بلا شك الحديث عن موارد السفر عند التفكير في الذهاب إلى أي مكان واحدة من الأمور التي لا يجب أبدًا تفويتها لأي سبب من الأسباب، فالسائح الذي يذهب إلى بلد غريبة عنه يكون حرفيًا شخص أعمى، لا يرى ولا يعرف أي شيء سوى ما قام بالاطلاع عليه قبل الذهاب في رحلته، وهو بالتأكيد سيبحث أولًا عن الاطلاع على موارد السفر التي ستُجدي نفعًا معه، ونحن هنا نتحدث عن بعض الموارد الهامة كحالة دور العبادة والعطلات الرسمية للأماكن الموجودة في منطقة الكاريبي وحالة خدمة الإنترنت والواي فاي ونسبة الأمان والخطر، ببساطة، إنها مسألة تتعلق أكثر بإقحام هذا الشخص في اللعبة لكي يعرف ما الذي سيواجه بالضبط خلال رحلته، والبداية ستكون مع الشيء الأهم، وهو بالتأكيد دور العبادة.
س: ما هي حالة دور العبادة في منطقة الكاريبي؟
ج: أول ما سيُفكر فيه السائح بلا أدنى شك حالة دور العبادة في البلد التي سيُقرر الذهاب إليها، فالإنسان يرى منذ قديم الأزل أن الدين هو الشيء الوحيد الذي لا يُمكنه أبدًا التهاون معه، ولهذا فإنه سوف يسعى دائمًا إلى تأمين أمور الدينية وعباداته قبل السفر، وبالنسبة لمنطقة الكاريبي والدول التي تتواجد بها فلا يخفى على أحد بالتأكيد أن الديانة المسيحية هي الشائعة هناك، صحيح أنه ثمة نسبة ليست بسيطة من الأشخاص الذين لا يتبعون أي دين لكن السواد الأعظم يتبع المسيحية، ولذلك نرى غزارة كبيرة في الكنائس والأماكن الدينية التابعة للمسيحية بشكلٍ عام، وهذه الأماكن سوف تُبهر حقًا المسيحي الذي سيُسافر إلى أحد دول الكاريبي لأن الأعداد الصغيرة لسكان هذه الدول قد ساعدت في الاحتفاظ بالكنائس القديمة والتفكير في تطويرها أكثر، أما بالنسبة للسائح المُسلم، والذي ربما يكون مُتابعيّ هذا الدليل منهم، فإن الأمور لن تختلف كثيرًا، ففي كل مدينة أو منطقة كبرى سوف تضمن تواجد زاوية صغيرة، وقلما تجد مسجد أو اثنين في الدولة بأكملها، لكن ماذا إذا لم تكن هذه الأماكن موجودة ومتوفرة؟ ما الذي يُمكن للسائح فعله في هذه الحالة؟
حتى لو لم تكن دور العبادة التابعة للديانة الإسلامية متوفرة في دول منطقة الكاريبي المسيحية فإنه لن يكون هناك أي احتمال لمواجهات صعوبات وتعنت بشأن ممارسة العبادة الخاصة، وهذا يعني أنك عزيزي القارئ سوف تكون حرًا في ممارسة عبادتك بأي مكان دون أي خوف من وجود اضطهاد مُحتمل، ولا ننسى أن الشغل الشاغل للسكان في هذه الأماكن هو السياحة فقط، فهم ليسوا أصحاب مشاكل دينية أو تعصبات قبلية أو عنصرية، وهذا ينطبق بالطبع على الملابس الإسلامية أو التابعة لديانة محددة، ففي النهاية ليس عليك أن تقلق أبدًا من أي شيء يتعلق بهذا الجانب.
