بعد أن يقوم السائح العربي بتجهيز كافة الأشياء التي يُريدها من أجل القيام برحلة سفر ممتعة إلى برمنغهام، سواء كان ذلك يتعلق بحجز الطائرة والفنادق ومعرفة الأماكن التي يزورها فإنه ثمة سؤال هام يستحق الطرح بهذا الصدد، وهذا السؤال يتعلق بعدة محاور ونقاط كلها تهتم بالحياة التي سيعيشها المسافر خلال رحلة سفره، فهو يُريد أن يعرف بالضبط ما الذي سيفعله بالضبط في حالة التعرض لأي مصاعب أو الحاجة لتأدية العبادة الدينية أو التعامل مع المستشفيات والمتاجر والبنوك والصيدليات، كل هذه أسئلة هامة يُريد طرحها قبل أن يحزم أمتعته ويُقرر السفر إلى برمنغهام، ولذلك نجد أن واجبنا يُحتم علينا منح هذا السائح كل الأجوبة المناسبة على هذه الأسئلة، ويُمكن بكل بساطة أن يقوم السائح بطباعة ورق بالأسئلة والأجوبة التي نطرحها في السطور الآتية كي تكون رفيقًا مناسبًا له خلال الرحلة، ولتكن بداية إجاباتنا مع السؤال الأول والأهم بالطبع، وهو المُتعلق بدور العبادة وحالتها في برمنغهام.
س: هل هناك دور عبادة مناسبة للجميع في برمنغهام؟
ج: السؤال الأول الهام هو الذي يتحدث عن دور العبادة والدين في برمنغهام، والحقيقة أن إجابة هذا السؤال تكمن في رد مدينة برمنغهام إلى دولتها، وهي إنجلترا أو المملكة المتحدة، فمن الجنون تمامًا أن نعتقد بأن دولة مثل إنجلترا سوف تتغاضى عن أمر هام وفارق مثل دور العبادة في مدينة كُبرى وهامة مثل برمنغهام، فمن البديهي طبعًا أن تتواجد الكنائس بكثرة لأن الديانة المسيحية هي الديانة الرسمية للدولة، لكن المساجد أيضًا لها حضور في إنجلترا بالكامل وبرمنغهام على وجه التحديد، حيث أنه ثمة ثلاث مساجد كبرى وعدد من الزوايا في أماكن مُتفرقة، وفي هذه المساجد يتم ممارسة الشعائر الإسلامية الكبرى بكل حرية، حيث يتم حضور صلاة الجمعة والخطبة كما يتم أيضًا إقامة أعياد الفطر والأضحى، هذا بالإضافة إلى صلاة التراويح في شهر رمضان، كل هذا يتم في المساجد دون أي مضايقة من السلطات البريطانية أو حتى المواطنين الموجودين في المدينة، والسر في هذا الأمر ببساطة أن برمنغهام مدينة كُبرى ولا يُمكنها التغاضي عن هذا الأمر وفقدان السياح العرب كما أنه أيضًا ثمة ثلاثة بالمئة من سكان هذه المدينة الأصليين ينتمون إلى الديانة المسيحية، وهذا ما يجعل الأمر شبه محسوم، لذلك لا داعي أبدًا للقلق من فكرة ممارسة العبادات داخل برمنغهام.
س: ما هي أهم الأعياد والعطلات في برمنغهام؟
ج: الأعياد في برمنغهام هي نفسها الأعياد في إنجلترا باستثناء العيد الإقليمي في المدينة والذي يتم الاحتفال به من قِبل سكان برمنغهام فقط، لكن بالنسبة للأعياد الوطنية التابعة للدولة بأكملها فإن المدينة تحتفل بها مثل أي جزء آخر من الدولة، وإذا أردنا حقًا التعرف على أكثر الأعياد احتفالًا واهتمامًا من الجميع فهي أعياد الميلاد والكريسماس التي تأتي في نهاية شهر ديسمبر من كل عام، فهذه الأعياد تحظى بزخم هائل، وإذا كنت سعيد الحظ حقًا وقُدر لك أن تكون في برمنغهام بوقت هذه الأعياد فسوف تقضي بالتأكيد أسعد أيام حياتك بسبب الأجواء في هذه المدينة عند الكريسماس، ولا ننسى كذلك الأعياد المتعلقة بنهايات الحروب العالمية، فهي تحظى أيضًا باحتفال طفيف، أما العطلات فهي السبت والأحد مثل أي مكان آخر في إنجلترا، وبالطبع السياح العرب معتادون على إجازة الجمعة وكونها العطلة الأولى في العالم العربي، لكن الجمعة في برمنغهام يوم عادي بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ.
