داخل هذا المتحف ثمة أشياء طفولية تتبع أربعة قرون مضت، إنه إذًا تاريخ الطفولة الذي يُمكن للصغير والكبير التمتع بمشاهدته، وبالإضافة إلى ذلك المتحف يُخاطب عقليات طفولية متعددة، فالطفل ذو الست سنوات سيجد ما يُثير اهتمامه وكذلك الطفل ذو العشر سنوات، عمومًا، بناء المتحف تم في عام 1872، لكنه لم يُصبح متحفًا خاصًا بالأطفال إلا قبل مئة عام فقط، وتحديدًا في عام 1920، وكأن لندن كانت تبحث عن كل ما يمكنه زيادة تفرّدها وتضعه بداخلها.
متحف الأطفال من الداخل
عالم الألعاب والطفولة هو الشغل الشاغل للمتحف، وبالتالي أغلب الأشياء المتواجدة بداخله سوف تكون من هذه النوعية، حتى ملابس الطفولة أيضًا لها تواجد كبير، وكذلك الأشياء التي يستخدمها الأطفال طوال هذه الفترة، وليس فقط مجرد ألعاب كانوا يلعبون بها، بل أيضًا أماكن النوم وأطباق الطعام والملاعق، كل شيء طفولي سوف تجده داخل هذا المتحف، وذلك على مساحة تقترب من الستة آلاف متر، وهي مساحة كبيرة بالطبع، لكن إذا وضعنا في الاعتبار وجود ما يقترب من النصف مليون غرض طفولي فسوف تبدو المساحة مناسبة بعض الشيء، وأيضًا يجب التنويه على أن حالة التوثيق المتواجدة داخل المتحف تتم من خلال أغراض الطفولة أو على الأقل صور لها، وذلك لتعذر الحصول على البعض منها.
دخول المتحف لا يحدث فقط بصورة فردية، بمعنى أن الزوار العاديين بالطبع مُصرح لهم بالدخول، لكن أيضًا الرحلات المدرسية والطلابية تكثر بشدة طوال العام، فمن النادر أن تدخل ذلك المتحف ولا ترى تجمع كبير من الطلبة جاء في أحد الرحلات المدرسية أو شيء من هذا القبيل، وتُصاحب تلك الرحلات بعض البرامج التوعوية والأنشطة الترفيهية، ببساطة، أي طفل في لندن يحلم بالدخول إلى هذا المتحف بأي طريقة من الطرق، فإذا كنت هناك ومعك أطفالك فلا تتردد بالزيارة.
الطريق إلى متحف الأطفال
بسبب أهمية متحف الأطفال وكثرة الزوار عليه نجد أن الكثير من وسائل المواصلات في لندن تأخذ طريقها إليه، فإذا ركبت المترو من السنترال سوف تنزل في محطة المتحف وتُصبح في قلبه مباشرةً، وكذلك عدد ليس بالقليل من الحافلات يتوجه إلى هناك بشكل دوري، أما مواعيد العمل داخل المتحف فهي تبدأ من العاشرة صباحًا وتستمر حتى الخامسة مساءً، ولا تقلقوا، فالزيارة تأتي بشكل مجاني تمامًا، لكن إذا كانت هناك واحدة من رحلات المدارس التي تحدثنا عنها فقد يُكلف الأمر بعض الجنيهات القليلة، والحقيقة أنه مهما كانت التكلفة فلا شيء قد يُعوض بالتأكيد فرصة الدخول إلى هذا المتحف وتمتيع الأطفال بأفضل زيارة في حياتهم، إنها ببساطة زيارة عن حياتهم نفسها، حياتهم الطفولية.