جمهورية التشيك

التشيك - أحداث

طبعًا لا أحد يُمكنه أن ينكر تلك الأهمية الكبيرة التي تحظى بها دولة التشيك، وقد انعكست هذه الأهمية على الأحداث الموجودة داخل الدولة لدرجة أنها باتت تُوضع في حسبان أي سائح يُريد السفر، فهو يريد أن يعرف أولًا ما الذي سيجده داخل أراضي الدولة التي سيذهب إليها ومتى سيحتفلون وكيف، والأحداث الموجودة في التشيك أغلبها ديني، لكن منها كذلك ما هو وطني ومنها ما هو احتفالي، وهذه النوعيات بالكامل سوف نكون سعداء بشرحها سويًا فيما هو قادم من سطور، ولتكن البداية مع حدث ديني كبير للغاية، وهو عيد الفصح أو القيامة، فماذا عنه يا تُرى؟

عيد الفصح أو القيامة

أول وأهم عيد يحظى بأهمية كبرى في التشيك وأوروبا بأكملها عيد الفصح أو القيامة، وهو العيد الذي يُعادل في الدول العربية والديانة الإسلامية عيدي الفطر والأضحى، هل ترون كيف يفرح المسلمون بتلك الأعياد ويحتفلون بها أشد الاحتفال؟ هذا ما يحدث بالضبط في التشيك، فالفصح هو العيد الأول للديانة المسيحية، وهو يأتي في نهاية شهر مارس وبداية شهر إبريل، أما عن طريقة الاحتفال فهي تشمل جانبين رئيسيين، الجانب الأول هو الجانب الديني، وهو الذي يتم من خلال بعض العبادات والطقوس الخاصة في هذا اليوم، وطبعًا مثل هذه المظاهر الاحتفالية لا يتم الاحتفال بها من الجميع، وإنما المسيح فقط، أما عن الجانب أو المظهر الثاني من عيد الفصح فهو الاحتفالي العادي الغير مُلتزم بالأفعال الدينية، وهو طبعًا مفتوح للجميع، ويقوم من خلال الخروج في الحفلات والذهاب إلى الأماكن الترفيهية وارتداء الملابس الجديدة، كذلك الفرق الموسيقية لا تتوقف في الطرقات والبهجة لا تتوقف عن الانبعاث من الجميع.

أعياد الكريسماس

أيضًا من ضمن الأعياد الهامة للغاية في التشيك وأغلب الدول الأوروبية عيد الكريسماس، وهو العيد الذي يأتي في الأيام العشر الأخيرة من شهر ديسمبر من كل عام، كما أنه أيضًا يكون أشبه بالاحتفالية بنهاية عام طويل بالسوء والحسن الذي فيه، ولمن لا يعرف فإن الكريسماس من أقدم الأعياد في القارة الأوروبية، ولهذا تجدهم يتفننون في طرق الاحتفال به، على العموم إذا كنت في التشيك بوقت هذا العيد، والذي يذهب الناس خصيصًا إلى هذه البلد من أجل حضوره، فاحرص على أن تذهب إلى ساحة الحرية الموجودة في قلب مدينة براغ، ففيها سوف تعثر على كل شيء يُمكن أن يُطلق عليه لفظ متعة، أيضًا لا تنسى أن تعرج إلى الشوارع الصغيرة في المدن الرئيسية لترى السعادة بنفسك في الوجوه، وإذا كنت عاشقًا للموسيقى فإنك لن تسمع في هذا اليوم شيئًا سواها، ببساطة، هو عيد لا يُفوت في بلاد التشيك.

