فنلندا - معالم بارزة

من المدن النابضة بالحياة المليئة بالفن في هلسنكي وتوركو إلى أعماق الغابات الشمالية والأرخبيل الخارجي الذي يسكنه القليل من السكان، تظل فنلندا واحدة من أهم أركان أوروبا غير المعروفة نسبياً، في حين توفر مدنها العديد من المعالم الثقافية والتاريخية الفريدة، حيث أن المحيط الطبيعي لفنلندا بمثابة ملعب للأنشطة الشتوية والصيفية، بسبب تباين المناخ هناك سواء جغرافيًا أو على مستوى فصول العام، كما أن أولئك الذين يتطلعون إلى مغامرة أبعد من مجرد ألعاب رياضية صيفية وشتوية سوف يجدون ريفًا من الغابات والبحيرات، ويمكنك الاستمتاع بهذا من خلال رحلة إلى تامبيري، وهي مدينة صناعية نابضة بالحياة ذات مشهد ثقافي نشط والعديد من المتاحف والحدائق الأخرى، كما يمكنك أيضًا زيارة جزر أولاند، وهي أرخبيل كبير يمكن الوصول إليه عن طريق العبّارة، وأخيراً ما يجب أن يتم ترشيحه لزوار فنلندا هو رحلة إلى براري جزيرة لابلاند حيث ستستمتع بالطبيعة المختلفة والرائعة هناك.

المتحف الوطني في هلسنكي “Ateneum”

على الجانب الجنوبي من ميدان محطة هلسنكي يوجد المتحف الوطني للفنون، المعروف عادة باسم أتينيوم وهو عبارة عن مبنى من الطراز الكلاسيكي الحديث والمثير للإعجاب، كما يضم نفس المبنى الأكاديمية الفنلندية الشهيرة للفنون، تم تصميم Ateneum من قبل Theodor Höijer، وتم الانتهاء منه في عام 1887، وهو يقدم أفضل مجموعة فنية من الأعمال الفنية الفنلندية بالإضافة إلى الفن المعاصر في معرض خاص به، يتضمن الجزء الفنلندي من المتحف أعمال “إيه. إي. إدلفيلت” (1854-1905)، E. Järnefel، P. Halone، A. Gallén Kallela والعديد من الفنانين الآخرين، ومن بين هذه الأعمال معروضات يقوم بها أساتذة أجانب رهبان، هذا بجانب قسم معروضات فنسنت فان جوخ، بالإضافة إلى 650 عملاً فنياً دولياً آخر، يوجد في قاعة النحت أعمال النحاتين الفنلنديين، وأمام مدخل المتحف يوجد تمثال برونزي تمت صناعته بواسطة “V. Vallgren”.

ساحة السوق

ساحة السوق هي الساحة الرئيسية وسط هلسنكي، وهي واحدة من أشهر الأسواق الخارجية في شمال أوروبا، تقع على طول ساحل بحر البلطيق، في الطرف الشرقي من Esplanadi، وهي مليئة بالمدرجات التي تبيع الأطعمة الفنلندية والزهور والهدايا التذكارية السياحية، وغالبا ما تكون هناك قوارب صيد تصطف في المياه تبيع المأكولات البحرية مباشرة من القارب خصوصًا في فصل الشتاء، يتم حماية أكشاك السوق تحت الخيم من الثلوج أو الأمطار أو الشمس وهناك قاعة سوق على مدار العام، يجب على الزوار الحفاظ على طعامهم بعناية من طيور النورس في السوق حيث أنها كبيرة وقوية وقد تخطف الأطعمة من الزائرين الغير حريصين.

