لا جدال على أن التخطيط لعملية التنقل داخل الدنمارك واحدة من أهم الأمور التي يجب عليك عزيزي السائح الاستعداد لها جيدًا قبل حتى القيام برحلة السفر، ببساطة، وأنت لا تزال في وطنك عليك أن تكون مُلمًا بأبرز الطرق التي ستستخدمها في التنقل عندما تصل إلى هذه البلد الأجنبية عنك، وكما نعرف جميعًا فإن وسائل التنقل الموجودة في الدنمارك وأي مكان آخر في العالم لن تخرج في النهاية عن الطائرات والقطارات والمترو والحافلات والتنقل الشخصي، وكل هذه الطرق سوف نتناولها بالتفصيل في السطور المقبلة، فهل أنتم مستعدون للقيام بهذا الأمر؟ حسنًا لنبدأ.
الطائرات والمطارات في الدنمارك
وسيلة التنقل الأولى والأهم في أي مكان في العالم وليس فقط الدنمارك هي وسيلة الطائرة، فبدون هذه الوسيلة يُمكن للعالم أن يخسر الكثير من الوقت في عملية التنقل، لكن الطائرة ليست هي الشيء المهم في حالة رغبتنا في التعرف أكثر على هذه الوسيلة نظرًا لكونها تختلف حسب سعر التذكرة والدرجة المطلوبة، وإنما الشيء المهم والثابت المطارات، والتي هي طبعًا المكان الذي تهبط فيه الطائرات وتنطلق منه، والمطارات في الدنمارك كثيرة وشاملة، لكنها أهمها مثلًا مطار كوبنهاجن، مطار العاصمة وأكبر المطارات الموجودة في الدنمارك، وهناك أيضًا مطار إسبيرغ ومطار أودنسي ومطار بيلوند ومطار آرهوس والكثير من المطارات الأخرى التي لا تقل أهميةً أبدًا عما تم ذكره الآن، لكن ماذا عن التنقل الداخلي، هل ستكون الحاجة الماسة إلى المطارات والطائرات موجودة أم ستظهر وسيلة أخرى كالقطار مثلًا؟
القطار في الدنمارك
من أهم وأقدم وسائل التنقل في العالم بأكمله وسيلة القطار، لذا من المنطقي تمامًا تواجد نفس الوسيلة في دولة الدنمارك أيضًا، والحقيقة أن وجود القطار في الدنمارك يتجسد بصورة أكبر في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، فهي التي تشهد التواجد القوي والحقيقي لهذه الوسيلة، ولكي نكون منصفين دعونا نقول إن القطار يمر بنفس الأزمة التي تمر بها وسائل المواصلات في الدنمارك، وهي الارتفاع الشديد، حيث أن هناك إحصائية تقول إن وسيلة القطار في الدنمارك تُعتبر وسيلة القطار الأغلى في العالم بأكمله، حيث أنها تتجاوز المئة وعشرين كرونة، وكرونة هي عملة الدنمارك، على العموم، على الرغم من الارتفاع الشديد في الأسعار إلا أنه لا يُمكننا أبدًا إنكار تواجد خط سكك حديد قوية للغاية بالإضافة طبعًا إلى توافر دائم طوال الأربعة وعشرين ساعة، بمعنى أدق، لن تذهب عزيزي السائح لتركب القطار فتجده غير موجود، لكن أولًا يجب أن تقوم بعملية الحجز المُسبق عبر الإنترنت، أو على الأقل تذهب مبكرًا إلى محطات السكك الحديدية من أجل شراء التذكرة، وأخيرًا، نوعية القطارات في الدنمارك أصلًا جيدة بسبب عملية التحديثات التي تمر بها السكك الحديدية.
المترو في الدنمارك
أيضًا المترو الموجود في الدنمارك ينطبق عليه نفس سياسة الأسعار المرتفعة التي تحدثنا عنها، لكن الشيء المميز في المترو هو تواجدها الدائم في كل مكان في الدولة، وتحديدًا العاصمة والمدن الرئيسية، أضف إلى ذلك أنه ولأول مرة في كوبنهاجن أصبح من السهل دخول المترو إلى المطار، وهذا يعني ببساطة أن السائح سوف يُغادر الطائرة ثم يدخل إلى المترو ليتنقل من خلاله بين المناطق التي يُريد الذهاب إليها دون أن يضطر إلى الصعود وركوب سيارات التنقل الشخصي أو التاكسي، وهو ما يوفر طبعًا أموال طائلة، على العموم، سعر تذكرة المترو يقترب من الثلاثة يورو ونصف، وهو سعر كبير يُبين حجم الكارثة التي يصرخ منها المجتمع الدنماركي الآن، كارثة وضعت الدنمارك بين تصنيف الأغلى في العالم من حيث أسعار المواصلات، وهو أمر ليس جيد بالمرة.
