من المؤكد طبعًا أن المحيط الهادئ لا يُمكن عاملته كمحيط ومسطح مائي عادي، وبالتالي فإن الجزر والأماكن المُحيطة به لن تكون عادية كذلك، بل يُمكن القول بلا مبالغة أنها سوف تحظى بمناطق جذب سياحية لا حصر، وهذا في الحقيقة أمر طبيعي تمامًا، لكن ما هو ليس منطقي أن نقوم بالحديث عن كل هذه الأماكن دفعة واحدة، فبالتأكيد سوف نحتاج إلى الحديث المقتصر عن بعض هذه الأماكن، ولذلك سوف نقوم سويًا بالتعرض لأبرز الجزر الموجودة في المحيط الهادئ مع المرور على أبرز مناطق الجذب السياحي الموجودة بهذه الجزر، والبداية ستكون مع جزيرة لورد هاو المُدهشة.
لورد هاو، قطعة تابعة لليونسكو
تتواجد مجموعة كبيرة من الجزر في منطقة المُحيط الهادئ، لكنك إذا تتبعت هذه الجزر وأردت الخروج في النهاية بجزيرة يُمكن ممارسة كافة الأنشطة المائية بها والتمتع من خلال بعطلة صيف رائعة فبالتأكيد ستكون جزيرة لورد هاو هي خيارك الأول بهذا الصدد، فهذه الجزيرة تمتلك بداخلها كل ما يُمكن القول إنه يتعلق بالحياة الطبيعية من قريب أو من بعيد، ومثال ذلك المسطحات المائية والقمم الجبلية والطيور التي تزين دائمًا سماء الجزيرة، وهي جزيرة قريبة جدًا من استراليا، وتحديدًا مدينة سيدني، حيث أنه من الممكن جدًا الوصول إليها خلال ساعتين فقط من هذه النقطة، لكن قبل أن تستخدم الطائرة وتنوي الذهاب إلى لورد هاو فإنك أولًا سوف تكون في حاجة ماسة إلى معرفة أهم المناطق الجاذبة الموجودة بهذه الجزيرة حتى يكون من الممكن التمتع بها والاستفادة من وجودها الهام، وطبعًا الأماكن من هذه النوعية كثيرة للغاية، لكننا سنذكر منها على سبيل المثال لا الحصر قمم التوأم، فما الذي يُمكن قوله عن هذه القمم يا تُرى؟
قمم التوأم
كما هو واضح من الاسم فإننا نتحدث عن قمم عالية شاهقة من المفترض أنها جبال، لكنها في الحقيقة ليست جبال عادية بالمرة، إذ أنهما قمتين مُتلازمتين، على رأس كل قمة ثمة مكان كبير يسمح لك بالقيام بجولة استكشافية مُمتعة، والمتعة هنا تكمن في كونك سوف تكون قادرًا على رؤية الجزيرة بالكامل من أعلى قمة بها، أضف إلى ذلك أيضًا وجود بعض الغابات والأماكن الاستوائية التي سيحب عشاق المغامرات وجودها، أما الشيء الخطير الذي يُفضل البعض الابتعاد عنه تمامًا فهو يتعلق برياضة التسلق والتزحلق التي يتم ممارستها من خلال هذه القمة، ومن واجبنا طبعًا أن ننصح الجميع بأن هذه الرياضة فقط لأصحاب القلوب القوية والمدربون جيدًا للقيام بمثل هذه الأمور، إذ أن خاطئ بسيط كفيل بإنهاء الحياة تمامًا، وإن كانت المتعة حاضرة هناك فيجب أن يكون الحذر حاضرًا كذلك.
