جمهورية التشيك

التشيك - مسارات

طبعًا لا خلاف على أن الهدف الأول لأي سائح هو أن يحظى برحلة لا تُنسى في مكان لا يُنسى، وعندما يكون هذا المكان هو التشيك فإن البعض قد يشعر بالقلق نظرًا لكونه لا يعرف جيدًا أماكن الجذب في هذه البلد، وهذا ما يقودنا إلى الحديث عن الجهل كذلك بكيفية إمتاع النفس، على العموم، فيما هو قادم من سطور سوف نضع لكم مسار من ثلاثة أيام لرحلة كاملة إلى دولة التشيك، وفي هذه الأيام الثلاث سوف نُراعي زيارة أماكن متنوعة وممتعة كي تخرج رحلتنا على أفضل نحوٍ ممكن، والآن لتكن البداية السريعة مع اليوم الأول في هذا المسار.

اليوم الأول

من المعروف أن اليوم الأول من أي رحلة يجب أن يكون اليوم الأهم والأكثر زخمًا، وهذا ما سنقوم به بالفعل من خلال اليوم الأول في هذا المسار الهام، حيث أننا سنجمع فيه أكبر قدر من المتعة من خلال زيارة مدينة سبيندرليروف ملين الرائعة، وهي مدن تشيكية هامة، بيد أنها للأسف لا تحظى بقدر كبير من الشهرة، إلا أن عشاق السياحة في العالم بأكمله يعرفون المكانة الحقيقية لهذه البلد، إذ أنها تمتلك بداخلها جو ثلجي رائع ومحميات طبيعية مميزة لدرجة أنه بات يُطلق عليها اسم المدينة الطبيعية، وكل هذا يأتي في ظل وجود عدد قليل جدًا من السكان، لكن السائح سوف يبحث في هذا المسار عن كيفية قضاء يومه الأول في هذه المدينة، وبدايتنا ستكون بزيارة موقع تعلم التزلج، وبالطبع أنت لن تقوم بتعلم هذه الرياضة في هذا اليوم، فقط ما ستفعله أنك ستُشارك في الساحة المفتوحة إذا كنت مجيدًا أصلًا لهذه الرياضة، وإذ لم تكن مجيدًا يمنك التمتع بمشاهدة هذا الأمر الرائع وتناول وجبة بالقرب من منظر الثلوج، ومن الثلج إلى الماء، حيث سننتقل بعد ذلك إلى حديقة أكوا بارك المائية، وفيها يُمكنك ممارسة كافة الأنشطة التي تدخل فيها المياه، أو الاكتفاء مرة أخرى بمجرد المشاهدة، فكلا الأمرين ممتعين، وخاصةً أن الحديقة توفر تجربة ممتعة لمشاهدة الدلافين وهي تقوم ببعض الحركات الرياضية، وهو أمر سيعشقه السياح بكل تأكيد، لكن هل هذا كل شيء يُمكن القيام به في سبيندرليروف ملين؟

بكل تأكيد لا، فالأنشطة والأماكن لا تنتهي أبدًا عند ما سبق ذكره، إذ يُمكننا كذلك الذهاب إلى منطقة الماتورات واستئجار درجة بخارية من هناك للاستمتاع بجولة في الجليد قد تصل إلى الحدود الآيسلندية، وفي الطريق يُمكننا التوقف أكثر من مرة من أجل الطعام عن طريق المطاعم الكثيرة الموجودة وكذلك الدخول في قاعات السينما التي تتواجد بكثرة أيضًا في هذا الطريق الذي صُمم ليكون سياحيًا بامتياز، وفي نهاية المسار الخاص بهذا اليوم يُمكننا زيارة الأماكن الثابتة مثل متحف سبيندرليروف ملين مع الذهاب لقضاء جولة في أحد مراكز التسوق، وقبل منتصف الليل علينا أن نعود سريعًا إلى فندق الإقامة للراحة والتجهز من أجل اليوم التالي من هذا المسار، فأين سنقضيه يا تُرى؟

