكسبها أهمية كبرى وجعلها من أهم الأماكن السياحية الجاذبة التي لا يجب تفويتها أبدًا حال التواجد في مدينة أوسلو.

متحف الفن الحديث

الاهتمام بالفن في النرويج أمر مفروغ منه، كل ما هنالك أن البعض قد يبحث عن أدلة وبراهين على ذلك الاهتمام، وفي هذه الحالة فإن متحف الفن الحديث الموجود في أوسلو سوف يُبرهن على ذلك الأمر، فذلك المتحف يُعتبر من أهم متاحف الفن في أوروبا ويضم بداخلها قطع أثرية لكثير من الفنون، كما أن تاريخ الآلات الموسيقية بالكامل سوف يكون متواجدًا داخل هذا المتحف، لذلك ننصحكم بعدم تفويت زيارته لأي سببٍ من الأسباب، وخاصةً إذا كنتم من عشاق الفن.

بيرغن، وجهة النرويج الثقافية الأولى

إذا كنت لا تزال مستمرًا في عملية البحث عن الأماكن السياحية الجاذبة في النرويج فمن المؤكد أنك لن تفوت مدينة بيرغن التي تُعتبر من أهم المدن الموجودة في هذه الدولة والموجودة في أوروبا بشكلٍ عام، فهي معروفة بكونها الوجهة الثقافية الأولى، ولولا وجود أوسلو لكانت بيرغن هي العاصمة والمدينة الأهم في النرويج، على العموم، موقع بيرغن هو الساحل الغربي، وهو موقع مُناسب للغاية، حتى التضاريس والجغرافية الخاصة بهذه المدينة تتواجد في أفضل حالٍ لها، وبما أننا نتحدث عن التضاريس في مدينة بيرغن فيجب أن نتحدث بالتأكيد عن سلسلة جبال بيرغن التي تُعرف باسم سبعة، فهذا هو الاسم الدرج لها بسبب أعداد الجبال التي تصل إلى سبعة تقريبًا، ولقد كانت المدنية، ولا تزال حتى الآن، الواجهة الثقافية الأولى والأهم بسبب الفاعليات الثقافية الكثيرة التي تُقام بها في كافة الفصول تقريبًا، والحديث هنا عن المهرجانات المتعلقة بالموسيقى والفنون الشعبية، لكن السؤال الآن، هل هذا فقط ما يجعلنا نرشح لكم مدينة بيرغن من أجل الزيارة، الإجابة بكل تأكيد لا، فأي مدينة يُمكن أن تهتم بالثقافة وتُصبح في مكانة بيرغن الثقافية، فلماذا يا تُرى؟

الأماكن السياحية الجاذبة في بيرغن هي التي ساهمت بالطبع في الرواج الكبير الذي تحظى به المدينة، فمثل هذه الأماكن قد أصبحت الآن علامات سياحية بارزة في النرويج كلها بشكل عام، ولابد أن السائح الذي يقرأ هذه السطور الآن يُريد التعرف قبل كل شيء على أهم هذه الأماكن التي تنتمي لهذه النوعية، وهذا بالضبط ما سنحاول فعله في السطور القليلة المُقبلة من خلال تناول بعض الأماكن الجاذبة سياحيًا، والبداية ستكون مع ساحة السوق، فماذا عنها يا تُرى؟

ساحة السوق

تُعتبر ساحة السوق الموجودة بالقرب من ميناء بيرغن من أهم الأماكن البارزة والجاذبة سياحيًا في المدينة كلها، فالأمر يا سادة أننا نتحدث أصلًا عن ساحة عادية بالقرب من ميناء، وهذا يجعلها محط أنظار الصيادين الذين يستخدمون الساحة في بيع الأسماك، إذًا هي عبارة عن ساحة لبيع الأسماك؟ لا، بالطبع لا، فلو كان الأمر بهذه البساطة لما أصبحت الساحة بهذه الأهمية، لكن ما يجعلها كذلك تلك الأجواء العظيمة التي تتواجد بداخلها وعمليات البيع المُدهشة التي تتم بها والأرصفة الجميلة والمحلات والأماكن التجارية الكثيرة الموجودة أيضًا داخل الساحة، بما يعني أننا قد بتنا نتحدث عن سوق شعبي كامل الأوصاف، سوق يُمكنك استخدامه في قضاء جولة سياحية بامتياز حتى لو لم تقم بشراء أي شيء من داخل الساحة، والسؤال الآن، ألا يستحق هذا المكان الهامة زيارة مُخصصة من أجله؟