س: ما هي الأماكن الآمنة والخطرة في برمنغهام؟
ج: الآن الحديث أصبح يتعلق بالأمان والخطر، ولمن لا يعرف، فإن طبيعة النفس البشرية تبحث أول ما تبحث عن تأمين المكان الذي تتواجد به ومعرفة الأماكن الخطرة كي تتجنبها، هكذا يسير الأمر منذ أن بدأ الخلق وحتى الآن، ولهذا فإنه من المنطقي أن يُحبذ السائح، قبل الذهاب إلى برمنغهام، التعرف على أهم الأماكن الآمنة والأماكن الخطرة كي يتمكن من أخذ احترازه، وهنا نقول لكم بكل ثقة أن برمنغهام بأكملها يُمكن أن تُعتبر مكانًا آمنًا لكونها مدينة كبيرة وهامة في إنجلترا، وبالتالي فإنها تحظى بنسبة تأمين عالية من السلطات الإنجليزية، كما أنه قد سبق وأخبرناكم بأن هذا الشعب يُحبذ حقًا الحياة الهادئة وليس شعبًا صاخبًا مثل الشعب الإسباني أو الإيطالي على سبيل المثال.
عمومًا، وإذا كنت نوجه الحديث للسائح العربي المسلم بالتحديد، فإنه ثمة قاعدة لا خلاف أبدًا عليها، تلك القاعدة تقول إن الأماكن التي تذهب إليها في ساعات النهار وتكون مأهولة بالسكان هي الأماكن الأكثر أمنًا، أما إذا اتجهت إلى الحانات ونوادي الدعارة في ساعات متأخرة من الليل فلا تتوقع أبدًا أن تلتقي هناك بأشخاص مُسالمين، فهذا هو وكر الخطر بعينه، ولا يُمكن تحديد أماكن مثل هذه في برمنغهام لأن أغلب الأماكن الموجودة بها سياحية وآمنة.
س: ما هي مواعيد عمل البنوك والصيدليات والمتاجر في برمنغهام؟
ج: من ميزات برمنغهام التي قد تكون عيوب بالنسبة البعض أنها مدينة المواعيد من الدرجة الأولى، بمعنى أن الهيئات هناك تعمل في مواعيد مُعينة وتُغلق في مواعيد معينة، وهذا ما لم يعتد عليه السائح العربي الذي اعتاد على وجود متاجر وبنوك وصيدليات في وطنه لا تُغلق طوال اليوم، ففي برمنغهام مثلًا، وعندما تتعدى الساعة السادسة مساءً لن يكون هناك أي متجر مفتوح في المدينة، وهذا ما يُجبرك على شراء كل ما تحتاج إليه قبل هذا الموعد أو تنتظر حتى صباح اليوم التالي، بينما البنوك تُغلق أبوابها غالبًا في الثالثة ظهرًا، أما الصيدليات فهي قد تطول مواعيد فتحها حتى العاشرة أو الحادية عشر مساءً، وكل هذه الأماكن تفتح أبوابها في الثامنة صباحًا أو العاشرة على أقصى تقدير، وسبب عدم إعجاب البعض بهذه المواعيد أنها قد تقتل بهم حالة الكسل وعادة اللحاق في الأنفاس الأخيرة، على كلٍ، بما أنك عرفت فحاول أن تلتزم بما تم ذكره من مواعيد مع الوضع في الاعتبار أن أيام العمل هي طوال الأسبوع عدا السبت والأحد.
س: ما هي حالة خدمتيّ البريد والطوارئ في برمنغهام؟
ج: لا خلاف على أن معرفة حالة الطوارئ في مدينة برمنغهام أمر هام جدًا نظرًا لما يُمكن التعرض إليه في بلد أجنبي، فحالة الطوارئ تعني الشرطة والإسعاف والمطافئ، وكل هذه جهات لا يعلم أحد متى يُمكننا الحاجة إليها بالضبط، لكن لا داعي للقلق، فهي متوفرة دائمًا على أهبة الاستعداد، أما أرقامها فتختلف من منطقة إلى أخرى، لكن هناك رقم شبه موحد في أغلب دول أوروبا يُمكن اللجوء إليه خلال التواجد في مدينة برمنغهام، وهو رقم 112، أما خدمة البريد فهي تنقسم إلى بريد مراسلات وبريد الشحنات، بريد المرسلات سيكون متاح غالبًا على رأس كل شارع رئيسي في المدينة، حيث يُمكنك وضع رسالتك في الصندوق الموجود بكل سهولة بعد أن تضع الدمغات اللازمة، بينما بريد الشحنات فهو يحتاج منك الذهاب إلى مكتب البريد بنفسك وتسليم الشحنة أو الطرد، وقد تأخذ على أقصى تقدير أسبوع، بيد أن ميزة هذه المدينة أنها تُرسل إلى أي مكان في العالم أو داخل إنجلترا، وهو شيء مميز بكل بالتأكيد.
موارد السفر والأسئلة المتعلقة برحلة برمنغهام قد تختلف بالطبع من سائح إلى آخر لسبب بسيط جدًا، وهو أن سائح له ظروفه الخاصة، وهذا لا يمنع طبعًا من أن هذه الأسئلة التي طرحنها هي الأهم والأكثر تداولًا، وإن كان البعض سيسأل مثلًا عن أماكن تواجد العرب هناك فثمة مقهى مُخصص للعرب في جنوب المدينة وهناك نسبة تزيد عن الاثنين بالمئة من السكان الأصليين يتمتعون بأصول عربية، لا تقلق، لن تكون وحدك أبدًا طوال تواجدك في مدينة برمنغهام.