جبل جاور
الآن يأتي الدور على شيء هام جدًا وأحد أهم مناطق الجذب السياحية الموجودة في جزيرة لورد هاو، والحديث هنا عن جبل جاور الذي يبلغ ارتفاعه 875 متر، وهو ارتفاع كبير للغاية يُمكن لأصحاب القلوب الضعيفة أن يفقدوا حياتهم بمجرد الصعود لقمة الجبل والنظر منها إلى الأرض، لكن على الرغم من ذلك نجد أن هذه القمة الجبلية قد تم استغلالها استغلالًا أمثل في الرياضات الخاصة بالتزحلق والتسلق، كما أنه ثمة نشاط يُنظم فوق هذا الجبل ويقوم على جلب المناظير وتحين رؤية القمر أو أي ظاهرة كونية في السماء، وذلك استغلالًا طبعًا للارتفاع الشاهق، ولن نُخبركم كم المتعة الكبير الذي يُمكن الحصور عليه مع القيام بفعل كهذا، وخاصةً إذا تم في الليل.
كابيلا لودج
لا تزال المتعة حاضرة بقوة ضمن مناطق الجذب البارزة الموجودة في جزيرة لورد هاو، والحديث هنا كابيلا لودج، وهو مكان للإقامة أشبه بالمنتجع السياحي الكامل المُتكامل، وبداخل هذا المنتجع تتم ممارسة كافة الأنشطة الشهيرة التي تحتاج إلى الماء كعنصر رئيسي، ونحن هنا نتحدث عن رياضات الغطس والسباحة والتزحلق وكل هذه الأنواع الرياضية الشهيرة، ولا ننسى طبعًا أماكن الترفيه الحضارية والمطاعم والمقاهي، فهو منتجع كامل يُعد الوجهة السياحية الحضارية للجزيرة، لذلك سيكون من الصعب جدًا الذهاب إلى لورد هاو دون القيام بزيارة سريعة لهذا المكان.
بسبب كثرة الأماكن السياحية الجاذبة الموجودة في جزيرة لورد هاو، ولأن هذه الأماكن أصلًا أغلبها من الأماكن الطبيعية، قامت منظمة حفظ التراث العالمي المعروفة باليونسكو بضم هذه الجزيرة إليه، وهي من المرات القليلة التي يتم فيها جزيرة بالكامل إلى هذه المنظمة، لكنها طبعًا تستحق ذلك وأكثر.
بورا بورا، أجمل جزر المُحيط الهادئ
في مساحة لا تزيد عن التسعة وعشرين ألف كيلو متر مربع تقع جزيرة بورا بورا التي تُعتبر من أكبر جزر المحيط الهادئ، ذلك الكيان الذي يمتلك الكثير من الجزر لكن بورا التي نتحدث عنها قد استطاعت إثبات نفسها بقوة ضمن كيان الجزر الكبير الموجود في هذه المنطقة، والحقيقة أن تلك القوة جاءت على الرغم من المساحة الصغيرة التي ذكرناها والأعداد القليلة جدًا من السكان التي لا تتجاوز التسعة آلاف نسمة، فهي كثافة سكانية لا تتواكب نظريًا مع عظمة الجزيرة، أضف إلى ذلك أن هذه المنطقة لا تزال حتى الآن تستخدم القوارب كوسيلة نقل رئيسية ولا تمتلك أي وسيلة أخرى تُمكنها من التنقل بين أماكن الجزيرة، إلا أن هذا كله لم يمنع أبدًا من سطوة بورا على منطقة المحيط الهادئ وكونها المكان الأكثر إقبالًا من السياح والزوار على مستوى العالم، ولابد أن هذا الأمر لم يأتي طبعًا من فراغ، إذ أنه ثمة الكثير من الأماكن الجاذبة الموجودة داخل بورا وتُسهم في جذب الأنظار إليها، وتحديدًا أنظار السياح الذين يجعلون من بورا الأكثر دخلًا من الناحية السياحية، وبالطبع أهم هذه الأماكن وأكثرها شهرة حصن البوبكات.
حصن البوبكات الشهير
من أشهر الأماكن السياحية الجاذبة الموجودة في جزيرة بورا ذلك الحصن الشهير المعروف باسم البوبكات، وهو حصن حديث نسبيًا، حيث تم إيجاده في القرن الماضي، وتحديدًا خلال الحرب العالمية الثانية التي جن جنون العالم خلالها، وقد كان الهدف من الحصن هو الدفاع عن الجزيرة والالتزام بكونها على الحياد تمامًا، وهذا ما حدث بالفعل في نهاية المطاف ليُصبح الحصن منذ ذلك التوقيت أحد أهم الأماكن البارزة الموجودة في الجزيرة، إذ أنه من النادر جدًا، بل من المستحيل، أن يقوم أحد بزيارة جزيرة بورا دون أن يعرج إلى حصن البوبكات ويلتقط الصور التذكارية بداخله.
