تعد الأراضي السورية هي واحدة من أهم بقاع الأرض وفيها مدينة دمشق التي تصنف كأقدم عاصمة في التاريخ، وتأتي سوريا بمساحة قدرها مائة وخمسة وثمانين ألف كيلو متر مربع تقريبًا ويسكن بها حوالي ثمانية عشر مليون نسمة وربع، وتمثل هذه الدولة مكانة كبيرة في نفوس معتنقي الديانة المسيحية والإسلامية، حيث يتواجد بها العديد من الكنائس والكاتدرائيات والمساجد والجوامع الهامة، ولا ننسى أن الدولة الأموية كان مقر حكمها في دمشق ولذلك نرى العديد من القصور والمساجد والجوامع الأموية الجميلة بداخلها، ومن الجدير بالذكر أن الجمهورية العربية السورية تكتب رسميًا باسم سورية وليس سوريا، والسبب في ذلك هو أن الدولة العثمانية حينما حكمت بلاد الشام كانت تكتب أسماء العلم بالتاء المربوطة.
عامة قد حملت هذه الرقعة الجغرافية اسم سوريا في القرن الثالث قبل الميلاد حينما كان يتواجد بها السلوقيون، أما عن السر وراء حملها لذلك الاسم فهو له بعض التفسيرات مثل أن سوريا مشتق من مدينة صور اللبنانية التي تقع على البحر الأبيض المتوسط، ولكي يصل الإغريق إلى سوريا كان لابد من المرور على تلك المدينة ولذلك تم تسميتها بسوريا، وهناك تفسير أخر يقول أن سبب حمل هذه الأراضي لذلك الاسم هو تواجد الإمبراطورية الآشورية على أراضيها، فتم إبدال حرف الشين بالسين وُحذف حرف الألف الموجود قبل الشين وبذلك تصبح سورية، وهذا الإبدال متعارف عليه في اللغات السامية فتم تصنيف هذه الرواية كأقوى التفسيرات الدالة على اسم سوريا الحالي.
أما عن تسمية سوريا ببلاد الشام فهو قد ابتكر من قبل العرب ولا يزال يتداول حتى يومنا هذا ولكنه يطلق على أراضي الهلال الخصيب كله ما عدا العراق، عامة تعد الجمهورية العربية السورية هي دولة تاريخية حضارية تحتوي على العديد من القطع والمعالم الأثرية، لذا في الغالب لا يذهب إلى محبي الاطلاع على الأماكن التاريخية القديمة، أو محبي رؤية الأماكن الإسلامية من مساجد وجوامع ومقامات وتكيات وغيرها، وهي بالمناسبة تتشابه كثيرًا مع دولة العراق من حيث المعالم والأهمية التاريخية، فقد قامت عليهم حضارات واتخذت الدولة الأموية ثم العباسية أراضيهم كمقر لحكم بلاد المسلمين كلها، وفي الأخير احتوائهم على العديد من المعالم الإسلامية البارزة والهامة لدى كل مسلم.