مما لا شك فيه أن موارد السفر تُعتبر أمرًا من الأمور الهامة التي تشغل بال المسافر طوال الوقت، وبصفة خاصة ذلك المسافر الذي يقصد مكان من الأماكن للمرة الأولى، ففي هذه الحالة سوف تجده شغوفًا لمعرفة كل الأمور التي تتعلق بدور العبادة والعطلات والبريد ومواعيد العمل والأمان والخطورة، وأشياء كثيرة أخرى تتعلق بهذا الصدد لدرجة أنه قد يكتب هذه الأجوبة في ورقة صغيرة ويأخذها معه خلال رحلة السفر كي يضمن أن الأمور سوف تسير بخير معه، ومن هنا يأتي دورنا نحن بالإجابة على هذه الأسئلة ومنحه إجابات شافية كافية، والحقيقة أن السؤال الأول الذي بالتأكيد يدور في ذهن الجميع قبل السفر إلى أي مكان هو سؤال يتعلق بدور العبادة، فما هي حالتها يا تُرى في قارة أسيا؟
س: ما هي حالة دور العبادة في قارة أسيا؟
ج: من ناحية دور العبادة يُمكن القول ببساطة أن قارة أسيا هي أكثر القارات في العالم تخبطًا بهذا الصدد، فمثلًا قارة مثل أوروبا معروف أن أغلبها إذا لم تكن نسبة تزيد عن التسعين بالمئة منها مسيحيين، وقارة مثل إفريقيا يُمكن القول أن النسبة متساوية ومتقاربة بين المسلمين والمسيحيين، لكن في أسيا نجد هناك تفاوت كبير واختلاف غريب، كما أن أسيا معروفة بكونها تمتلك أكبر عدد ممكن من الديانات، حيث أن الهند والصين واليابان وحدهما يمتلكان ما يزيد عن الألف ديانة، طبعًا كل هذه الديانات ليست سماوية، فهي إما خرافية أسطورية أو ربما تكون من النوادر التي ستثير جنونك، أما الديانات السماوية، والتي هي الإسلامية والمسيحية واليهودية، فهي تلقى نسبة تقترب من الثلث فقط، ولكم أن تتخيلوا أن قارة كبرى مثل أسيا أكثر من ثلثيها يُعاني من الضياع في دور العبادات، لكن ربما هذا راجع إلا أن دولتين كبيرتين مثل الهند والصين يمتلكان أعداد كبيرة من هذه النوعية التي لا تتبع دينًا مُعينًا.
بالنسبة لك كشخص يُريد قضاء ورده وعبادته بالصورة الطبيعية فإنك إذا ذهبت إلى بلد أسيوية عربية فسوف يكون الأمر في غاية السهولة، أما بقية الدول، وخاصةً الصين والهند واليابان وكوريا، فالأمور هناك قد تبدو معقدة بعض الشيء، كما أن الاضطهاد الديني هناك في أوجه، ولذلك قد تعاني من أجل العثور على مسجد مثلًا، والحقيقة أن الحل الوحيد للتغلب على هذا الأمر هو الاكتفاء بقضاء العبادة في الفندق أو مكان الإقامة في حالة التواجد في الدولة المذكورة، أما بقية الدول العربية والإسلامية مثل إندونيسيا فالأمر فيها طبيعي جدًا ولن تجد أي مشاكل بإذن الله.
س: ما هي أهم العطلات والأعياد في قارة أسيا؟
ج: الأمر الثاني الذي يستحوذ كذلك على اهتمام الجميع هو الذي يتعلق بالأعياد والعطلات الرسمية، وهنا سوف نقوم بتقسيم الوضع أيضًا حسب النوعين من الدول الموجودة في قارة أسيا، ففيها كما ذكرنا دول عربية ودول غير عربية، أما بالنسبة للدول العربية فالأعياد الرئيسية فيها هي أعياد الفطر والأضحى بلا أدنى شك، أضف إلى ذلك الأعياد الوطنية العادية، كتاريخ نيل الاستقلال أو تاريخ انتصار في حربٍ ما، لكن تبقى الأعياد الرئيسية هي المتعلقة بالديانة، أما على الجانب الآخر، وفي دول كبرى مثل الهند والصين واليابان، فإن الأعياد تأخذ منحنى آخر من الغرابة والإدهاش، حيث يُمكننا أن نلاحظ ببساطة الاحتفال بأعياد لا محل لها من الإعراب، وخصوصًا في دولة الهند، لكن البعض قد يجد متعته الخاصة في هذه الأعياد بكل تأكيد، لذلك فهي مناسبة للسائح العربي أن أراد مشاهدتها والترفيه عن نفسه من خلالها، لكن لا يُنصح طبعًا بالمشاركة فيها، أما بالنسبة للبلدان العربية في قارة أسيا فأعيادها الهامة معروفة بالطبع، الفطر والأضحى.