متحف الهانزية

الأماكن الجاذبة سياحيًا في بيرغن لا تتوقف أبدًا عند ما تم ذكره في السطور الماضية، أيضًا هناك المتحف الشهير المعروف باسم الهانزية، وهذا المتحف يمتلك بداخله حياة كاملة خاصة بالتجار الذين كانوا يتوافدون على النرويج طوال القرن الثامن عشر، إذ أنه ثمة صور مصغرة للمنازل التي كانوا يقيمون بها، وبالإضافة إلى ذلك هناك أيضًا مختصر سريع لتاريخ النرويج وعرض لبعض الأسلحة والمعدات التي كانت تُستخدم في هذه المدينة قديمًا، ببساطة، المتحف مكان آخر من الأماكن التي لا يجب تفويتها مهما كان السبب، أضف إلى كل ما مضى أن الزيارة تكون مجانية أغلب الأيام.

حديقة حيوانات بيرغن

في الوقت الحالي أصبح من الصعب جدًا العثور على أي مدينة جاذبة لا تتواجد بها حديقة حيوانات خاصة، فحدائق الحيوان قد أصبحت على ما يبدو من العناصر المكونة للأماكن الجاذبة، وهذا ما يتحقق طبعًا في مدينة بيرغن، إذ أنه ثمة حديقة خاصة بها تُعرف باسم حديقة بيرغن وهي تحتوي بداخلها على أنواع كثيرة من الحيوانات التي أغلبها حيوانات نادرة لا تتواجد في أي مكان آخر في العالم، لذلك فإن هذه الحديقة تُعامل كحديقة حيوانات ومحمية طبيعية في نفس الوقت، وإن كنت ستضع قائمة بأهم الأماكن التي يجب عليك زيارتها عند التواجد في بيرغن فإن هذه الحديقة بكل تأكيد سوف تكون ضمن هذه القائمة، وإلا فإن جولتك السياحية لن تبدو مكتملة بالشكل اللازم.

قلعة بيرغنهاس

من أهم الأماكن الأثرية في الموجودة في مدينة بيرغن والنرويج بشكلٍ عام قلعة بيرغنهاس، وهي قلعة مر على وجودها ما يزيد عن الخمسة قرون، إذ تم بنائها مطلع القرن السادس عشر، وقد كانت شاهدة على مقاومة النرويج للاحتلال بكافة أشكاله، أي أنه من الممكن جدًا القول بأنها خط الدفاع الأول عن المدينة، لكن القلعة لم تبقى على نفس الحال طوال الوقت، صحيح أنها قد تحولت قبل حوالي قرنين إلى مكان أثري يُمكن زيارته من الجميع إلا أنه ثمة كذلك متحف صغير قد تم إلحاقه بالقلعة وأصبح من أهم العناصر الجاذبة بها، وذلك المتحف الصغير يحتوي بالطبع على قطع أثرية تتعلق بتاريخ القلعة بالإضافة إلى أغراض أثرية أخرى وشواهد على مقاومة النساء في النرويج للاحتلال، وخاصةً الاحتلال الألماني، ببساطة، هذه القلعة واحدة من الأماكن الجاذبة التي لا يجب تفويتها لأي سبب من الأسباب.

طبعًا هذه الأماكن السياحية الجاذبة التي تم ذكرها في السطور القليلة الماضية لا تُعبر عن كل الأماكن الجاذبة الموجودة في النرويج، ولا حتى في المدينتين اللتان تم التحدث عنهما في السطور الماضية، لكن يُمكننا القول بكل ثقة أننا قد حاولنا ذكر أبرز هذه الأماكن وأكثرها جذبًا في الوقت الحالي، وهو المطلوب إثباته بلا شك.