لا يُمكن بأية حالٍ من الأحوال أن تذهب إلى لندن دون أن تنهل من عبق التاريخ والثقافة الموجودان بها، فمن المعروف عن لندن أنها أحد المدن التاريخية القليلة في العالم مثلما هو الحال مع روما ودمشق والإسكندرية، هذه المدن مرت عليها مئات وألوف السنين، وكلما زاد عبق المدينة كلما زادت قابليتها للإدهاش، فإذا كنت في لندن لا تنسى أبدًا زيارة بعض القلاع التاريخية التي ستتعثر بها عند مرورك بالضواحي الصغيرة بالمدينة، تلك التي فات على وجودها ألفي عام إلا قليل، ولا تزال حتى الآن واحدة من أعرق المدن الموجودة في العالم على الرغم من مرور أكثر من مُحتل ومُختل على المدينة طمعًا في تدميرها، لكن هذا لم يحدث وبقيت لندن شامخة حتى الآن ومُحتفظة ببعض من عبقها للأجيال الحالية والقادمة.
معالم لندن التاريخية
تمتلك بريطانيا، أو المملكة المُتحدة، الكثير من المعالم التاريخية الهامة التي يسعى الجميع لزيارتها، لكن بما أنك لن تستطيع زيارة أي مكان في المملكة المتحدة بخلاف لندن فكن متيقنًا أنك لن تفوت أبدًا أهم الأماكن التاريخية في بريطانيا التي يتواجد بعضًا منها في لندن، ومن أمثلة ذلك مبنى البرلمان البريطاني، المبنى التاريخي الذي كان شاهدًا على أهم القرارات التي تم اتخاذها في تاريخ العالم، أيضًا القصور الملكية الكثيرة التي تتواجد في لندن على اعتبار أنها العاصمة، وهنا تجدر الإشارة إلى أن بعض هذه القصور ليست لسكن الملوك وإنما يتم استخدامها كمتاحف يُسمح للجميع بزيارتها، ولهذا سيكون من المُدهش والمؤسف جدًا أن تذهب إلى لندن دون أن تُجرب زيارة واحدة من هذه القصور، وأيضًا لا تنسى المكتبة البريطانية الهامة التي تتواجد في لندن وتُعتبر من أهم مكتبات العالم الحديث والقديم أيضًا، وتصل أهميتها للدرجة التي جعلت البعض يحتفل بأن الحروب العالمية التي وقعت بالقرن العشرين لم تطل هذه المكتبة بأي سوء.
أهم متاحف لندن
على الرغم من أن لندن مدينة صغيرة نظريًا إلا أن تلك المساحة الصغيرة لم تؤثر أبدًا على وجود جانب ثقافي هام مثل المتاحف، فهناك ما يزيد عن خمس متاحف من التي يتم اعتبارها المتاحف الأهم في العالم بأكمله وليس المملكة المُتحدة فقط، ومن أهم هذه المتاحف مثلًا متحف “تيت”، والتي يُخصص في عرض الفن العصري واللوحات التي رسمها مبدعون حاليون أو أولئك الذين لم يمر على إبداعهم سوى قرن أو اثنين، أيضًا هناك مدام تيسو، ذلك المتحف الذي يُعرف باسم متحف الشمع، وكما هو واضح من اسمه يهتم هذا المتحف بالتحف والقِطع التي يدخل فيها الشمع بصورة رئيسية، وهناك المتحف الوطني الذي يضم تسعين بالمئة من تاريخ بريطانيا ولندن على وجه التحديد، وهو متحف يُستهدف من زوار العالم بأكمله قبل زوار لندن لأنه من أراد أن يتعرف على هذه البلد فعليه قبل ذلك أن يدخل المتحف الوطني.
المتاحف لا تنتهي في لندن، فهناك أيضًا المتحف الطبيعي، والذي يهتم بالأشياء التاريخية الطبيعية، كأقدم الحيوانات التي عاشت في لندن وأفضل النباتات التي زُرعت بهذه الأرض، والكثير من الأشياء الطبيعية الأخرى التي ربما لن تعثر عليها في أي مكان بالعالم بخلاف هذا المتحف، وبشكلٍ عام تتواجد عدة متاحف أخرى تاريخية أو على الأقل تُحاكي التاريخ الخاص بالمدينة وأبرز الحروب أو الأحداث التي وقعت في لندن منذ إنشائها وحتى الآن، لذلك خذ هذه النصيحة وحاول العمل بها جيدًا، إذا كنت في لندن لا تُفوت أبدًا فرصة زيارة متاحفها وقلاعها القديمة.
ساحة المفكرين والأدباء
تُعرف لندن عالميًا بأنها ساحة كبيرة تجمع المفكرين والأدباء والكتاب من كل مكان في العالم، لذلك إذا كنت مُحبًا للثقافة وأخذتك قدمك إلى لندن فإياك وتفويت فرصة زيارة أبرز الجامعات والمكتبات والقاعات العامة المتواجدة في المدينة، وذلك لأنك غالبًا ما ستُقابل هناك أحد كُتابك المفضلين أو أحد المثقفين العالميين الذين ترغب في رؤيتهم منذ فترة، في لندن سوف تتحقق لك تلك الأمنية بسهولة لأن تلك المدينة تُعرف بعاصمة الضباب من ناحية الطقس فقط، أما من ناحية العلم والثقافة والتاريخ فهي عاصمة النور بالطبع، مع الاعتذار الكامل لعاصمة النور الفرنسية الأصلية باريس.