كما ذكرنا، وسنُكرر مجددًا، الحديث عن دول كبرى مثل دولة تركيا التي نتحدث عنها الآن واحدة من الأحاديث التي تحتاج إلى كتب كبيرة، لكن كل ما هنالك أنك عند ترغب في توجيه معلومات بسيطة وسطحية لسائح أو زائر أو مُطلع يُريد فقط رؤية البحر دون التعمق فيه فبالتأكيد الأوضاع سوف تختلف تمامًا، وسوف نتجه كما ذكرنا إلى التبسيط في كل الجوانب التي سنقوم بتناولها الآن، والتي على رأسها بلا أدنى شك جانب التاريخ، فما هي أهم المعلومات التي تتعلق بتاريخ تركيا العريقة؟ هذا هو السؤال الذي سنحاول الإجابة عليه في بداية حديثنا.
تاريخ دولة تركيا
التاريخ التركي يقول أن هذه الدولة العريقة قد بدأت من خلال جزء كبير من جزيرة الأناضول، فما يزيد عن سبعة وتسعين بالمئة من مساحة تركيا الحالية، تركيا الحديثة إن جاز التعبير، تابع في الأصل لجزيرة الأناضول، أما عن السكان فقد عرفت تركيا الكثافة البشرية منذ عصر الإنسان الحجري، ولهذا فإنها تُعتبر من أوائل الأماكن التي عرفها الإنسان، ثم بعد ذلك بدأت الحضارات والثقافات المختلفة تتوافد على تركيا حتى جاءت النهاية على يد الدولة العثمانية التي انتهت بشكل رسمي في عام 1923، لتبدأ منذ ذلك التاريخ الدولة التركية الحديثة، لكن قبل ذلك، ماذا عن جغرافيا هذه الدولة؟
جغرافيا دولة تركيا
مما لا شك فيه أن المكان الذي تقع فيه دولة تركيا مكان استراتيجي بامتياز، فهي تُعتبر حلقة الوصل بين قارة أسيا وقارة أوروبا، بل وبها جسر شهير يصل بين القارتين، وربما لهذا السبب كانت في فترة من الفترات تابعة لقارة أوروبا وفي فترات أخرى باتت تابعة لقارة أسيا، وهي على الأغلب تُمثل سبعين بالمئة من جزيرة الأناضول القديمة، أما عن المساحة في تقريبًا 783562 كيلو متر مربع، وفي هذه المساحة يعيش ثمانين مليون نسمة فقط، وهو رقم مناسب جدًا يجعلنا نُقر بعدالة الكثافة وقابلية التطوير وإمكانية الإكمال في النهضة الصناعية القائمة حاليًا، عمومًا، الحدود الجغرافية الخاصة بقارة أسيا تبدأ من الشمال الذي يتواجد به جورجيا والبحر الأسود، أما الشرق ففيه إيران وأرمينيا، والجنوب سوريا والعراق والغرب اليونان وبحر إيجة، وهي حدود جيدة جدًا كما هو واضح من التقسيم.
الطقس في تركيا
تأخذ تركيا أكثر من طقس بسبب قربها من أكثر من بحر، فمثلًا، تلك المناطق التي تطل على بحر إيجة وتقع في الجزء الساحلي نجدها بكل سهولة تأخذ مناخ البحر المتوسط، وهو مناخ يمنحك فصل صيف حار وشتاء بارد ورطب، بينما تلك المناطق التي تطل على البحر الأسود تأخذ نوع آخر من المناخ يُعرف بالمحيطي، وهو دافئ صيفًا وبارد شتاءً، وهكذا تختلف أنواع الطقس باختلاف المكان، لكن أكثر الأماكن التي تتعرض بشكل متكرر لسقوط الأمطار هي المناطق المطلة على البحر الأسود، وبشكلٍ عام، إذا كنا سننصح شخص ما بالسفر إلى تركيا في أحد الفصول فالاختيار بالتأكيد سوف يكون فصل الصيف، وخاصةً إذا كان الحديث موجه للزائر العربي الذي اعتاد على أجواء قريبة من صيف تركيا.
السكان في تركيا
تُقدر أعداد السكان الموجودة في دولة تركيا حوالي خمسة وسبعين مليون نسمة، وذلك حسب آخر إحصائية تمت قبل سبعة أعوام، ومن المتوقع أن تكون الأعداد قد وصلت الآن إلى ثمانين مليون نسمة، وهي أعداد مناسبة للغاية نظرًا لكونه لا تسمح بإحداث تضخم وكثافة سكانية وفي نفس الوقت ليست قليلة ومُعرضة للدخول في دوامة العجز السكاني، بل والجميع أكثر في هذه الأعداد أن نسبة سبعة بالمئة فقط هي التي تتجاوز سن الستين ولا تسطيع العمل، وأيضًا نسبة الأطفال حوالي خمسة وعشرين بالمئة، أي أننا نمتلك ما يقل بقليل عن نسبة السبعين بالمئة من هذه السكان يقدرون على العمل والإنجاز، وربما هذا ما يتضح من الوضع الاقتصادي لهذه الدولة، مع الوضع في الاعتبار أنه في عام 1923، وتحديدًا عند بداية تأسيس دولة تركيا، لم يكن السكان يتجاوزون الثلاثة عشر مليون نسمة!
الأكراد بكل تأكيد يمثلون أكبر نسبة من سكان دولة تركيا، بل ويتم اعتبارهم السكان الأصليين للبلاد، أما عن الهيئة والشكل اللذان يأخذهما هؤلاء السكان فيمكن القول إنهما من الأمور المُحيرة بعض الشيء، فالإنسان التركي غالبًا ما يكون مازجًا في هيئته بين العربي والغربي، يحدث ذلك في نفس الوقت بكل غرابة، تمامًا مثل الإنسان الإسباني، وذلك الأمر يحدث بسبب اقتران العرقين منذ زمنٍ طويل واستمرار ذلك الاقتران حتى الآن.
أهم ما يميز تركيا
تتميز تركيا طبعًا بكونها دولة أسيوية وأوروبية في نفس الوقت، كما أنها تُعتبر من أقوى الدول الإسلامية الموجودة في العالم بأكمله لدرجة أنها قد تفوقت على الدول العربية التي من المفترض أن تكون أقرب للدين الإسلامي، كذلك يُمكن القول إن مميزات دولة مثل تركيا تشمل كذلك قدرتها على الجمع بين الجمال الطبيعي الخالص والصناعي الموجود بأيادي البشر، فتركيا تتواجد بها الكثير من الحدائق والشلالات التي سنتعرف عليها بالتفصيل في الأماكن البارزة وأماكن الجذب السياحي ودليل المكان، وفي نفس الوقت تمتلك الكثير من الأشياء الحديثة التي تُقارع مثيلاتها في الدول الأوروبية، كذلك من أهم مميزات هذه الدولة الجميلة أنها تمتلك بداخلها أكبر تراث إسلامي، ذلك التراث يتمثل أغلبه في المساجد والأضرحة، والحقيقة أن أهم ما ساعد على ذلك الأمر هو كون تركيا قبل فترة قصيرة أرض الخلافة الإسلامية، أو بمعنى أدق، آخر خلافة إسلامية حقيقية على وجه الأرض، ويُمكننا أيضًا أن نعتبر اللغة التركية واحدة من أهم المميزات الموجودة داخل هذه البلد، فهي من أجمل لغات العالم وأكثرها عراقة وقابلية للتعلم من الأجانب، وهذا أمر جيد بالطبع.