س: ما هي أهم العطلات الرسمية في منطقة الكاريبي؟
ج: العطلات الرسمية طبعًا من الأشياء الهامة جدًا التي تشغل أي سائح قبل التفكير في عملية السفر، فهي مورد معلوماتي هام للغاية، والحقيقة أن دول منطقة الكاريبي تمتلك بعض الإجازات المتشابهة مع الإجازات العامة الموجودة في كل مكان، فمثلًا السبت والأحد، وهي العطلة الرسمية الأسبوعية في أكثر من ثلثي دول العالم، موجودة بالطبع في دول الكاريبي، أضف إلى ذلك العطلات الناجمة عن الأعياد والمناسبات، فلكيلا نُسهب في الأمر ونحتاج للتطويل في شرح الإجازات دعونا نقول أن كل دولة من دول الكاريبي تمتلك عيد وطني خاص بها، عليك أن تعرفه قبل السفر لأنه بالتأكيد سوف يكون يوم عطلة رسمي، أضف إلى ذلك أعياد الميلاد وأعياد القيامة المجيدة، فهذه الأعياد تتعلق بالدين، والدين كما نعرف جميعًا يتم احترامه في كل الجوانب، ومن هذه الجوانب الاحتفال بأيام الأعياد وجعلها عطلات رسمية، وبما أننا قد تحدثنا عن الأعياد فلا يُمكننا أن ننسى بالطبع عيد الكريسماس الذي يتم الاحتفال به في نهاية كل عام، وتحديدًا الأيام العشر الأخيرة من شهر ديسمبر، فما تم ذكره الآن من أعياد ومناسبات لا جدال على كونها عطلات، وهناك أيام أخرى يتم منحها إجازات لقطاعات معينة من دول الكاريبي، لكن في النهاية تبقى العطلات في الأصل أعياد ومناسبات.
س: ما هي الأماكن الآمنة والخطرة في منطقة الكاريبي؟
ج: المشكلة الأزلية التي تواجه الإنسان منذ بدايته وحتى الآن هي مشكلة إدراكه لفكرة الأمان والخطر، فبكل تأكيد ليس هناك أمان مُطلق أو خطر مُطلق، بل ثمة أماكن يُمكن أن تكون آمنة في بعض الحالات والأوقات ويُمكن أن تكون خطرة كذلك في بعض الحالات والأوقات، وهذا الأمر ينطبق بكل تأكيد على دول منطقة الكاريبي، فهي كمجموعة من الدول، وكتقييم عامل شامل كامل مُتكامل، يُمكن القول أنها منطقة آمنة ومُستقرة لا تتوقف فيها أي مشاكل أو صراعات، لكن إذا ذهبنا إلى الحالات الفردية وتحدثنا بشكل خاص بعض الشيء فسوف نكتشف بكل تأكيد وجود بعض الأماكن الخطرة في كل دولة أو مدينة، هذه الأماكن يقطنها اللصوص والمتحرشين وكل أولئك الذين يُمكن وصفهم بالمجرمين، وهذا أمر طبيعي ومنطقي تمامًا، فنحن لا نتحدث عن منطقة مليئة بالأنبياء والصالحين، إنها منطقة عادية بها دول عادية وسكانها من البشر العاديين الذين منهم الصالح والطالح، لكن السؤال الذي يستحق الخروج في هذه الحالة، كيف نتعامل مع ذلك؟
التعامل مع الأمان والخطر بالنسبة للسائح أمر في غاية السهولة، وهي قاعدة يُمكنك التعامل بها بشكل عام، فأي مكان يقصده الناس باستمرار ويُمكنك أن تذهب إليه حتى حلول الثامنة مساءً أو العاشرة على أقصى تقدير هو مكان به قدر كبير جدًا من الأمان، أما ذلك المكان الذي تذهب إليه وحدك، وتعرف أن الأقدام تخف عليه كثيرًا، بل وتُقرر الذهاب في منتصف الليل أو في الساعات الأولى من الصباح المُظلم فأنت بالتأكيد تُعرض نفسك للمشاكل، وهنا يُمكن القول أن الخطر موجود لأنك ببساطة قد دخلت وكر المجرمين والمكان الرئيسي الذي يُمكنهم أن يلبدوا فيه، هذا هو الأمر باختصار عزيزي السائح وهذا ما يجب أن تضعه في حسبانك وتعمل به.