الحافلات في الدنمارك
من أهم وسائل المواصلات المتاحة في الدنمارك وسيلة الحافلات، وهي ليست في الحقيقة بقوة المترو والسكك الحديدية، إلا أنها في النهاية تظل موجودة وتؤدي مهمتها، وذلك مع الوضع في الاعتبار أيضًا أن موجة ارتفاع أسعار المواصلات قد طالبت هذه الحافلات حتى أصبح سعر المواصلة الواحدة بالحافلة ثلاثة يورو تقريبًا، وهو سعر مرتفع قليلًا مُقارنة مع مستوى الدخل ولجوء المواطن أو السائح إلى ركوب الحافلة أكثر من مرة يوميًا، ولهذا فإنه في الغالب يلجأ إلى خاصية الاشتراك الشهري أو الكروت، وهي خاصية مفعلة بشدة في الدنمارك وبكل أنواع المواصلات وليس فقط الحافلات، لكن بعيدًا عن كل ذلك تحظى الحافلات بجودة رائعة من حيث الشكل والتصميم، وأيضًا السرعة في النقل موجودة بصورة مناسبة، بمعنى أنك عزيزي السائح سوف تدفع أموال أكثر من المعقول لكنك ستستمتع لا محالة.
التنقل الشخصي في الدنمارك
من أهم الوسائل التي ظهرت في الآونة الأخيرة ظهورًا قويًا وأصبحت تقترب من المكانة الأولى بين وسائل التنقل في الدنمارك على الرغم من كونها في الأساس ليست وسيلة شعبية، وسيلة التنقل الشخصي أو التاكسي، فهذه الوسيلة عزيزي السائح سوف تبدو مناسبة للغاية إذا كنت تطمع في الحصول على وقت أقل وراحة أفضل، بمعنى أدق، إذا كنت لا تُريد إضاعة الوقت في أي شيء آخر بخلاف زيارة الأماكن السياحية، وهو ما يُمكن أن يحدث في حالة اللجوء إلى الطرق الأخرى في التنقل، على العموم، التنقل الشخصي مملوك من قِبل شركات متخصصة عالمية منها شركة أوبر، وغالبًا ما تبدأ الأسعار من سبعين كرونة أو عشرة يورو، وهو رقم كبير جدًا مع الوضع في الاعتبار أن مشوار صغير من المطار إلى الفندق قد يتكلف عشرين يورو، وهذه التكلفة بالنسبة للسائح العربية كارثية، إذ أنه أصلًا قد حصل على تأشيرة دخول الدنمارك مقابل ستين يورو فقط، على العموم، الوسيلة موجودة ومتوفرة بشكل أكبر للسائح الثري أو الذي يمتلك فائض من المال يُخصصه من أجل التنقل، أيضًا هناك شكل آخر من أشكال هذه الوسيلة يكمن في تأجير سيارة بالكامل واستخدامها استخدام مُطلق طوال فترة التأجير مع ضمان طبعًا المحافظة عليها، وعادةً ما يتم إرسال سائق مُخصص للعميل مع السيارة، لكن هذه الوسيلة مُخصصة بشكل أكبر لرجال الأعمال والمشاهير الذين يملكون سيارات في موطنهم أصلًا.
الدراجات في الدنمارك
بعد موجة الغلاء الكبيرة التي ضربت جميع وسائل المواصلات الموجودة في الدنمارك ظهرت وسيلة قديمة وجديدة في نفس الوقت، بل أنها قد أصبحت بين ليلة وضحاها الوسيلة الأبرز على الإطلاق، والحديث هنا عن الدراجة، فأغلب الدنماركيين الآن باتوا يشترون الدراجات ويستخدمونها في الذهاب إلى العمل أو التنقل من مكان إلى آخر، وقد يعتقد البعض أن هذه الوسيلة قد تُسهم في التعطل عن الأعمال والأشغال، إلا أن العكس تمامًا هو ما يحدث نظرًا لقدرة هذه الوسيلة أصلًا على تفادي تعطل الطرق والزحام المروري، أضف إلى كل ما سبق عزيزي السائح أنها لا تحتاج إلى سولار أو بنزين أو أي مواد أخرى من أجل العمل، وكل هذا بسعر خمسين يورو للدراجة، لكن دعونا نكون واضحين ونقول أن السائح الذي سيجلس في الدنمارك أسبوع أو شهر مثلًا لن يكون في حاجة ماسة إلى هذه الوسيلة، بل هو أصلًا سيُخصص أموال معينة للتنقل يُمكن أن تزيد قليلًا أو تنقص قليلًا، لكننا نذكر الوسيلة من باب العلم بالشيء.
طبعًا عزيزي السائح كل هذه الوسائل التي تم ذكرها الآن لا تُعبر إلا عن الوسائل الأشهر فقط في الدنمارك، فهناك وسائل أخرى موجودة بالفعل لكنها لا تحظى أبدًا بنفس القدر من الشهرة، والحديث هنا مثلًا عن وسيلة التنقل النهري أو البحري الذي تُستخدم فيه القوارب والتنقل الجوي الذي لا تُستخدم فيه الطائرة وإنما التلفريك على سبيل المثال.