الشرق الأوسط

الشرق الأوسط - موارد السفر

مما لا شك فيه أن السفر سوف يكون أكثر متعة إذا ما أضفنا إليه ذلك العنصر المُتعلق بالتخطيط اللازم له، وذلك التخطيط قد يكون مجرد الإلمام بحالة المكان الذي ستذهب إليه خلال رحلة السفر هذه، والمقصود بحالة المكان هنا الإجابة على بعض الأسئلة الهامة المتعلقة بنقاط أكثر أهمية مثل حالة دور العبادة والأماكن الآمنة والخطرة وأهم الأمور التي يجب مراعاتها كي يتم الخروج في النهاية برحلة آمنة وجيدة، وسوف نضع هذه المعلومات بين أيديكم في صورة أجوبة للأسئلة التي تدور في أذهانكم الآن بكل تأكيد، والبداية ستكون مع ذلك السؤال الجوهري الهام المتعلق بالدين.

س: ما هي حالة دور العبادة في الشرق الأوسط؟

ج: طبعًا لا خلاف على أن السؤال الأول الذي يدور في أذهان الجميع ممن يرغبون في القيام برحلة السفر هو السؤال المتعلق بحالة دور العبادة وفكرة تواجدها أصلًا من عدمه، وبما أننا نوجه حديثنا في الأساس إلى السائح العربي فإنه لا يسعنا سوى أن نطمئنكم تمامًا فيما يتعلق بهذا الصدد لأن الشرق الأوسط أصلًا يتكون من ستة عشر دولة أغلبها من الدول العربية بنسبة تزيد عن التسعين بالمئة، أي أننا لن نجد أي صعوبة في القيام بالدور الديني لأي سبب من الأسباب لكوننا نتحدث عن دول تتحدث باللغة العربية وإسلامية في نفس الوقت، فبخلاف إسرائيل يُمكن القول أن دور العبادة لن تكون متوفرة مجرد توافر عادي، وإنما ستكون متوافرة بكثرة وبصورة تُشبه تمامًا تلك التي اعتدت عليها في بلدك، وهو أمر يبعث على الأمان بلا شك لأن المسافر إلى أي دولة غير عربية أو غير إسلامية يخشى خلال رحلته من أكثر من شيء، فأولًا قد لا يجد دور العبادة الصالحة لأداء العبادة الخاصة به، وثانيًا أنه قد يجد الكثير من المضايقات والتعنت الديني، وعلى الرغم من أن هذا الأمر نادرًا إلا أنه موجود في نهاية المطاف، لكنه ليس موجود بالمرة في دول الشرق الأوسط.

الديانة المسيحية أيضًا سوف يكون لها نصيب كبير من دور العبادة، حيث لن يجد العربي القبطي أي صعوبات في أداء العبادة الخاصة به، حتى الشخص اليهودي سوف تتوافر دور العبادة الخاصة به بغزارة في إسرائيل، فهي تحوي بداخلها أكبر كتلة يهودية في العالم، عمومًا، وكحكم مطلق على حالة دور العبادة في دول الشرق الأوسط، يُمكن القول بكل ثقة أنها حالة جيدة للغاية وتجعلنا قادرين على السفر إلى أي مكان في المنطقة دون الخوف من أي صعوبات ممكنة.

س: ما هي أهم العطلات الرسمية في الشرق الأوسط؟

ج: أي مكان في العالم يحتوي على قدر لا بأس به من العطلات الرسمية والأعياد، وفيما يتعلق بالشرق الأوسط تحديدًا، وبما أننا نتحدث عن منطقة معظم دولها عربية ومسلمة، فإن العطلات الرسمية الأسبوعية عادةً ما تتمثل في أيام الجمعة والسبت من كل أسبوع، بينما عدد قليل جدًا من الدول الموجودة في هذه المنطقة تحصل على إجازتها يومي السبت والأحد، هذا ما يتعلق بالإجازة الأسبوعية، أما الإجازات السنوية فهي تتمثل في أعياد الفطر والأضحى وبعض الأعياد الدينية كذكرى مولد النبي وعاشوراء وبعض الأيام الأخرى التي تقدسها الشريعة الإسلامية، كذلك نجد أن أعياد الميلاد وعيد القيامة المجيد يتم معاملتها أيضًا معاملة الأعياد الرسمية على الرغم من احتفال الأقلية فقط بها، وهذا يعني أنها تُصبح إجازات رسمية كذلك، أضف إلى كل ما مضى الأعياد الوطنية لكل دولة من دول الشرق الأوسط كأعياد التحرير والتأسيس وغير ذلك من الأعياد، وهو ما يُشكل في النهاية مخزون ليس بالقليل ويصلح بكل تأكيد لكي يكون مادة جيدة جدًا للاحتفال، بمعنى أكثر دقة، إذا كنت كمسافر عربي ستسافر إلى أي دولة من دول الشرق الأوسط فاعلم أنك لن تُعاني كثيرًا لأن الأعياد والمناسبات هناك تتشابه كثيرًا مع المناسبات والأعياد الخاصة بدولتك.