عيد رأس السنة

مع بداية كل عام يأتي دور الاحتفال بأحد أهم الأعياد الموجودة على الساحة وأكثرها انتظارًا، والحديث هنا عن عيد رأس السنة الميلادية الذي يبدأ في مساء اليوم الأخير من السنة القديمة ويستمر حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، وفيه يقوم الناس بالتجمع في حفلات وزيارة بعضهم البعض من أجل تمني أحداث سعيدة وسنة جديدة رائعة، كذلك تُرتدى الملابس التنكرية في طقس مُستمر منذ قديم الأزل، والواقع أن السبب الأول لعدم تفويت هذا العيد هو كونه بوابة الدخول إلى العام الجديد، على العموم، لن تندم أبدًا على حضوره والاحتفال به في دولة التشيك.

عيد العمال

في بداية شهر مايو من كل عام يحتفل العالم بأكمله بالعيد القومي للعمال، وفي بعض الدول يكون الاحتفال عاديًا وهادئًا وفي دول أخرى يكون الاحتفال حدثًا حقيقيًا بارزًا، وهذا هو الحال مع دولة التشيك التي تعتبر عيد العمال هذا واحدة من المناسبات التي لا يجب تفويتها تحت أي سبب، وفيه طبعًا يحصل العاملون بالدولة على إجازة رسمية ويقضون اليوم مع العائلات أو في الأماكن الترفيهية المُختلفة، الثابت في النهاية أن حال المدينة بأكملها يتغير تمامًا في هذا اليوم، لذلك سيكون من الرائع حضور مثل هذا العيد في التشيك، ولن تندم أبدًا.

عيد المرأة

تقديس المرأة في التشيك أمر لا مجال للتشكيك فيه، فهذه الدولة تُعتبر من أوائل الدول الأوروبية التي ساهمت في تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة، بل كانت كذلك أول من اقترحت وجود عيد قومي للمرأة يُقام سنويًا في شهر مارس، لكن لكي نكون صريحين فإن هذا العيد غالبًا ما يفتقر إلى أي جو احتفالي مثل هذه الأعياد التي تحدثنا عنها، فقط يُصبح يوم عطلة عادي وتكون المرأة هي بطلة هذا اليوم ومحط حديث جميع وسائل الإعلام، وفي بعض الأحيان تُميز المرأة في هذا اليوم بالملابس الموحدة الرسمية في التشيك، لكن الأغلب أنه يكون كما ذكرنا من قبل، مجرد يوم عطلة فقط.

عيد التحرير

في الثامن من مايو القابع في كل عام يكون هناك عيد خاص وبارز يُعرف باسم عيد التحرير، وتحديدًا عيد التخلص من الفاشية، وهو عيد قومي شهير يقوم على فكرة التشفي في التخلص من أحد الطغاة التشيكيين القدماء، والحقيقة أن الأعياد الوطنية لا تحظى بقدر كبير من الأجواء الاحتفالية مثلما هو الحال في بقية الأعياد، لكن عيد التحرير عيد مهم للغاية ونادرًا ما يُقدم أي مواطن في التشيك على تفويته، كما أن حال البلد بالكامل يتغير في هذا اليوم الهام.

العيد الوطني

في الثامن والعشرين من شهر أكتوبر من كل عام تحل ذكرى العيد الوطني الأول في دولة التشيك، أو دعونا نقول العيد الوطني الأهم على الإطلاق، ففي هذا العيد يحتفل التشيكيين بقيام دولتهم الأولى، وهو حدث يستحق الاحتفال فعلًا والخروج في الساحات والحدائق والأماكن الترفيهية بمختلف أنواعها، لكن الجميل في الأمر اللون الأحمر الذي يغزو براغ والمدن الرئيسية في التشيك لدرجة أنك ستظن بأن حمام من الدماء قد انفجر على هذه الأرض، بينما الحقيقة هي أن التشيكيين يحتفلون بأهم الأعياد الوطنية لديهم، إنه العيد الوطني وعيد تأسيس دولتهم في نفس الوقت.

