الشرق الأوسط

قصر سرسق: تحفة بيروت الخالدة

على الرغم من أن قصر سرسق الموجود في مدينة بيروت اللبنانية لم يمضي على وجوده أكثر من قرن واحد إلا أن ذلك القصر يُعتبر الآن بلا شك أحد أهم الأماكن الأثرية الموجودة في هذه المدينة الجميلة.

الشرق الأوسط - قصر سرسق: تحفة بيروت الخالدة

قصر سرسق هو قصر عتيق بُني على يد سرسق، أحد الملوك اللبنانيين في عام 1910، وقد أوصى الرجل أن يُحول ذلك القصر بعد وفاته إلى متحف يفتح أبوابه أمام جميع اللبنانيين، وبالفعل تم تنفيذ الوصية بعد وفاة سرسق وفتُح القصر أمام العامة بدايةً من عام 1961، وهو ما جعله يُعامل الآن كمكان سياحي يأتي الناس لزيارته من كل حدبٍ وصوب، لكن يا ترى ما الشيء المميز حقًا في هذا القصر حتى يُصبح قبلة السياح من كل مكان في العالم؟ هذا السؤال في الواقع يحتاج إلى الدخول لقصر سرسق من أجل الخروج بإجابة مناسبة عليه، فهي بنا نفعل ذلك سريعًا من خلال السطور القليلة المُقبلة.

قصر سرسق من الداخل

أول ما سيخطف أنظارك فور رؤية المتحف هو شكله، ودعونا نُعامل المكان على أنه قصر وليس متحف، لأن طبيعة الأماكن الأثرية أنها تحتفظ بهويتها الرئيسية، وهوية قصر سرسق هي كونه قصر بلا أدنى شك، فذلك في الأساس هو الغرض الرئيسي الذي بُني من أجله، عمومًا، شكل القصر والتصميم الذي حظي بها قبل حوالي قرن من الزمان تصميم أقل ما يوصف به أنه تصميم مُدهش حقًا، والدهشة هنا تنبع من المساحة والأحجار التي استُخدمت في بناء القصر، بعد ذلك سوف نخطو خطوات أكثر داخل القصر كي نتمكن من رؤية ما يتواجد بداخله، وهنا نحن نتحدث عن قصر ملكي، أي أن كل الأشياء التي ستتواجد بداخله سوف تكون بالتأكيد أشياء ملكية فاخرة، ناهيك طبعًا عن أن القصر لم يخرج منه أي شيء دخل فيه، بمعنى أدق، لم تُباع الأشياء الأصلية التي كانت متواجدة به، حتى شكل غرفة النوم التي كان ينام بها الملك سرسق لا تزال تحتفظ بكامل قوامها، وبالإضافة إلى ما هو موجود أصلًا ثمة بعض الأشياء الهامة التي دخلت القصر وأضافت إليه، فما هي هذه الأشياء يا تُرى؟

نعود ونُكرر بأن الملك سرسق أراد أن يحول هذا القصر العظيم بعد وفاته إلى متحف، وبالتالي على القصر أن يمتلك بداخله ما يُبرهن على كونه متحف، وهنا نحن نتحدث عن وجود قطع فنية وبعض الأعمال الإسلامية الأخرى، أضف إلى ذلك احتفاظ القصر بالهوية اللبنانية من خلال تواجد بعض الأعمال الفنية والأدبية أيضًا داخل القصر، تلك الأعمال تتبع فنانين لبنانيين أو على الأقل تُعبر عن الهوية والقومية الخاصة بالبلد، حتى ولو كانت تلك الأعمال عالمية الصنع والمنشأ، على العموم، هذا القصر لا يزال يُعد من أهم الأماكن البارزة الموجودة في الشرق الأوسط بأكمله وليس فقط لبنان، وسيكون من السيئ حقًا أن تتم زيارة هذه المدينة الجميلة بيروت دون الذهاب إلى هضبة حي الأشرفية حيث يتواجد هذا القصر ويفتح أبوابه للزوار.

Booking.com