بالطبع منطقة الكاريبي منطقة عظيمة، والبحر نفسه بحر عظيم يُمكن وضعه ضمن أهم خمسة بحور في العالم، لكن هل تعرفون حقًا ما يميز هذه المنطقة ويجعل كل الأعين تتوجه نحوها؟ ببساطة غرابتها في الطقس والجغرافيا والسكان، وكل هذه أمور يحتاج بعض المهتمين إلى معرفة كل شيء عنها، لكن دليل سياحي مثل هذا لن يكون مسموحًا فيه بالاستفاضة، أصلًا الأمر لن يكون مقبولًا، وبالتالي فإن الحل الأمثل هو المرور على هذه الأمور بشكل سريع في صورة نبذة بسيطة، والبداية مع التاريخ لأنه منبع كل شيء وأصله، فماذا عن تاريخ منطقة الكاريبي يا تُرى؟
تاريخ منطقة الكاريبي
التاريخ هو البداية دائمًا، وتاريخ منطقة الكاريبي يبدأ في تلك الفترة التي تم فيها توقيع المعاهدة التي تنص على إنشاء مجموعة الكاريبي، وقد حدث ذلك في عام 1973، وتحديدًا الرابع من يوليو القابع في هذا العام، لكن لا يُمكنك أبدًا أن تعتمد هذا التاريخ كبداية الحقيقية لأنه فقط تاريخ بداية التجمع، لكن منطقة الكاريبي والدول الموجودة بها مر على تواجدها نفس العمر الذي مر على تواجد الأرض، وهذا بالتأكيد أمر منطقي لأن العالم كله تشكل في آنٍ واحد ثم بدأ بعد ذلك في التوزيع على كل الدول التي أخذت جزءًا معينًا، عمومًا، دعونا لا نستفيض في هذه النقطة ونقول فقط أن جزر الكاريبي طالما كانت موجودة وطالما كان العالم بأكمله يعرف بوجودها ويُعيرها اهتمامًا كبيرًا، فقط يُمكن القول أن هذا الاهتمام قد تزايد وبلغ ذروته مع إنشاء اتحاد مجموعة الكاريبي في عام 1973 وبداية توافد جزر الكاريبي عليه تباعًا لتُصبح الآن حوالي خمسة عشر دولة من دول الأعضاء، كما أن هناك بعض الدول الأخرى المنتسبة والمُشرفة، وهو كيان جيد في مجمله ويدعو للاحترام من الآخرين، لكن ماذا عن أهم شيء في هذا الكيان؟ وهنا نحن نتحدث عن الجغرافيا والطقس.
الجغرافيا والطقس في منطقة الكاريبي
ما يجذب الناس إلى أي مكان أن يكون له مساحة مناسبة وطقس جيد، هذان الأمران يُحددان ما الذي ستصبح عليه هذه الجزر فيما بعد وكيف ستكون درجة أهميتها، وبالنسبة لمساحة منطقة الكاريبي التي نتحدث عنها في تتجاوز الاثنين مليون ونصف كيلو متر مربع وتقترب من الثلاثة مليون، تحديدًا دعونا نقول إنها 2.7 مليون، وهذه مساحة جيدة نسبيًا، وإن كانت لا تتناسب طبعًا مع أعداد الدول الموجودة، لكنها تتناسب أكثر مع التعداد السكاني، ولكي نكون دقيقين ومُبسطين بالنسبة لحدود منطقة الكاريبي دعونا نقول بكل بساطة أنه محاط من الجوانب الثلاثة بأمريكا، ففي الشرق أمريكا الشمالية وفي الشرق أمريكا الوسطى وفي الشمال أمريكا الجنوبية، ولهذا يُمكننا الاستنباط بأن أغلب دول المنطقة تقع في أحد هذه الأماكن الثلاث، أما بالنسبة للأجواء والطقس فهي أجواء البحر المعروفة، وهي التي تجعل من الشتاء باردًا نسبيًا والصيف معتدل وفي غاية المناسبة لقضاء العطلات أو التصييف كما يقولون، وهذا في الحقيقة هو الجو المثالي الذي تحلم به أي منطقة في العالم، ذلك الجو أو الطقس الذي منح هذه المنطقة جذب سياحي طبيعي مُتضاعف، لكن دعونا لا نتطرق للسياح الآن ونظل قليلًا في المنطقة نفسها، وتحديدًا السكان الموجودين بها، فماذا عنهم يا تُرى؟