كرنفال الربيع

يلقى الربيع في التشيك، وفي كل مكان في العالم، اهتمامًا كبيرًا للغاية، وهذا الاهتمام لم يُعبر عنه من خلال أي طريقة عادية، وإنما من خلال الأعياد والكرنفالات، حيث أن كرنفال الربيع الذي يُقام سنويًا في دولة التشيك يُعتبر حدثًا خاصًا يتم انتظاره من العام للآخر، وهذا الحدث يتم الاحتفال به من خلال الخروج في الحفلات والذهاب إلى الأماكن الترفيهية، أيضًا هناك بعض الطقوس الخاصة التي تُصاحب هذا العيد وتختلف من مكان إلى آخر داخل دولة التشيك، الثابت في النهاية أن كرنفال الربيع حدث هام من الأحداث التي تستحق الاحتفال فعلًا.

مهرجان القديس مارتين

حتى المهرجانات من الممكن جدًا أن تكون ذات صبغة دينية، وهذا ما يتضح بشدة من خلال مهرجان القديس مارتين الذي يُقام في نهاية فصل الصيف وبالقرب من فصل الشتاء، حيث أنه في هذا المهرجان يتم إقامة الولائم وتوزيع اللحوم على الفقراء تيمنًا بهذا القديس الذي يحمل اسم المهرجان، والذي كان يقوم بنفس الفعل وأصبح فعله عادة يتم الالتزام بها حتى الآن، على العموم، المهرجان لا يشمل توزيع اللحوم فقط، وإنما أيضًا تكون به أجواء احتفالية رائعة مثل الفرق الموسيقية والحفلات الترفيهية، ببساطة، هو مهرجان مميز يستحق الحضور والمشاركة فيه.

مهرجان كارلوفي فاري السينمائي

في مدينة كارلوفي فاري التشيكية يُقام سنويًا العديد من المهرجانات المختلفة، فمن المعروف أصلًا عن المدينة أنها مدينة المهرجانات، لكن أهم هذه المهرجانات على الإطلاق ذلك المهرجان السينمائي الذي انطلق قبل ما يقترب من القرن ويُعتبر المهرجان الأهم في مجال السينما بأوروبا الشرقية، فهو يشمل الكثير من الأفلام العالمية القوية بالإضافة طبعًا إلى الأفلام التشيكية في المقام الأول، كما ينبغي القول بأن المهرجان يجمع النجوم وعشاق السينما، أي أنك إذا حظيت بفرصة المشاركة في هذا المهرجان كمشاهد عادي سوف تكون لديك فرصة التقاط صور تذكارية مع أهم النجوم العالميين، على العموم، المهرجان يُقام في صيف كل عام وهو فرصة رائعة لتذوق السينما بكافة أذواقها.

موكب الملك

هناك احتفالية خاصة تُقام في التشيك بداية شهر يوليو من كل عام تُعرف باسم موكب الملك، وهذه الاحتفالية الرائعة هي في الأصل تقليد قديم كان يُقام في العصور الوسطى، وتحديدًا الملك تشارلز الرابع، فما كان يحدث ببساطة أن موكب هذا الملك كان ينطلق من قصر براغ الملكي إلى قصر آخر ملكي وهو قصر كارلستين، وهذا ما أصبح يحدث الآن بحذافيره، لكن الفارق الوحيد أن هذه الاحتفالية مُقلدة من أجل البهجة فقط، حيث يرتدي الناس ملابس الملوك والجنود ويسيرون من هذا القصر إلى هذا القصر في مشهد مُبهج يُحاكي الاحتفالية القديمة، وهذا ما يُعبر طبعًا عن اعتزاز التشيكيون بتاريخهم.

طبعًا عزيزي السائح هذه المناسبات التي تم ذكرها في السطور الماضية لا تُعبر بالتأكيد عن كل المناسبات التي تُقام في دولة التشيك، فهذه الدولة أصلًا ذاخرة بهذه النوعية من الأحداث، لكن ما يُمكن قوله عمومًا أنها تُعبر عن أهم المناسبات وأكثرها اهتمامًا من السياحة، وهذا ما يشغلكم بكل تأكيد، ولهذا قمنا بالتركيز عليه.