س: ما هي الأماكن الآمنة والخطرة في الشرق الأوسط؟

ج: تظل العلاقة بين الأمان والخطر علاقة متوترة، ويظل من الصعب جدًا وصف دولة بالآمنة أو بالخطرة نظرًا لاختلاف مستويات هذين الأمرين في هذه البلد، وفيما يتعلق بالشرق الأوسط فإنه يُمكننا إعطاء تقييم عام بالأمان، لكن لا ننسى أنه ثمة مناطق ملتهبة مثل العراق وإسرائيل وسوريا، فهي الدول موجودة في الشرق الأوسط وتُعتبر الأقل سياحيًا بسبب الأحداث المتوترة التي تقع بها، أما بالنسبة للمعنى النسبي لمصطلح الأمان فإننا نقصد به أن كل مكان لا يكون فيه لصوص أو كل مكان لا تذهب إليه وحدك في وقت متأخر وتعرف أنه مقطوع أو لا تتردد عليه الأقدام كثيرًا فاعرف أنه مكان آمن، والحقيقة أنه من الأفضل لك كسائح أو زائر لأي مدينة جديدة أن تقوم بكل المواعيد الكبرى التي تُريد القيام بها، وهي تتضمن الرحلات وزيارة الأماكن الترفيهية، في ساعات النهار أو على الأقل الساعات الأولى من المساء، فهذه المواقيت هي الأنسب لك، والشرق الأوسط من المناطق التي تشهد أكثر من منطقة مُلتهبة، كما أنه يحتوي على بعض الجماعات الترفيهية المتواجدة في بعض مناطقها، وهذا هو الخطر الدولي، على العموم، كونك شخص عربي، وكونك ستقوم أصلًا بزيارة منطقة عربية كذلك، فأنت بالتأكيد سوف تكون قادر على التعامل مع هذه الأمور بكل بساطة.

س: ما هي أحوال خدمة الإنترنت والواي فاي في الشرق الأوسط؟

ج: كل العالم الآن أصبح يولي اهتمامًا كبيرًا بخدمة الإنترنت والواي فاي لأنها يُشبهان كثيرًا الماء والهواء بالنسبة لمن يقومون باستخدامهما، وبالتالي من الطبيعي والمنطقي تمامًا أن تسأل عزيزي المسافر قبل السفر إلى الشرق الأوسط عن حالة خدمة الواي فاي وجاهزيتها، وهنا سوف نُجيب عليك إجابة دقيقة وصريحة، فالحقيقة أنه بالنسبة لتقييم المنطقة ككل فيُمكن القول أنها خدمة ضعيفة تقترب بعض الشيء من المتوسطة وتبعد بعدة خطوات عن الجيدة، لكنها ليست متميزة بالمرة، اللهم إلا في الدول الموجودة في الشرق الأوسط وتتمتع في نفس الوقت بالطراز الأوروبي، ونحن هنا نتحدث عن عدة نماذج منها تركيا وقطر والإمارات، فهذه الدول التي ذكرناها الآن خدمة الإنترنت والواي فاي بها أوروبية بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، أصلًا هذا الدول تُحاكي أوروبا في الكثير من الأشياء ولا يُمكن مقارنتها، في الكثير من الجوانب، بالدول العربية المنتمي أغلبها لدول العالم الثالث، لكن بما أنه من المفترض تواجدك في هذه الدول كسائح أو زائر فاعلم أن الفنادق مكان مناسب جدًا لتقديم هذه الخدمة على أكمل وجه ممكن، كما أنه من الوارد توافر الخدمة في بعض المتاجر والمطاعم وأماكن الترفيه، وما عدا ذلك فيُمكننا رده بكل بساطة إلى التقييم العام لهذه الخدمة في الشرق الأوسط.

