في كل مدينة ثمة معالم بارزة، وإلا ما كانت أصلًا تستحق أن نتحدث عنها ونذكرها في دليل مثل هذا، وفيما يتعلق بمدينة برمنغهام فإن المعالم البارزة كثيرة ومُختلفة، صحيح أن الغالبية كما ذكرنا للحدائق والمنتزهات لكن هذا الأمر لا يعني أبدًا أن بقية المعالم تحظى بوجود قوي وتُعتبر كذلك من الأماكن البارزة في المدينة، تلك الأماكن التي يقطع السياح تذاكر السفر ويدفعون الكثير من الأموال خصيصًا من أجل زيارتها، وإن كان نريد الدقة فإن مدينة برمنغهام نفسها تُعتبر في الأساس معلم بارز موجود في مدينة إنجلترا، عمومًا لن نُطيل كثيرًا في المقدمات وسنبدأ مع أهم وأشهر هذه المعالم، ليس في مدينة برمنغهام وحدها، بل إنجلترا، بأكملها، ألا وهو متحف القبة السماوية.

متحف القبة السماوية، متحف التكنولوجيا

عندما نقول إن مدينة برمنغهام مدينة ريفية من الطراز الأول فسوف يظن البعض بذلك أننا نتحدث عن مدينة غير مُتحضرة أو غير مُلمة بالتكنولوجيا كما هو موجود مثلًا في العاصمة لندن، لكن الواقع يقول أن أهم معلم في هذه المدينة يُعتبر دليلًا دامغًا على التقدم التكنولوجي الكبير، وذلك المعلم هو متحف القبة السماوية الموجود في قلب المدينة، وهو متحف رقمي يهتم بكل شيء له علاقة بالتكنولوجيا، كما أنه يهتم بالمحركات البخارية وفنون التنجيم ومعظم الأجهزة الإلكترونية التي ربما لا يعرف بعض العلماء نصف ما يتواجد في هذا المتحف عنها، وإذا قلنا أن هذا المتحف لعشاق التكنولوجيا فقط فسوف نكون غير منصفين بالمرة نظرًا لأن المتحف متاح أيضًا لكل عشاق الجمال والإبهار، وربما هذا هو السبب في اعتباره أحد أهم المتاحف الموجودة في أوروبا وليس إنجلترا أو برمنغهام فقط، لذلك إذا كنت في برمنغهام فلا تتردد أبدًا في المرور بمكان هام جدًا من أماكن الجذب البارزة الموجودة في هذه المدينة، ولن تندم.

بيج بروم، خليفة بيج بن

طبعًا كلنا نعرف ساعة بيج بن الشهيرة والمتواجدة في مدينة لندن، وبما أن مدينة برمنغهام لا تقل شيئًا عن لندن كان لابد من وجود معلم سياحي بنفس درجة الأهمية، وقد جاء ذلك في صورة بيج بروم، وهي ساعة تُشبه كثيرًا بيج بن في الشكل والتصميم، وإن كانت بيج بن طبعًا أعرق وأهم وأكثر شهرة، لكن ما يُميز ساعة بروم ويجعلها من أهم الأماكن البارزة أنها قد استغلت كثيرًا الأماكن المتواجدة حولها وأقامت فيها العديد من المشاريع ذات الأهمية الكبيرة، وهذا ما جعلها مركزًا تجاريًا وفي نفس الوقت مزارًا سياحيًا، فإذا كنت سعيد الحظ وحظيت بزيارة يومًا إلى بيج بروم فسوف تُلاحظ الإقبال الكبير على الساعة، والذي ربما يفوق الإقبال الموجود على بيج بن الأصلية، وقبل أن تُفكر في سبب ذلك سوف تجد بنفسك الكثير من المتاجر والأماكن الهامة الأخرى تُحيط بهذا المكان، لذلك لا تُفكر مجرد التفكير في زيارة برمنغهام دون أن تعرج على بيج بروم وترى بنفسك عظمة الإنجليز في استثمار النجاح والشهرة اللذين تحققا من خلال بيج بن.

قاعة الذكريات، مكان لضحايا الحروب

في مدينة برمنغهام أيضًا، وفي سبيل إثبات مسألة التنوع التي تتمتع بها المدينة، سوف نجد كذلك مكانًا في وسط المدينة يُعرف باسم قاعة الذكريات، وهذه القاعة تُشبه إلى حد كبير المتحف ويتواجد على بابها نصب تذكاري، أما بداخلها فثمة الكثير من الصور لكل الضحايا الذين راحوا في الحروب، ببساطة، إنها طريقة مثالية لتخليد هؤلاء، والذين ليسوا إنجليز بالضرورة، فيُمكن أن يكونوا كذلك منتمين إلى أي بلد أخرى من دول الحلفاء التي حاربت في الحرب العالمية الثانية وألحقت الهزيمة بهتلر، لكن قبل ذلك تجرعت كأسًا كبيرًا من العذاب، وهذا ما يحاول المتحف أو القاعة إظهاره من خلال مجموعة من الصور لهؤلاء الأبطال، كما أنه ثمة كذلك بعض المشاهد التي تُحاكي ما حدث خلال الحرب وتقريب تقني لأشهر المعارك يجعلك تشعر وكأنك قد شاركت فيها بنفسك ولا تكتفي فقط بمشاهدتها، والجميل حقًا في الأمر أن الدخول إلى هذا المكان مجاني تمامًا، أي أنك ستحظى بالمتعة دون دفع أموال مثلما هو الحال مع أغلب الأماكن في برمنغهام.

مركز الصقور العالمي، كأنك تعيش معهم

كذلك من ضمن الأماكن التي لا يجب تفويتها بأي شكلٍ من الأشكال أثناء التواجد في مدينة برمنغهام مركز الصقور العالمي، والذي يُعتبر بلا شك أحد أهم الأماكن البارزة في المدينة نظرًا لتصنيفه كمركز عالمي، وربما أهمية ذلك المركز تنبع أصلًا من المجال الذي يهتم به، فالصقور والنسور حيوانات مُحيرة للإنسان نظرًا لما تقوم به، مُحيرة وفي نفس الوقت بعيدة عن المتناول نظرًا لعدم تواجدها في أماكن كثيرة، فهي تظل في نهاية المطاف حيوانات برية لها ظروف معيشية معينة، لكن المركز يقضي على كل ذلك ويقتصر لك تلك المسافات من خلال التعرض لتجربة معيشية للصقور منذ البداية والنشأة والتربية وحتى المراحل الأخيرة في حياتها، بعض هذه المراحل تكون حقيقية وبعضها يعتمد على التكنولوجيا الرقمية والمحاكاة، لكن الأمر الثابت أن النتيجة في النهاية تكون مُبهرة، ولو لاحظتم فإن ما يؤكد كون هذا المركز بارز جدًا أنه قد أصبح مركز عالمي موثق ومُعتمد من قِبل الاتحاد العالمي للحيوانات البرية وأكثر من جهة رسمية أخرى.

هذه الأماكن المذكورة ليست كل الأماكن البارزة في برمنغهام، فعراقة المدينة لن تتوقف أبدًا عند ذلك الحد حيث أنه ثمة أيضًا بعض الأماكن الهامة مثل مصنع كادبوري ومكتبة برمنغهام ومدينة الغولف والجزيرة الصناعية والكثير من الأماكن الأخرى التي ربما لا يوجد مكان لذكرها على الورق، لكنها موجودة في الواقع ويمكن زيارتها خلال رحلتكم إلى برمنغهام.