متنزه لينانماكي “Linnanmäki”

ناحية شرق الإستاد الأولمبي في هلسنكي، وراء خط سكة الحديد، يقع واحد من أهم المتنزهات في فنلندا وهلسنكي وهو متنزه Linnanmäki، حيث يوجد هناك عجلة عملاقة دوارة يركبها الكبار والصغار، وعدة لعب ترفيهية أخرى جنبًا إلى جنب مع برج التلفزيون القريب من المكان، حيث مشهد المتنزه من أعلى يشكل رؤية مدهشة على أفق هلسنكي، افتتح المتنزه في عام 1950 وتتم باستمرار عمليات الترميم وتحسين الألعاب والعروض وافتتاح المحلات التجارية والمطاعم، تختلف الأسعار وأوقات الدخول على مدار العام وتتغير كثيرًا، ولكن لا تحمل هم النقود وأنت بالداخل بل اجعل كل ما تفكر فيه هو كيفية الاستمتاع بالوقت هناك، حيث أن معظم الألعاب بأسعار رمزية.

متحف الفن المعاصر “كياسما”

المبنى يعتبر أحد معالم الفن المعماري الحديث في فنلندا، صممه المهندس المعماري الأمريكي ستيفن هول، تستمر الواجهة الخارجية المتعرجة إلى الداخل مما يخلق مساحات عرض فريدة من نوعها لعرض الأعمال الفنية المعاصرة، جنبًا إلى جنب مع مجموعاته من الفن الفنلندي بعد عام 1960، يحتوي المتحف على مسرح مخصص للدراما التجريبية والموسيقى والرقص، يكسر متحف كياسما الحدود التقليدية في المعروضات، ويشتهر بالمعارض الدولية الكبيرة و تنظيم المعارض المشروعية والتي تقوم على مشروع فني كامل لأحد الفنانين، وعروض المجموعات ومشروعات التعاون المختلفة وبرنامج الفنون الحية في مسرح كياسما، كما يضم 8000 قطعة من المعروضات الحية في مجموعاتها، إضافة إلى 100 قطعة جديدة كل عام، يركز كياسما بشكل رئيسي على الفنانين الفنلنديين المعاصرين، وغيرهم من المعاصرين من دول إسكندنافيا الذين تتراوح أعمالهم من 1970 إلى يومنا هذا.

متنزه ليمينجيوكي “Lemmenjoki”

أي شخص يسعى لخوض تجربة السفاري في براري القطب الشمالي سيحب متنزه ليمينجيوكي الوطني، تعد هذه المنطقة التي يبلغ عمرها 70 عامًا فوق الغابات الشمالية أكبر حديقة في فنلندا وواحدة من أكثر قطع الأراضي البرية انتشارًا في جميع أنحاء أوروبا، حيث تغطي مساحة تزيد عن 1000 ميل مربع، وبالنسبة إلى الرحلات فهناك مئات الأميال من المسارات المُعلَّمة حتى لا تضيع بالإضافة إلى أكواخ برية حرة ومفتوحة يمكنك استخدامها في أي وقت كملجأ وأكواخ للإيجار أكثر تطوراً مزودة بأماكن ساونا ونيران المخيم، اسم حديقة المنتزه يأتي من نهر ليمينجيوكي، وهو نهر يمكن مشاهدته بين وادي مذهل من أشجار الصنوبر الشاهقة، يمكن للزوار استئجار قارب أو القيام بجولة، كما أن هذا هو المكان المناسب للعثور على الدب البني والذئاب والنسور الذهبية البرية وكذلك الموس والرنة، لذلك عزيزي الزائر يعتبر هذا المكان خطر وهو جدير بكلمة مغامرة، فالبرية الفنلندية ليست أمنة، لذلك حاول أن تأخذ احتياطاتك بالكامل أثناء عمل جولات في هذا المكان الفريد والذي يجعلك متحمس فعلًا لعمل شيء جديد.