س: ما هي أحوال خدمة الإنترنت والواي فاي في منطقة الكاريبي؟
ج: من ضمن الأسئلة الرئيسية التي تُطرح فور معرفة الرغبة في السفر إلى أي مكان في العالم هي تلك الأسئلة التي تتعلق بأحوال خدمات الإنترنت والواي فاي، فالعالم الآن أصبح يتنفس هذه الأشياء ويعتبرها كالماء والهواء، أي أنها أشياء لا تهاون فيها لأي سبب من الأسباب، وبالتالي فإن عدم توافر مثل هذه الخدمات سوف يُضعف كثيرًا من فرصة زيارتها، وبالنسبة لمنطقة الكاريبي بشكلٍ خاص، فإن الخدمة هناك تتخطى تمامًا حدود الجيد، وتقترب كثيرًا من الجيد جدًا، أي أنها خدمة مميزة إن جاز التعبير، وأسباب ذلك أن دول منطقة الكاريبي تقترب من دول متقدمة كثيرة على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، لكن هذا الأمر لا يجعلك تتوقع مثلًا توافر هذه الخدمات في أماكن مثل المحطات الخاصة بالحافلات والمترو والشوارع الرئيسية، فهذا أمر بعيد بعض الشيء، لكن يُمكنك أن تأمل تواجد الخدمة بشكل مؤكد في الفنادق والأماكن السياحية كالمتاحف والحدائق، هذا بالإضافة إلى المكتبات والأماكن المُغلقة، أما بالنسبة لقوة وضعف هذه الخدمة فيُمكن الاطمئنان تمامًا بهذا الصدد لأن الخدمة بالنسبة للجودة قوية للغاية، فالضغط أصلًا ليس بالكبير نظرًا لقلة الكثافة السكانية، ببساطة شديدة، الأمور جيدة تمامًا ولا داعي للقلق من توافر هاتين الخدمتين من عدمه.
س: ما هي مواعيد عمل البنوك والمتاجر والصيدليات في منطقة الكاريبي؟
ج: شيء مهم جدًا أن تعرف مواعيد عمل المتاحف والفنادق والمقاهي والأماكن التي ستقوم بزيارتها قبل التوجه إلى منطقة الكاريبي والتجول في أحد دولها، لكن الأهم من ذلك بلا أدنى شك أن تقترب أكثر من مواعيد عمل أهم الجهات التي ستحتاج إليها خلال رحلتك هذه، ونحن هنا نتحدث بكل تأكيد عن البنوك والمتاجر والصيدليات، فخلال رحلة السفر ستحتاج أولًا إلى النقود، وهذا ما ستوفره لك النقود، ثم فيما بعد ستظهر الحاجة إلى الطعام والشراب، وهذا ما ستوفره لك المتاجر وأماكن التسوق، ثم في حالة مرضك لأي سبب من الأسباب سوف تظهر الحاجة الماسة إلى الدواء، وهذا ما ستوفره لك الصيدليات، ومن العرض السابق نجد أنك ستحتاج جدًا لكل هذه الهيئات من أجل قضاء رحلة جميلة دون أية مصاعب، وبالنسبة للبنوك، ولكونها جهات دولية لا عبث فيها، فإن مواعيد عملها سوف في التاسعة أو العاشرة صباحًا وتنتهي في الثانية ظهرًا أو الرابعة عصرًا على أقصى تقدير، ويُمكنك خلال هذه الفترة سحب أو إيداع أي مبلغ مالي تحتاج إليه، لكن ماذا عن المتاجر والصيدليات؟
المتاجر وأماكن التسوق في منطقة الكاريبي تخضع لم يُعرف باسم العمل تحت الحاجة، فهي ليست دول أوروبية كي تتوقع منها إغلاق وافتتاح في أوقات معينة، وإنما يكفي أن نقول بأنك عزيزي السائح لن تُعاني أبدًا في العثور على طعام لك مهما كان الوقت الذي تريد الشراء فيه، شريطة أن يتم ذلك الأمر في قلب المدن الرئيسية وليس القرى والمناطق النائية، أما المولات الكبرى فهي تُغلق طبعًا في مواعيد مُحددة عادةً ما تكون العاشرة أو الحادية عشر مساءً، وبالنسبة للصيدليات فالأمور لا تختلف كثيرًا نظرًا لكوننا نتحدث عن سلعة جوهرية هامة قد يفقد شخص ما حياته في حالة عدم تواجدها، لذا فإنه من الطبيعي تمامًا أن تعمل الصيدليات هناك بدوام كامل يصل إلى أربعة وعشرين ساعة في الأربعة وعشرين ساعة، وهو ما يعني ببساطة أنك لن تجد أي صعوبات في الحصول على الدواء أو المستلزمات الطبية.