السكان في منطقة الكاريبي
صدقوا أو لا تصدقوا، العدد الرسمي لسكان منطقة الكاريبي بالنسبة للأماكن الرسمية هو أربعين مليون نسمة فقط، وهذه الأعداد تكاد لا تُذكر حرفيًا، فدولة مثل الهند بها بعض المدن التي يتجاوز عددها المئة مليون نسمة، كما أن دول إفريقيا وأسيا بعضها قد يزيد أيضًا عن الخمسين مليون نسمة، أي أن أعداد هذه المنطقة مقارنةً بهم لا تُذكر، لكن نحن فقط لا نلتفت للعدد عندما نتحدث عن السكان، وإنما أيضًا نلتفت لماهية هؤلاء السكان، فنسبة تزيد عن سبعين بالمئة من السكان ليسوا أصليين في منطقة الكاريبي وإنما يُمكن القول أنهم قد نزحوا من أوروبا وأسيا وأمريكا الشمالية بالذات، الأمر يُشبه تمامًا الولايات المتحدة الأمريكية في بدايتها، وهذا ما جعل البعض يزعم بأن منطقة الكاريبي بأكملها سوف تكون في يوم من الأيام دولة واحدة، عمومًا، يتميز سكان هذه المنطقة أيضًا بالطيبة أو عدم الوقوع في مشاكل، سواء كان ذلك على المستوى الشخصي وتعاملهم مع السياح والوافدين عليهم أو حتى المستوى الدولي وتعامل دول هذه المنطقة مع مثيلاتها.
أهم ما يميز منطقة الكاريبي
كما هو واضح فإن منطقة الكاريبي تحظى بالكثير من المميزات التي تؤهلها للبروز بشكل مُلفت وسط هذا العالم، أهمها بالطبع القابلية السياحية المُدهشة التي لا تُقارن مع أي مكان آخر في العالم، فالسياحة في منطقة الكاريبي كالماء والهواء في منطقة أخرى، هي أشياء موجودة وجود لا اختلاف عليه، أضاف إلى ذلك التنوع الذي يتميز به سكان هذا المكان من حيث اللغات التي يتحدثون بها، فالبعض يتحدث الإسبانية والبعض الآخر يتحدث الإنجليزية والكثيرون يتحدثون اللاتينية، أضف إلى ذلك لغات خاصة بكل بلد على حِده، وهذا أمر غريب بعض الشيء على المناطق المتوحدة، فمثلًا الشرق الأوسط بأكمله يتحدث العربية عدا دولة أو اثنين، وهكذا في بقية التكتلات الشهيرة، ولهذا نجد أن هذا الأمر غريب ومن السهل جدًا ملاحظته وملاحظة كون منطقة الكاريبي تتميز به، وهناك أيضًا مسألة التعداد السكاني الصغير للغاية، فهذا أمر مميز يُتيح ما يُعرف باسم الهدوء السكاني، فكلما زادت الأعداد زادت الطلبات، على العموم، ليس هذا كل شيء مميز، فإذا جلسنا لعد بقية المميزات سوف نأخذ يوم بأكمله، ما يُمكننا قوله في النهاية أن وجود منطقة الكاريبي في عالمنا ليس وجودًا عاديًا، وإنما هو في الحقيقة وجود مميز للغاية، وهذا هو المُدهش في الأمر.