الكنيسة البروتستانتية
طبعًا التسعة آلاف شخص الذين يعيشون في جزيرة بورا يتبعون الديانة المسيحية، وبالتالي من المنطقي تمامًا أن تتواجد كنيسة يُمكن لهؤلاء الأشخاص قضاء عبادتهم بها، وقد كانت هذه الكنيسة هي الكنيسة البروتستانتية التي بُنيت عام 1822، وهي لا تُعتبر فقط مجرد مكان عادي تُمارس فيه العبادة، وإنما هي أيضًا مكان سياحي بارز تأتي إليه أفواج السياح من أجل الزيارة، لذلك يجب وضعه في قائمة الأماكن الغير قابلة للتفويت في بورا.
شاطئ ماتيرا
لو لاحظتم فإننا في الأساس نتحدث عن جزيرة تقع على الساحل، لذلك من المنطقي تمامًا أن تكون الأماكن الجاذبة بها شاهدة على وجود مكان مصبوغ بالماء، والحديث هنا عن شاطئ ماتيرا الذي يعتبره البعض بلا مبالغة أحد أهم وأفضل الشواطئ الموجودة في العالم بأكمله، ومن النادر أن يذهب أحد إلى جزيرة بورا ولا يقوم بالمرور بهذا الشاطئ والاستمتاع به، وهذا الأمر يفعله نجوم ومشاهير العالم في صيف كل عام لأنهم يعرفون القيمة الحقيقية لهذا الشاطئ وأهميته.
حدائق المرجان
الماء وأنشطته لا يزالان حاضران معنا في جزيرة بورا، وهذه المرة طريقنا سوف يتجه إلى حدائق المرجان الكبرى، فهي تمتلك بداخلها مخزون كبير جدًا من جمال الطبيعة، أضف إلى ذلك الأسماك الاستوائية الكثيرة الموجودة في الحديقة والمطعم الصغير المُلحق بها، فهذه النوعية من الأماكن تجذب السياح وعشاق المتعة من كل مكان في العالم، ولهذا يتم تصنيف حدائق المرجان ضمن أبرز أماكن الجذب السياحي في الجزيرة ومن الأماكن التي لا تفوت زيارتها لأي سبب.
جزيرة موتو تابو
من المميزات الموجودة في جزيرة بورا التي نتحدث عنها تواجد أماكن مُصغرة من هذه الجزيرة، بمعنى أدق، ثمة مكان فيها يُعرف باسم موتو تابو، وهذا المكان في الحقيقة ليس إلا جزيرة مشابهة مصغرة لجزيرة بورا، وهذا الأمر يعني ببساطة أنه بإمكانك اختزال تلك المسافة الكبيرة في مسافة أصغر وتحظى بنفس المميزات التي توفرها المساحة الكبيرة، وعلى هذا الأساس كان من المنطقي تمامًا اعتبار جزيرة موتو تابو أحد أبرز الأماكن الجاذبة الموجودة في بورا، وهي كذلك تابعة لمنظمة اليونسكو وحفظ التراث العالمي، لهذا فإنها يجب أن تكون ضمن الأماكن الجديرة حقًا بالزيارة.
طبعًا هذه المناطق الجاذبة التي قُمنا بذكرها الآن لا تُعبر عن كل الأماكن الجاذبة الموجودة في المحيط الهادئ، وإنما يُمكن القول إنها تُعبر عن الأهم فقط، فالسائح عندما يذهب إلى مكانٍ ما يعرف جيدًا أنه لا يمتلك الكثير من الوقت، وبالتالي فإنه يُريد الخروج في هذا الوقت بأفضل الزيارات الممكنة، ولهذه قمنا بترشيح بعض الأماكن فقط في هذين الجزيرتين الشهيرتين من جزر المحيط الهادئ، وبقليلٍ من البحث يُمكنكم العثور على أماكن أخرى هامة.