س: ما هي أحوال خدمتيّ البريد والطوارئ في منطقة الكاريبي؟
ج: السؤال التالي الذي يدور كذلك في أذهان المسافرين إلى منطقة الكاريبي هو ذلك السؤال المتعلق بخدمتين مهمتين للغاية، وهما خدمتيّ البريد والطوارئ، أما بالنسبة للبريد فبالنسبة لبريد المرسلات فهو شبه منعدم، وهذا ليس في دول منطقة الكاريبي فقط وإنما في العالم بالكامل، لكن يُمكننا أن نعدكم بوجود صندوق واحد في كل مدينة رئيسية يتم استقبال وإرسال الأعمال من خلاله، لكن الشق الآخر من البريد، وهو بريد الشحنات أو الطرود فهو موجود بالطبع ومتأهب للعمل، بيد أننا يجب أن نضع في الاعتبار فكرة عمل هذه الجهات بشكل متراخي بعض الشيء لأننا نتحدث عن آخر العالم حرفيًا، لكن لا تقلق، إذا أرسلت شحنةً ما إلى مكانٍ ما فسوف يصل، ما يُمكن أن نتناقش فيه هو ذلك الوقت الذي سيستغرقه وصول ذلك البريد إلى المكان الذي تُريده، وهو الذي قد يطول بطبيعة الحال لأن أغلب دول هذه المنطقة لا تُعتبر دول مُتقدمة، بل يُمكن القول أنها من دول العالم الثاني والثالث، لكن ماذا عن الطوارئ؟
الطوارئ أيضًا تأخذ نفس التقييم بالنسبة لجودتها من عدمه، صحيح أنها موجودة، لكنه وجود ليس بالقوي، بمعنى أنك لن تتمتع كثيرًا بهذه الخدمة، وبالمناسبة، عندما نذكر خدمة الطوارئ فإننا نقصد بذلك خدمات الشرطة والإسعاف والمطافئ، بيد أننا في نفس الوقت يجب أن نضع الأمور في نصابها الصحيح ونقول بأن توافر هذه الخدمات توافر جيد يفوق بعض دول قارتي إفريقيا وأسيا، والشرق الأوسط خصوصًا، وذلك على افتراض أن أغلب السياح الذين نوجه لهم هذا الحديث من المحتمل أن يكونوا من الشرق الأوسط بدرجة كبيرة ومن قارتي أسيا وإفريقيا بدرجة أقل.
في النهاية تبقى هذه الأسئلة التي قمنا بالإجابة عنها في السطور الماضية متعلقة فقط بأهم موارد السفر، لكن من المحتمل جدًا أن تكون هناك أسئلة أخرى تشغل البعض ولم نقم بالإجابة عليها في حديثنا، يُمكنكم البحث عنها أو متابعة قراءة الدليل للتعرف أكثر، وإن كانت الأمور الهامة الضرورية لن تخرج تقريبًا عما سبق ذكره من أسئلة.