اليوم الثاني

خلال اليوم الثاني من هذا المسار الرائع سوف نستمتع بزيارة مدينة بلزن التشيكية، وهي واحدة من المدن الغير شهيرة نسبيًا، لكنها من الناحية السياحية تحظى بأهمية كبيرة للغاية، وذلك على الرغم من مساحتها الصغيرة وقلعة عدد السكان بها، حيث يبلغون تقريبًا مئة وسبعين ألف نسمة، على العموم، السائح لن ينشغل بكل هذه الأمور، فهو سيُريد في المقام الأول التعرف على الأماكن التي سيقوم بزيارتها خلال هذا المسار، وأهمها طبعًا حديقة الحيوانات المركزية الموجودة في قلب المدينة، فهي تحتوي على أعداد كبيرة من الحيوانات التي أغلبها في الأصل نادر أو قريب من الانقراض، ثم بعد ذلك سنتوجه لزيارة الأماكن الدينية الكثيرة الموجودة في هذا الموقع، ومنها الكنيس اليهودي طبعًا وأيضًا كنيسة القديس بارثولوميو، وبالتأكيد في هذه المدينة التاريخية العريقة لن ننسى زيارة المتحف التاريخي الموجود في قلبها، وهو متحف يتعلق بتاريخ بلزن والتشيك بالكامل، وبمناسبة الأماكن السياحية التاريخية التي سنقوم بزيارتها لن يكون من المنطقي أبدًا أن نفوت زيارة قلعة كوزيل والقبة الفلكية، ولا يجب كذلك تفويت حديقة الديناصورات فهي تنضم أيضًا للأماكن الأثرية نظرًا لأنها تضم رفات وأشكال لأقدم حيوان موجود على ظهر الكرة الأرضية.

مدينة بلزن لا تنتهي عند ما سبق ذكره الآن، ومع أن ما تم تناوله في هذا المسار قد يأخذ ساعات النهار بالكامل فإن ساعات المساء سوف تكون موجودة ومتاحة لنا من أجل زيارة المطاعم والمقاهي ومراكز التسوق، فكل هذه الأماكن معروف أنها تُعبر بصورة كبيرة عن هوية المدينة، بل وحتى الشوارع التي سنمر بها أثناء التجول في المدينة سوف تمنحنا في نهاية المطاف منظرًا سياحيًا رائعة، ببساطة شديدة، مدينة بلزن مدينة لا تفوت على الإطلاق، وفي حالة تواجدك في التشيك فإنه سيكون من غير المعقول تمامًا ألا تضعها ضمن المسار، والذي نذكركم أنه لا يزال يشتمل على يوم آخر.

اليوم الثالث

اليوم الأخير من هذا المسار لن يقل من حيث الزخم والأهمية عن الأيام التي سبقته، وكما اعتدنا، سوف نقضي هذا اليوم في أحد المدن التشيكية التي ربما لا يعرف البعض بوجودها ولا تحظى بأي نوع من الشهرة، لكنها في نفس الوقت تُعامل كمكان سياحي بامتياز، والحديث هنا عن مدينة أولوموتس التي تقع في جنوب البلاد ولا تضم بداخلها سوى مئة ألف نسمة فقط، أيضًا أضف إلى ذلك كونها في الأساس تحظى بمساحة صغيرة، لكن بالرغم من كل ما مضى فإن أولوموتس صالحة تمامًا لقضاء اليوم الثالث والأخير من هذا المسار، وذلك لسبب بسيط جدًا، وهو امتلاكها للأماكن المؤهلة لهذا الأمر، على العموم، البداية ستكون مع نصب ديني شهير يُعتبر من أهم المعالم الموجودة في مدينة أولوموتس، والحديث هنا عن عمود الثالث، فهو نصب باروكي قبطي، لكن حتى لو لم تكن منشغلًا بهوية المكان فالشكل الأثري الذي يأخذه سوف يمتعك بلا شك، بعد ذلك سوف نتوجه إلى المتحف الفني في المدينة، وهو متحف قديم يهتم بالفنون ويُعتبر الأشهر في التشيك، ولن ننسى بالطبع زيارة منتزه حماية البيئة الذي يُستخدم في أكثر من استخدام، فهو محمية طبيعية وحديقة في نفس الوقت، ويُمكننا قضاء ما يزيد عن الساعتين بهذا المنتزه قبل أن نلحق بآخر ساعتين من النهار في حديقة الحيوانات.

بعد زيارة حديقة الحيوانات سوف نلحظ أن النهار قد بدأ يتبخر منا ولم تعد سوى ساعات قليلة في هذا اليوم الأخير بمسارنا داخل التشيك، على العموم، يُمكننا في هذه الساعات القليلة زيارة الأماكن الترفيهية الحديثة كمراكز التسوق والمطاعم والأماكن الخاصة بالألعاب ومدن الملاهي، كما لا ننسى تخصيص ساعة من الليل للتجول وسط أجواء المدينة الساحرة قبل أن ينتهي ذلك اليوم الذي يُعد الأخير في هذا المسار الذي استمر لثلاثة أيام قادمة.

طبعًا عزيزي السائح هذه الأماكن التي تم التحدث عنها في السطور الماضية لا تُعبر عن كل الأماكن التي يُمكن استغلالها في قضاء مسار متميز، فقط يُمكننا القول بأهميتها وكونها الأكثر مناسبةً، وإن كان كل سائح بالطبع له هوى خاص ويُمكنه التحديد والاختيار بنفسه بين الأماكن التي تستحق الزيارة والأماكن التي لا تستحق على الإطلاق.