بالنسبة للعطلات الرسمية فهي طبعًا تشمل أيام الأعياد والمناسبات الرئيسية التي تلقى اهتمامًا من الدولة، أما إذا كان السؤال عن أيام الإجازات الأسبوعية على سبيل التحديد فكما هو معروف تأخذ أغلب الدول العربية، إذ لم يكن كلها، الإجازة الأسبوعية في أيام الجمعة والسبت، أما الدول الأسيوية الغير عربية فهي تفضل أيام السبت والأحد كعطلة رسمية، وبعض الدول تجعلها يوم واحد، كالجمعة في الدول العربية والسبت في الدول الغير عربية، لذلك إذا سافرت يومًا إلى أسيا ضع في حسبانك أن أغلب الهيئات والجهات الرسمية سوف تكون غير متاحة في هذه الأيام المذكورة.
س: ما هي الأماكن الآمنة والخطرة في قارة أسيا؟
ج: بالنسبة للأماكن الآمنة والخطرة بقارة أسيا فإن الأمور لا تسير على أفضل نحو، صحيح أن الأماكن الآمنة أكثر بعض الشيء من قارة إفريقيا، لكنها لا تقترب مجرد الاقتراب من قارة أوروبا، ففي أسيا هناك مناطق مُلتهبة، أماكن تشهد الاضطهاد والصراع بين السكان، وأماكن تعيش حياة خطرة لا تتناسب مع السائح مهما كانت جنسيته، لكن الحق يُقال أن الدول العربية الموجودة في قارة أسيا لا ينطبق عليها أبدًا هذا الأمر، فكلها أماكن آمنة، اللهم إلا دولة العراق ودولة اليمن ودولة سوريا مؤخرًا، فهذه الدول الثلاث قد شهدت في السنوات الأخيرة بعض الصراعات الداخلية، أما بالنسبة للدول الغير عربية فالهند مثلًا نجد فيها انقسام كبير بين الفئات والفصائل الدينية هناك، كما أن العصابات في هذه البلد لا حصر لها، لذلك من الصعب جدًا أن تجد الأمان في كل مكان داخل هذه الدولة، خاصةً وأن الشرطة الهندية تحظى كذلك بحالة من الضعف العام، ولذلك الأنسب في هذه الدول الغير آمنة أن يتم زيارة العواصم والمدن الكبرى فقط، فهذه الأماكن هي التي يُمكن أن يطمئن فيها الإنسان على حياته ويُمكن وصفها فعلًا بالأماكن الآمنة، وإن كان شعور الأمان الآن قد بات نادرًا.