الحديقة الوطنية في توركو

تأسست الحديقة الوطنية للأرخبيل بالقرب من توركو في عام 1983، تقدم هذه الجزر مزيجًا ثقافيًا فريدًا للغاية من التأثيرات الفنلندية والروسية والسويدية، كما أن جزر الأرخبيل نفسها تعتبر الجنة لعشاق الهواء الطلق، حيث هناك في الجزر ستجد السماء تقابل حقًا البحر دون أي مباني تخلخل هذا النظام البيئي المتكامل، حتى أن من الممكن أن يشعر الزوار وكأنهم وصلوا إلى حواف الأرض، الهواء هادئ والبحر هادئ نسبيًا، تنزلق المراكب الشراعية على المياه الصافية، مع وضوح الشمس تحت سماء مملوءة بإوز البحر، يمكن للمتجولين استئجار العديد من أنواع القوارب، فهناك المراكب الشراعية وقوارب الكاياك والقوارب ذات المحركات، حوالي 60 ألف شخص يأتون إلى الحديقة كل عام، ولكن على الرغم من هذا العدد فالمكان لا يبدو مزدحماً نظراً لحجم المنطقة حيث يمكن العثور على العزلة بسهولة هناك.

جزيرة وحديقة حيوان كوركياسآري “Korkeasaari”

تم إنشاء حديقة حيوان كوركياسآري في عام 1880، وهي واحدة من أقدم حدائق الحيوان في العالم، وهي تحتل مكانًا رئيسيًا لبرامج التربية الاستثنائية للأنواع المهددة بالانقراض، وقد نجحوا بشكل خاص في تربية نمر الثلج والقطط الكبيرة الأخرى، مثل النمور العادية والنمر السيبيري، كما هو الحال في أي حديقة حيوان جيدة تم تصميم البيئات لتكون أقرب ما يمكن إلى الطبيعة البكر والحقيقية، حيث يوجد حوالي 1000 نوع من النباتات التي تنمو هناك على الرغم من أنها ليست بيئتها الأساسية و150 نوعًا من الحيوانات المختلفة، حديقة الحيوان مفتوحة طوال العام وزيارة الجزيرة نفسها هي واحدة من الأشياء المفضلة للقيام بها في هلسنكي في فصل الشتاء، ويمكنك الوصول إليها عن طريق العبّارة من مايو إلى نهاية سبتمبر، وما تبقى من العام يمكنك الوصول عن طريق الحافلة باستخدام الجسر الذي يربط بينها وبين البر الرئيسي.

برج المراقبة Pyynikki

بجانب المياه على الجانب الغربي من تامبيري يوجد برج Pyynikki، وهو جزء من المدينة التي تقع على أكبر سلسلة من الحصى الضخمة التي شكلها النشاط الجليدي، يعتبر هذا المكان في تامبيري مكان رائع للنزهات بعد الظهر خصوصًا، حيث يمكنك أن ترى مناظر طبيعية دون عائق للمدينة ومناظر للبحيرة المحيطة به، بُني برج المراقبة في عام 1929 ليحل محل برج خشبي من أواخر القرن التاسع عشر أُلحق به أضرارًا بسبب القنابل في الحرب العالمية الأولى، يمكنك أخذ المصعد إلى الأعلى أو محاولة الصعود على قدميك، كما أن السبب الآخر للقدوم إلى Pyynikki هو زيارة المقهى المعروف بالكعك المخبوز الطازج اللذيذ المصنوع من الوصفة السرية، هذا البرج سيعطيك لمحة بانوراميه طبيعية عن تامبيري مما يجعلك ترى فنلندا ببعد آخر جديد.

