طبعًا عزيزي السائح جميعنا يعرف أن السفر إلى الدنمارك لا يحتاج إلى أموال فقط، وإنما يحتاج كذلك إلى معرفة الأماكن التي سيتم زيارتها وكيفية التمتع من خلالها، ببساطة، هو يحتاج إلى مسار مناسب من أجل إتمامه، وهذا المسار بالطبع لن ينزل من السماء، وإنما يجب علينا وضعه حتى يتم التعرف عليه جيدًا من السياح ويقومون باتباعه، ولضيق وقت السائح غالبًا سوف نجعل هذا المسار مُنقسم إلى ثلاثة أيام فقط ونأمل أن يخرج السائح المتواجد في الدنمارك بأقصى استفادة ممكنة من هذه الأيام الثلاث، والآن دعونا نبدأ سريعًا باليوم الأول من هذا المسار.
اليوم الأول
في مسارنا سنحاول قضاء الأيام بأماكن سياحية لا تحظى بقدر كبير من الشهرة لكنها تحظى بقدر لا غبار عليه من المتعة السياحية، ولهذا سوف نجعل البداية بمدينة إيسبيرغ، وهي مدينة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها السبعين ألف نسمة، لكنها على الرغم من ذلك تعج بالأماكن ذات النوعية السياحية التي يُمكنك تحقيق الاستفادة القصوى منها عزيزي السائح، لكن أولًا عليك التأكد من حجز أماكن الإقامة قبل التحرك لضمان عدم التعرض لأي صعوبات في النوم والراحة نظرًا لكونهما العنصر الرئيسي المؤثر في إكمال استعدادك للرحلة، بعد ذلك سوف نبدأ مسارنا بزيارة منحوتات رجال على البحر، وهو كيان حجري عتيق تقوم فكرته على وجود بعض المنحوتات والتماثيل القديمة لرجال واقفين على البحر، وهي تُعطي مشهدًا مميزًا وممتعًا بالطبع، وهناك أيضًا متحف إيسبيرغ البحري الذي يضم بداخله مجموعة نادرة من الحيوانات النادرة مع رصد لحيواتهم وطريقة عيشهم، وضمن المتحف أيضًا يُمكننا زيارة المتحف الفني بالمدينة، وكما هو واضح من الاسم فهو متحف يضم بداخله كافة أشكال الفنون القديمة والحديثة، ولا ننسى بالطبع زيارة كنيسة المُخلص والمتحف الديني المُلحق بها، لكن هل هذا كل شيء يُمكن فعله في إيسبيرغ من أجل المتعة؟
الأماكن السياحية في هذه المدينة لا تتوقف أبدًا عند ما سبق ذكره، والحديث هذه المرة يتحول إلى منارة إيسبيرغ الكبرى، وهي منارة موجودة بالقرب من الشاطئ وقد كانت تُستخدم قديمًا في الإنارة وإرشاد السفن، ثم الآن أصبحت تُستخدم كمعلم سياحي، وفي خِضم هذه الجولة بهذا اليوم لن ننسى طبعًا المرور بأحد الحدائق الكثيرة الموجودة في المدينة مع المرور كذلك بأحد المطاعم والمقاهي، وبالمناسبة، أغلب المطاعم الموجودة في إيسبيرغ مطاعم بحرية في الأساس تبعًا للطبيعة الساحلية للمدينة، وبالتالي سوف تضمن عزيزي السائح تناول أفضل وجبة أسماك في حياتك، والآن، دعونا نعود سريعًا إلى مكان الإقامة للراحة من أجل الاستعداد لبداية اليوم الثاني على أفضل نحوٍ ممكن، فأين سنقضيه يا تُرى؟
اليوم الثاني
يبدأ اليوم الثاني سريعًا مع مدينة جديدة ضمن المدن الهامة في الدنمارك والتي يُمكننا استغلالها في قضاء عطلة على أفضل نحوٍ ممكن، والحديث هذه المرة ينتقل إلى مدينة راندرس، فهي مدينة صغيرة لا تزيد عن 800 كيلو متر مربع وسكانها لا يتجاوزون كذلك الستين ألف نسمة، لكن على الرغم من ذلك نجد أنها تمتلك الكثير من المقومات السياحية المُبهرة التي يُمكننا استخدامها في هذا المسار، أما عن ذلك اليوم المُحدد من أجل زيارة مدينة راندرس فسوف يبدأ بزيارة أجمل مكان طبيعي موجود في المدينة، حديقة الحيوان الاستوائية التي تُعتبر حديقة طبيعية مزودة بكل المقومات الرائعة كالحيوانات البرية والبحيرات والأشجار والغابات، ببساطة هي مكان سياحي طبيعي رائع، لكننا لن نمكث فيه أكثر من ساعتين حتى نتوجه إلى مضيق راندرس، وهو مضيق رائع مُحاط ببعض المعالم التي يُمكننا استغلالها في الجولة بالتأكيد، ولن ننسى كذلك المرور بمتحف العمارة القوطية المُبهر الذي يعرض لنا فن المعمار في العصر القوطي وعصور أخرى كثيرة، وأيضًا ضمن جولة المتاحف هذه لن ننسى زيارة المتحف الفني والمتحف التاريخي، لتكون بذلك ساعات النهار قد انتهت وانتهى معها النصف الأول من جولتنا، لكن ماذا يا تُرى عن النصف الآخر المُخصص للمساء؟