س: ما هي أحوال خدمة الواي فاي والإنترنت في أسيا؟
ج: خدمة الإنترنت في قارة أسيا خدمة جيدة بعض الشيء، فإن كنا سنُصنف دول قارة إفريقيا كتصنيف عام بأنها من دول العالم الثالث فإن دول قارة أسيا يُمكن إضافتهم بكل ثقة إلى دول العالم الثالث، وهذا يعني طبعًا أن الخدمات الموجودة داخل هذه الدول سوف تكون أفضل، ومن ضمن هذه الخدمات، بل أهمها على الإطلاق، خدمة الإنترنت، وهنا يُمكنك التحدث بلا حرج عن دولة كبرى في هذا المجال مثل اليابان، فهي دولة التقدم كله بلا شك، وهناك أيضًا دولة الصين وكوريا الشمالية والجنوبية والإمارات وقطر، فكل هذه الدول السالف ذكرها يرتفع بها معدل جودة الإنترنت إلى أعلى مستوى ممكن، وذلك الأمر راجع بالتأكيد إلا تقدم هذه الدول وتميزها اقتصاديًا لدرجة أنها باتت تُقارن بدول أوروبية وعالمية كبرى، بينما بقية الدول الموجودة في قارة أسيا تكون فيه خدمة الإنترنت مجرد خدمة مُريحة، لذلك إذا زرت مثل هذه الدول فلا تتوقع أن تكون الخدمة التي ستحصل عليها خدمة جبارة ومهولة، وإنما هي خدمة معقولة تتناسب كثيرًا مع حاجتك، وهذا هو المطلوب وجوده بكل تأكيد، خاصةً أن خدمة الإنترنت، أو الواي فاي، لم تُصبح الآن مجرد خدمات تكاملية هامشية.
س: ما هي مواعيد عمل البنوك والصيدليات والمتاجر في أسيا؟
ج: الجميع يعرف بالطبع أن البنوك والصيدليات والمتاجر في كل مكان تُعتبر أماكن هامة وحيوية، وخاصةً بالنسبة للسائح أو الزائر الجديد على المدينة، ولكي يعرف الجميع فإن هذه المواعيد ودرجة تفاوتها بين البلدان ترجع في المقام الأول والرئيسي إلى تقدم البلد وتأخرها، ما عدا مواعيد البنوك، فهي ثابتة في كل مكان في العالم نظرًا لارتباطها بعملية التداول الدولي والبورصة ومثل هذه الأمور، ولذلك نجد أن مواعيدها عادةً ما تبدأ من التاسعة صباحًا وتنتهي في الثانية أو الرابعة عصرًا على أقصى تقدير، أما بالنسبة للصيدليات فبعض الدول تلتزم بمواعيدها التي تنتهي في الثانية عشر من صباح اليوم التالي، وعلى رأس هذه الدول في أسيا الصين واليابان، والبعض الآخر يُرجع الأمر إلى الحاجة ويجعل الصيدليات أماكن حيوية لا يُمكن إغلاقها نظرًا لارتباطها بحالة المريض وحاجته، ولهذا فإنه لا تُغلق أو ربما تُغلق في ساعات متأخرة من صباح اليوم التالي، وربما هذا الأمر يُمكن تطبيقه كذلك على المتاجر، وإن كانت درجة التطبيق أقل نظرًا لإمكانية شراء كميات كبيرة من السلع دفعة واحدة، ولهذا تنتهي مواعيد متاجر أسيا في الغالب عند العاشرة مساءً.
س: ما هي حالة خدمتي البريد والطوارئ داخل أسيا؟
ج: حالة خدمتي البريد والطوارئ أيضًا من ضمن الأسئلة الهامة التي تكثر عند السفر إلى قارة أسيا أو أي مكان في العالم، والحقيقة أننا إذا أمسكنا بخدمة البريد مثلًا فسوف نجد أنها أفضل بكثير من الحالة الموجودة في إفريقيا وأقل بعض الشيء من الحالة الموجودة في قارة أوروبا، لكنها في النهاية تبقى جيدة إن جاز الوصف، فمن خلالها يُمكنك إرسال واستقبال الرسائل الورقية أو الطرود التي يكون بها ودائع من نوعٍ ما، وهي خدمة قلما يتم استخدامه في حالة السفر السياحي، أما بالنسبة لخدمة الطوارئ فنعود ونكرر أن الحالة تتوقف على البلد وليس على القارة بأكملها، فعلى سبيل المثال في الدول العربية الخدمة متوسطة، وفي دول العالم الثالث تكون شبه رديئة، أما في الدول المتقدمة مثل اليابان والإمارات والصين وإندونيسيا وتايلاند فهي جيدة جدًا، وبالمناسبة، يتم معاملة السياح معاملة جيدة والاستجابة لحالة الطوارئ الخاصة بهم سريعًا مهما كانت البلد التي تتواجد بها، ونحن نقصد بالطوارئ طبعًا الشرطة والإسعاف والمطافئ.