الشفق القطبي في لابلاند

بالنسبة لمعظم الناس فإن رؤية الشفق القطبي الشمالي ذو الألوان الخلابة المتداخلة هو حدث قد يحدث لمرة واحدة في العمر، قد تكون فنلندا هي الدولة الأولى في العالم لرؤية هذه الستائر المليئة بالضوء في السماء، مع العلم أنه في بعض الأحيان يمكن رؤية الأضواء حتى في معظم المناطق الجنوبية من البلاد، إن أفضل مكان لرؤية الشفق هو في لابلاند، في الشمال تحديدًا، وبين شهري سبتمبر ومارس يكاد يكون للزوار ضمان على عرض هذا الشفق إذا كانت السماء واضحة، مجموعة واسعة من الفنادق في الشمال تلبي بشكل خاص رغبة الأشخاص الذين يريدون رؤية الأضواء عن طريق بناء غرف خاصة تطل على السماء مباشرة، أيضًا معهد الأرصاد الجوية الفنلندي يسمح لك بالتسجيل في تنبيهات البريد الإلكتروني المجاني في “Northern Lights”، حتى تستطيع معرفة مواعيد ظهور الشفق والاستمتاع به.

كاتدرائية القديس مايكل

تهيمن كنيسة القديس مايكل على الأفق الغربي لمدينة توركو، تم افتتاح وتكريس الكاتدرائية في عام 1905، و كان قد صممها الأستاذ لارس سونك عندما فاز في مسابقة للكنيسة عن التصميمات المعمارية في عام 1894، كان “سونك” طالبًا معماريًا عمره 23 عامًا فقط آنذاك، تعتبر كنيسة القديس مايكل مثالاً مميزًا على الطراز القوطي في الهندسة المعمارية، إنها كنيسة طويلة بها ثلاثة أروقة ومعارض وجوقة متعددة الأوجه، بالإضافة إلى المدخل الرئيسي هناك وأبواب في كل ركن من أركان الكنيسة، يقع المذبح الخاص بالكنيسة خلف جوقة المسبحين، ويرتفع البرج الرئيسي للكنيسة إلى ارتفاع 77 متر من الأرض، الكنيسة مزار رائع للجميع ولن تحتاج إلى المال لزيارتها، وهي تعد من الأماكن الشهيرة في توركو كما أنها مفتوحة كل أيام الأسبوع.

متحف Luostarinmäki

في عام 1827 تسبب حريق توركو العظيم في دمار هائل ولم يبقى من آثار المدينة القديمة سوى القليل، في الوقت الحاضر يشكل الحي القديم والحرفيين العاملين في هذا المتحف جوًا فريدًا، متحف Luostarinmäki للصناعات اليدوية هو متحف في الهواء الطلق يقدم معلومات ونماذج من المهارات والخبرات اليدوية من الصناعة الأصلية القديمة قبل غزو المصانع والآلات، الزوار سيعودون بالزمن 200 عام للوراء في المتحف، تعتبر المنطقة بمثابة تاريخ الحرف اليدوية في توركو، تعرض أكثر من 30 ورشة عمل من مختلف مجالات الحرف اليدوية تاريخ المدينة الحرفية ومساكن الحرفيين الفريدة من نوعها، المكان يعد قيم جدًا بسبب المباني القديمة وورش العمل التي تم تأسيسها من قبل سادة الحرف اليدوية في مختلف مجالات الحرف اليدوية، هذا المتحف هو “المدينة القديمة” في توركو حيث أنه الجزء الوحيد من المدينة الذي نجا من حريق عام 1827، خلال موسم الصيف تضم ورش المتحف حرفيين يعملون هناك كل يوم حتى يومنا هذا، وتخدم المتاجر ومتاجر البريد والمقاهي والمطاعم الموجودة في المتحف العملاء على مدار العام.

كل تلك المعالم والبارزة والوجهات السياحية موجودة في فنلندا، وأكثر من ذلك حيث تشتهر فنلندا بالعديد من المتاحف والحدائق المتنوعة ومعالم الجذب السياحي والمزارات والقلاع والكثير من المساحات الخضراء والمسطحات المائية والبراري الثلجية والجزر الفريدة من نوعها وملاهي الأطفال، كل ما ترغب به ستجده في فنلندا كل ما عليك هو تحديد الأماكن التي تهمك لتقوم بزيارتها والاستمتاع بكافة المميزات السياحية التي تقدمها فنلندا للزوار لترضي جميع الأذواق والثقافات.