س: ما هي مواعيد عمل البنوك والمتاجر والصيدليات في الشرق الأوسط؟

ج: في كل مكان في العالم ثمة مواعيد مُحددة لعمل الهيئات والجهات الرسمية أو غير الرسمية، والحقيقة أن الأمر الجيد للغاية في دول الشرق الأوسط أن معظمها يرتبط بوحدة مُعينة، وهي وحدة العروبة، فأغلب هذه الدول في الأساس دول عربية، ولذلك من المنطقي جدًا أن تكون المواعيد متشابهة، وخاصةً بالنسبة للبنوك الذي تعمل بمواقيت دولية في الأساس لارتباطها بالكثير من العوامل، على رأسها البورصة والاقتصاد الدولي، فالبنك في الشرق الأوسط يبدأ عمله في الثامنة صباحًا أو التاسعة على أقصى تقدير، بينما ساعات انتهاء عمل البنوك تبدأ من الثانية ظهرًا ويُمكن أن تمتد في بعض الأحيان إلى الرابعة عصرًا، وهو أمر نادر في الحقيقة، ولا ننسى طبعًا أن نذهب إلى المتاجر ومواعيد عملها، فالمتاجر هي الأماكن التي تبيع السلع الرئيسية التي نستخدمها في حياتنا اليومية، والواقع أننا إذا كنا نتحدث عن المتاجر الكبرى والمولات فإن الساعة الحادية عشر مساءً سوف تكون بالتأكيد الساعة الأخيرة في عمل هذه الأماكن، لكن بالنسبة للمتاجر الصغيرة الغير رسمية فبعضها قد لا يُغلق أصلًا طوال الأربعة وعشرين ساعة، وهذا الأمر ثابت طبعًا في أغلب الدول.

بالنسبة للصيدليات فإن المنتج أو السلعة التي تقوم ببيعها لا تُعطيها بالتأكيد تلك الرفاهية في الإغلاق والافتتاح لأنه من الوارد جدًا أن تظهر حاجة المريض إلى الدواء في الثالثة صباحًا على سبيل المثال، ولهذا فإن المعمول به في هذه الحالة أن يتم تخصيص بعض الصيدليات التي تُغلق وتُفتح في مواعيد محددة كالثانية عشر من الصباح على أقصى تقدير، بينما ثمة صيدليات أخرى لا تُغلق طوال اليوم وتعمل لأكثر من دوام، وهذه له أعذارها بكل تأكيد.

س: ما هي أحوال خدمة البريد والطوارئ في الشرق الأوسط؟

ج: السائح أيضًا يُريد السؤال عن خدمتين من الخدمات الهامة جدًا من وجهة نظره، وهما خدمتيّ البريد والطوارئ، أما بالنسبة للبريد فالجميع يعرف أن البريد المقروء أو المراسلات الورقية لم يعد لها مكانًا في هذا العالم، ولهذا نجد أنه من المنطقي تمامًا ألا يتم اللجوء إلى هذا النوع من الخدمات، وربما الأمر سيتضح أكثر من عدم تواجد أي صناديق في الشوارع الرئيسية بمدن الشرق الأوسط، اللهم إلا بعد المدن التركية المصبوغة بالصبغة الأوروبية، أما بالنسبة للنوع الثاني من البريد، وهو بريد الشحنات أو الطرود كما يُطلق عليه البعض، فهو النوع الذي يحصل الاهتمام الشديد به نظرًا لأهميته، ولهذا نجد عدة مكتب في المدن الرئيسية مهمتها استقبال وإرسال هذه الشحنات أو تلك النوعية من البريد، لكن يجب أن تعرفوا أنها مكلفة بعض الشيء، وهذا التكلفة ترتفع وتقل على حسب الكمية أو الحجم، لكن ماذا عن الطوارئ؟

الاهتمام بالطوارئ في الشرق الأوسط اهتمام نسبي أيضًا، فخدمة الطوارئ وجودتها وعدم جودتها أمور ترجع في الأساس إلى الحالة العامة للدولة من حيث التقدم والتأخر وتوافر الموارد والإمكانيات بشكلٍ عام، وهو أمر لا يتوفر في نصف الدول تقريبًا، على العموم يُمكننا إطلاق حكم عام بأن الطوارئ في الشرق الأوسط، وتحديدًا خدمة الإسعاف والشرطة والإطفاء، تتوافر بنسبة جودة تقترب من الخمسين بالمئة، أما بالنسبة للأرقام الخاصة بهذه الخدمة فإننا ننصحك بالطبع باستخدام الرقم الدولي المخصص لها، وهو رقم 112.

طبعًا ما سبق ذكره الآن من موارد يتعلق فقط بأهم الأسئلة التي قد تدور في أذهان من يرغبون في القيام برحلة سفر إلى الشرق الأوسط، وإن كان هناك بكل تأكيد المزيد من الأسئلة، لكن هذه المجموعة الأهم، كما أن التعرف على معلومات أكثر عن الشرق الأوسط سوف يُسهم في عملية وضع إجابات لأسئلة لا تزال تدور في أذهانكم حتى الآن.