النصف الثاني من الجولة أو المسار المُحدد لهذا اليوم سوف نجعله مُقتصرًا على الأماكن المُغلقة، والحديث هنا عن القصور والقلاع، والتي هي بالمناسبة كثيرة للغاية في راندرس، أيضًا لن نفوت زيارة مدينة راندرس للملاهي، وهي مدينة للأطفال والكبار في نفس الوقت، وكما هو واضح من الاسم فهي مخصصة لألعاب الملاهي الترفيهية، ولن ننسى طبعًا أن نختم جولتنا بالطريقة المعتادة، وهي انتقاء أفضل مطعم في المدينة وتناول وجبة العشاء به، ثم بعد ذلك نتوجه سريعًا إلى فندق الإقامة الذي قمنا بحجزه مسبقًا ونبيت لليلة واحدة كي نشحن طاقتنا من جديد استعدادًا لليوم الأخير من هذا المسار الممتع في الدنمارك، فبأي مدينة سوف نقضي اليوم الثالث يا تُرى؟
اليوم الثالث
سريعًا يأتي موعد اليوم الثالث والأخير من مسار رحلتنا، وهذا اليوم كالعادة سوف نقضيه في أحد المدن الدنماركية التي ربما لا تحصل على القدر الكافي من الشهرة لكنها تظل من أهم المدن الموجودة في الدنمارك، والحديث هنا عن مدينة هيليسينكور، تلك المدينة التي ذُكرت كثيرًا في مسرحيات المؤلف العالمي شكسبير ويسكنها ما يزيد عن الخمسة وأربعين ألف نسمة، لكن بعيدًا عن كل ذلك فإن ما روج لها فعلًا العدد الكبير من الأماكن السياحية الموجودة بها، وتلك الأماكن طبعًا هي التي سنقوم باستغلالها جيدًا خلال هذا المسار حتى نخرج في النهاية برحلة مثالية إن جاز التعبير، والواقع أنه لا خلاف على أن المكان الذي سنبدأ به مسار هذا اليوم لا يخرج عن قلعة كرونبورغ، وهي واحدة من أهم القلاع التي أُوجدت في عصر النهضة الحديث في أوروبا وتمتلك الكثير من المرافق الهامة التي يُمكننا استخدامها في السياحة، أيضًا بالقرب من القلعة يُمكننا زيارة مكان آخر يُعتبر تابع لها ولا يقل عنها في الأهمية، والحديث هنا عن قصر كرونبورغ الذي تحول في الوقت الحالي وأصبح متحف شهير يحمل نفس الاسم، وفي خِضم هذه الأماكن السياحية الأثرية الرائعة لن ننسى بالطبع زيارة متحف الأحياء المائية الذي يُعتبر من أهم المرافق السياحية بالمدينة، لكن ماذا أيضًا في هيليسينكور؟
الأماكن الصالحة للزيارة في هذه المدينة الجميلة لا تنتهي أبدًا عند ما سبق ذكره، فهناك أيضًا كنيسة هيليسينكور التي تُعتبر صرح معماري وديني في غاية الأهمية، وهناك كذلك مبنى هيليسينكور الأول، وهو عبارة عن قصر مُلحق به متحف ومكان إداري، وأخيرًا مدينة الألعاب المائية التي يُقام بها عروض الدولفين الرائعة، والحقيقة أنه ثمة أماكن أخرى كثيرة وهامة لكن ما تم ذكره الآن بالكاد يكفي يوم واحد من أجله، على العموم، لا تنسوا في النهاية تناول الطعام البحري في أي مطعم من المطاعم الموجودة في هيليسينكور والتي أغلبها يهتم بمأكولات البحر والأسماك، وهناك قسم لمحلات السوشي والأكلات الصينية واليابانية، والأسيوية بشكل عام، ثم بعد ذلك نسدل الستار على نهاية رحلتنا في ثلاث مدن جميلة من مدن دولة الدنمارك، تلك الدولة السياحية من الدرجة الأولى بلا أدنى شك.
طبعًا عزيزي السائح هذا المسار الذي قمنا بوضعه لكم وامتد لحوالي ثلاثة أيام ليس مسارًا مثاليًا بقدر ما هو مناسب بشدة للسائح العربي، فلو لاحظتم فقد قمنا بالسطور الماضية بتناول أغلب الأماكن التي يُمكن القول إنها ستجلب المتعة على السائح، وبالتأكيد كل شخص يمتلك المسار المناسب له، وإذا لم يكن يمتلك فإن هذا المسار المذكور سيؤدي الغرض.